بالصور.. مذبحة أثرية جديدة على كورنيش الإسكندرية.. هدم فيلا "عفيفى" حتى سطح الأرض.. حى شرق: صادر لها ترخيص هدم والوقف جاء بسبب خلافات بين الورثة.. لجنة التراث: نحتاج الى تعديلات تشريعية لسد ثغرات القا

شهت محافظة الإسكندرية مذبحة جديدة للمبانى والفيلات الأثرية ، حيث تم هدم فيلا حافظ باشا عفيفى، وفوجئ الأهالى بالمنطقة بتنفيذ أعمال الهدم حتى تم القضاء على مبانى الفيلا الأثرية تماما. وتقع فيلا حافظ باشا الأثرية على مساحة 2150 مترا ، فى 72 شارع الهداية بالسرايا فى اتجاه البحر ، وهى كانت ملك حافظ باشا عفيفى (محمد حافظ عفيفى) (1304 - 1380 هـ/ 1886 - 1961 م) هو طبيب وسياسى مصرى، تعلم الطب وتخصص فى إنجلترا وفرنسا ، وعين وزيراً للخارجية (1928 - 34) لفترة، كما عين سفيراً لمصر فى لندن (1936 - 38) واختير مندوباً لمصر فى مجلس الأمن الدولى. وكما هو الحال فى جميع حالات هدم الفيلات الأثرية بالإسكندرية ، فقد حصلت الفيلا على حكم قضائى بخروجها خارج مجلد التراث ، حيث كانت الفيلا مقيدة برقم 1917 حى شرق ، و أصبح من حق المالك هدمها أو بيعها و تردد أن الفيلا تم بيعها بمبلغ 131 مليون جنيه لأحد المطاعم الشهيرة بالإسكندرية. وقد شهدت الفيلا محاولات لهدمها خلال السنوات الماضية ، حيث ظلت الفيلا تعانى من تسريب لمياه الصرف الصحى ، على كورنيش الإسكندرية ، مما أدى للاساءة للمشهد الحضارى و طالبت مبادرة " إنقذوا الإسكندرية " فى ذلك الوقت بوقف هذا النزييف حفاظا على الفيلا الأثرية و بالفعل تم إصلاح الصرف الصحى الا أن محاولات الهدم لم تتوقف ، الى أن تم الحصول على حكم قضائى برفعها من مجلد التراث ويقول المهندس مصطفى التاجورى ، أحد الأهالى بالمنطقة ، الى أنه فوجئ بأعمال هدم فى الفيلا الأثرية ، و حاول التواصل مع المسؤلين لوقف أعمال الهدم ، الا أن مسؤلى الأمن و الحى وصلوا عقب هدم أجزاء كبيرة من الفيلا و أصبحت " كوم تراب " ، مشيرا الى أن الفيلا كانت تمثل قيمة أثرية كبيرة للمنطقة ، خاصة منطقة السرايا بالإسكندرية و التى كانت تشمل عدد من الفيلات الأثرية تمثل حقبة تاريخية هامة لمحافظة الإسكندرية. ومن جانبه قال اللواء وحيد رضوان ، رئيس حى شرق بالإسكندرية ، أن جميع الاوراق القانونية لفيلا حافظ باشا الأثرية سليمة و قانونية ، مشيرا فى تصريحات خاصة ل" انفراد " أن الفيلا حصلت على حكم قضائى بأن تكون خارج مجلد التراث عام 2013 ، كما أنها حصلت على رخصة هدم فى شهر مارس 2017 من المركز الذكى لمحافظة الإسكندرية. و أشار رئيس الحى الى أنه فور تلقى استشكال من أحد الورثة المتنازعين على ملكية الفيلا توجه الحى و قوات الامن الى الفيلا الأثرية ، و تم وقف الهدم بناء على الخلافات بين الورثة و اجراءات التقاضى و ليست لمخالفات قانونية ، و أشار الى أنه تم تحرير محضر بقسم الشرطة بعدم استكمال الهدم يحمل رقم 8819 إدارى قسم سيدى جابر 2017. فى المقابل طالب الدكتور محمد عوض ، رئيس لجنة الحفاظ على المبانى الأثرية و التراثية بالإسكندرية ، بوقف نزييف هدم الفيلات الأثرية ، مشددا على ضرورة إجراء تعديلات تشريعية ، قائلا :" لا نستطيع إتخاذ أى إجراء بسبب صدور حكم قضائى بالخروج من مجلد التراث". و أشار فى تصريحات خاصة ل" انفراد " أن المنوط به إجراء تعديلات تشريعية هى وزارة الإسكان وجهاز التنسيق الحضارى ووزارة العدل ، مشيرا الى أنه تم التقدم من وزارة الاسكان ، للمطالبة بتعديلات تشريعية للقانون عن طريق جهاز التنسيق الحضارى ، ولم يبت فيها الى الآن من البرلمان. و حول عدد المبانى التراثية المهددة بالهدم بالإسكندرية قال "رئيس لجنة حماية التراث أن الإسكندرية بها نحو 1350 مبنى تراثى مهدد بالهدم ، تم هدم نحو 58 مبنى حتى الآن. وحول القيمة الأثرية لفيلا حافظ عفيفى باشا ، قال " عوض " أن هدم الفيلا يعد خسارة فادحة ، حيث أن لها قيمة تراثية كبيرة على المستوى المحلى، فهى من الطراز المعمارى ذو الحداثة فى الطرز المعمارية الخاصة بمبانى البحر الأبيض المتوسط. ومن جانبه قال الدكتور محمد سلطان ، محافظ الإسكندرية ،أنه أصدر قرارا بإعادة حصر للمبانى التراثية بالإسكندرية مرة أخرى وعدم إصدار تراخيص بالهدم أو البناء بشأن تلك المبانى الا بعد مراجعة المستندات الخاصة بتلك المبانى والزام اللجنة بالبت فى الطلب المقدم بشأن أى مبنى أثرى خلال شهر على الأقصى. وأشار محافظ الإسكندرية ل" انفراد " أن المبانى التى يتم هدمها تكون بناء على صدور أحكام قضائية ، وقد تكون عن طريق إستغلال ثغرات القانون الحالى ، مؤكدا حرصه على الحفاظ على المبانى الأثرية التى تتميز بها محافظة الإسكندرية ، و قال أنه يتم حاليا بحث عدة حلول لمواجهه تلك المشكلة بالتنسيق مع لجنة الحفاظ على التراث ، حيث يتم دراسة تعويض الملاك بفيلا أخرى و لكن فى منطقة سكنية مختلفة، مشيرا الى أن هناك عدة مقترحات معروضة للدراسة