بوتيرة متصاعدة، تتوالى التحذيرات التى يطلقها قادة صناعة الصحافة الغربية من تأثير السوشيال ميديا ومحرك البحث الشهير "جوجل" على مستقبل الصحافة بنسختيها الإلكترونية والمطبوعة، وذلك للممارسات الاحتكارية التى تمارسها منصات "فيس بوك" وتويتر وغيرها على سوق الإعلانات من جهة ، وانتزاع حق عرض المحتوى الصحفى والإعلامى دون مقابل.
واتهمت الكاتبة الصحفية البريطانية تينا براون رئيسة تحرير مجلة "نيويوركر" وصحيفة "فانتى فير" السابقة، كلاً من جوجل وفيس بوك بـ"سرقة مجهود الصحفيين"، معربة عن قلقها بشأن مستقبل الصحافة على مستوى العالم بأكمله.
وفى حوار مطول مع مجلة "تايم" الأمريكية ، قال براون : "على فيس بوك وجوجل إنشاء صندوق خيرى للصحافة لتعويض العائدات المسروقة"، مضيفة أن الشبكات العملاقة لديها مسؤولية لدعم الصحافة الاستقصائية، لا يمكن أن تتنصل منها.
وردا على سؤال عن أى الشبكات أخطر على الصحافة، أشارت الصحفية والمذيعة البريطانية إلى أن فيس بوك هو الأكثر سوءا نظرا إلى هيمنته عالميا، مشددة على ضرورة إعادة جزء من الإيرادات للصحافة والمؤسسات الإعلامية.
وأكدت براون على حاجة العالم إلى الصحافة نظرا للدور العالمى الذى تلعبه الصناعة.
وعلقت مجلة "تايم" ضمن الحوار بقولها، إن الصحف الورقية والمجلات على جانبى الأطلنطى اضطرت إلى تخفيض ميزانياتها مع انتقال الإعلانات بشكل متزايد إلى الإنترنت، وبحسب أحدث إحصائيات رسمية فإن الاحتكار الثنائى من قبل "فيس بك" وجوجل للإعلانات استقطب أكثر من نصف الأموال التى يتم إنفاقها على الإعلانات الإلكترونية فى بريطانيا خلال عام 2016.
وتأتى هذه التحذيرات المتزايدة وسط معركة تخوضها الصحف الأمريكية ضد شركات التكنولوجيا فيس بوك وجوجل، التى تستحوذ على النصيب الأكبر من سوق الإعلانات الرقمية، وهو ما يؤثر بدوره على اقتصادات صناعة الصحافة، حيث أتحد ناشرى الصحف الكبرى فى الولايات المتحدة لمطالبة الكونجرس بمنحهم الحق للتفاوض جماعيا مع منصات وسائل التواصل الإجتماعى.
وفى ظل استمرار تراجع أرباح الصحف، قرر المديرين التنفيذيين لوسائل الإعلام الأمريكية الكبرى، فى وقت سابق من العام، أن الوقت بات ينفد لإجراء التغيير اللازم، وبحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز فإن مجموعة تسمى تحالف وسائل الاعلام، يضم ناشر نيويورك تايمز وناشر صحيفة وول ستريت جورنال، بالإضافة إلى عشرات الصحف الصغيرة، تدعو المشرعين الفيدراليين إلى منح الصناعة استثناء من قواعد مكافحة الاحتكار للتفاوض بشكل جماعى مع عمالقة التكنولوجيا.
ومن خلال الاتحاد معا فإنه يمكن لوسائل الإعلام أن يكون لديهم تأثير اكبر فى مواجهة شركتى فيسبوك وجوجل اللتان تستحوذا على أكثر من 70% من سوق الإعلانات الرقمية فى الولايات المتحدة، الذى يبلغ 73 مليار دولار، وتراجعت إيرادات الصحف الأمريكية من الإعلانات عام 2016 إلى 18 مليار دولار مقارنة بـ50 مليار دولار قبل عقد، ذلك بحسب دراسة لمركز بيو للأبحاث.