فيديو وصور.. المشرط والفرشاة.. إنقاذ الحياة بالألوان.. رحلة الطبيب صاحب الـ70 عاما بين غرفة العمليات وإبداع اللوحات.. فاضل شلتوت رائد المناظير فى الوطن العربى وأول جراحى الميكروسكوب يتحدث عن عالمه الف

لم تمنعه طبيعة العلم الجامدة من الإبداع، فقد أحب الرسم وعرفه منذ نعومة أظافره عندما كان عمره لا يتخطى الخمس سنوات، لذلك دمج شغفه ودراسته معا، ليخلق من حركة يد الجراح الدقيقة فنا خاصا به ويبتكر تقنيات باسمه فى كيفية إجراء العمليات المختلفة الخاصة بتخصصه الطبى، وهو طب النساء والتوليد، إنه الدكتور والخبير العالمى فاضل شلتوت، الذى تدرب على يد أشهر الجراحين الدوليين بألمانيا والسويد ليصبح رائدا لجراحة المناظير فى الوطن العربى وأول من يجرى عمليات الميكرسكوب فى مصر. يرى الدكتور فاضل شلتوت الفن والجراحة توأمان، وأن الجراح الفنان حتما سيكون مختلف، وهذا ما أثبته من خلال إبداعاته سواء العلمية أو الفنية، الذى أنجزها على مدار 70 عاما ومازال يقدم الجديد، فقد تمكن من تحويل عملياته الجراحية للوحات فنية جمعها فى كتاب كامل اسماه "hands of god" ووضع فيها كل حركة يقوم بها كجراح خلال القيام بتقنياته الخاصة فى الجراحة. وعن بداية حبه للرسم واختياره للطب دراسة وعمل، يقول شلتوت "اكتسبت الخبرة فى هذه الهواية من خلال نظام التعليم قديما، حيث إنه كان ينمى لدى كل طفل قدراته الفنية أى كانت رسم أو عزف أو غيره، فكان المدرسين يقولون لى ارسم لنا الحائط ويشجعونى أرسم كل ما يحيط بى فى المدرسة أو خارجها". وتابع شلتوت رحلته باختيار الطب مجالا له، وتفوق فى دراسته ليستكمل مسيرته فى جامعات السويد عائدا بخبرة كبيرة فلم يفارقه إبداعه قط، ليكون أول من أدخل جراحة المناظير فى الوطن العربى فى الثمانينيات، ويعود بكل حب لبلده الأم مبتكرا الكثير من العمليات باسمه فوصل إبداعه لابتكار طرق معينة خاصة به فى الجراحات المتعلقة بعلاج تكيسات المبايض وربط عنق الرحم وعلاج البطانة المهاجرة. ويعبر شلتوت عن مشاعره خلال الرسم، قائلا "أضع لحظات الاكتئاب خاصة فى الرسم لأنه يرفع من الروح المعنوية لدى، وبدأت برسم البورتريه عن أخواتى وزوجتى وعائلتى ثم أساطير الطب خاصة فى أمراض النساء وأساتذتى وعلى رأسهم الدكتور محمد أبو الغار صاحب أول عملية أطفال أنابيب فى مصر". تنوعت رسوماته ما بين البورتريه والمشاهد التى تعكس صور الحياة العامة وملامح المصريين، ولم يكتف بذلك بل عبر عن انفعاله مع الأحداث والحقب التاريخية التى مر بها برسومات رمزية فنية بسيطة يفهمها من يراها بسلاسة من أول نظرة وكأنها تتحدث معهم. ورغم كل ما قدمه من علم وفن، إلا أنه عندما يتحدث عن الرسم يقول "عند زيارتى للوفر ودورساى ومتاحف الفن الأخرى، قمت بمراجعة لرسوم العظماء دافينشى، أنجلو، روفائيل، رامبرانت، بروجل، رينوار، فان جوخ، ديلاكروا، مونييه، بيكاسو، وعندها أدركت أننى هاو، وأنه مع خبرتى كرسام يرسم لأكثر من ستين سنة إلا أننى صعب حتى أن أكون تلميذا لهؤلاء العظماء".