فى عيد جلوسه الخامس.. كيف تلقت الكنيسة البابا "عطية الله"؟.. فتح قلبه للوحدة المسيحية.. صلى لوطنه باكيًا.. ونقل الكاتدرائية لعصر المؤسسات فلقبوه ببابا الإنترنت

منذ خمس سنوات، وفي مثل هذا اليوم، كانت الكنيسة القبطية على أعتاب عصر جديد، يتوج فيه الأنبا باخوميوس القائم مقام، ابنه في الرهبنة، الأنبا تواضروس، بتاج بطريرك الكرازة المرقسية. لم يكن الأنبا باخوميوس يعلم وهو يضع التاج المرصع بالذهب على رأس تلميذه، أن كل هذا الشقاء ينتظره وهو يدير الكنيسة الأكبر في الشرق، بعد 117 بابا سبقوه إلى كرسى مارمرقس الرسول. منذ اليوم الأول في تلك المهمة الشاقة، أدرك البابا تواضروس الذي يعنى اسمه "عطية الله" أن عمله كوريث للقديس مارمرقس ليس تشريفًا بقدر ما هو تكليف إلهي، وخدمة مرهقة للكنيسة التي وهبها حياته منذ قرر اعتزال العالم لحياة الرهبنة. البابا الجديد لم يكن من الأساقفة المقربين للبابا شنودة، البطريرك الراحل، فلم يزامله في الدير ولم يعمل معه في الكاتدرائية، بل جاء من الصفوف الخلفية في المجمع المقدس، ليطبق الآية الكتابية القائلة الأولون آخرون والآخرون أولون. قدومه من الصفوف الخلفية البعيدة عن زخم الإعلام وعدسات الفضائيات، جعل المهمة أصعب، شعب الكنيسة لا يعرفه بالشكل الكافي، والأساقفة أعضاء المجمع المقدس، لم يتعاملوا معه كثيرًا ليتعرفوا على جوانب شخصيته، فقد كان يخدم في البحيرة يساعد الأنبا باخوميوس في إدارة إيبراشيته. لم يلتفت البابا الجديد لتلك الأصوات التي تقارنه بالبابا شنودة، لكل بابا شخصيته، بل أكد إنه من تلاميذ البابا الراحل، ورأى في الإدارة الكنسية وإعادة ترتيب البيت من الداخل، حلًا سحريًا لمشاكل كثيرة واجهته، وأدخل الكمبيوتر إلى قواعد بيانات الكنيسة فلقبه الأنبا موسى مازحًا بـبابا الأنترنت البابا تواضروس، الذي كان يدرس الإدارة بإنجلترا استغل مهاراته في بناء مؤسسة الكنيسة، العصر الجديد لا يسمح بالتعامل مع صيغ الماضى، فأسس لها مركزًا إعلاميًا وأعاد تقسيم الإيبراشيات لتتوازى مع الزيادة الضخمة فى عدد السكان. لكي تعاد تقسيم الإيبراشيات، فلابد من رسامة (تعيين) أساقفة جدد، في نوفمبر غالبًا يصلي البابا طقوس رسامة الأساقفة، ويبدأ اجتماعات المجمع المقدس الجديد بالأساقفة المدعوين للخدمة، وهو الأمر الذي رآه معارضوه بمحاولة تشكيل حرس جديد له، ولكن البابا لم يلتفت أيضًا وبدأ في تصعيد الأساقفة الجدد في مواقع كنسية عليا، في الوقت الذي عمل فيه على إزاحة آخرين لمواقع أخرى في الخدمة بعيدة عن الكاتدرائية. يؤمن البابا تواضروس إيمانًا عميقًا بقضية الوحدة المسيحية وفتح أفق للتواصل مع الكنائس المختلفة في العقيدة والإيمان، هذا التواصل الذي لا يعني الذوبان في الآخر ولكن الكنائس كالأعضاء في جسد المسيح الواحد مثلما يقول. بينما كان البابا مشغولًا بمهامه الجديدة، وقع الهجوم على الكاتدرائية فى عام الإخوان فبكى إلى الله لكي يرفع عن كنيسته هذا البلاء، فرفعه الله عن مصر كلها، وظهر البابا ممسكًا بيد شيخ الأزهر ليعلن اصطفافه خلف خارطة الطريق وتحالف ٣٠ يونيو. وقوف البابا والأقباط من خلفه في مشهد ٣٠ يونيو، لن تنساه الجماعات الإرهابية التي تستهدف الكنائس وتبذل الكنيسة الشهداء لأجل ذلك، وفي كل مرة يبكي فيها البابا وهو يودع أبناءه الشهداء ويصلى على جثامينهم يعود أقوى بتلك السكينة التى يمنحها وداع الموتى للمؤمنين. في عامه الخامس كبطريرك، قضى البابا وقته في دير الأنبا بيشوى واحتفل مع أخوته الرهبان بتلك المناسبة، البابا لا يحب أن تنسيه مشاغل الكرسى الباباوى حياة الرهبنة التي وهب لها نفسه منذ أن كان شابًا يدعى وجيه تبدله الأيام ليصبح ثيؤدور ثم يصير تواضروس وكلاهما يعنى "عطية الله" الكنيسة تعاملت معه كعطية إلهية، وهو لم ينس يومًا أن تلك العطية تتطلب إيمانًا قويًا وصلابة نفسية لتزيح عن رعاياها أي ألم أو خوف أو قلق.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;