يبدو أن قضية التدخل الروسى لا تقتصر على الولايات المتحدة وحدها، فهناك عدد من الدول الأوروبية تواجه أحزابا باتهامات مماثلة لما تواجهه حملة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من تواطؤ مع الروس.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التى أصبحت الاتصالات بين بعض سياسييها والمسئولين الروس محل تدقيق مؤخرا، فهناك أحزاب أوروبية تتراوح ما بين أقصى اليمين وأقصى اليسار تواجه اتهامات مشابهة.
وقد أصدر المجلس الأطلنطى، وهو أحد مراكز الأبحاث الأمريكية البارزة، تقريرا واسعا فى هذا الشأن يركز على جنوب وغرب أوروبا، ويتناول مدى نجاح روسيا فى التأثير على الأحزاب التى أصبح يعتقد الآن أنها الأكثر ميلا نحو الكرملين.
حركة الخمس نجوم الإيطالية
فى إيطاليا، يشير التقرير إلى أن نفوذ روسيا أقوى من أى مكان آخر فى أوروبا، حيث تتصدر حركة الخمس نجوم الشعبوية الاستطلاعات، وتجذب تلك الحركة أنصارا من أقصى اليمين وأقصى اليسار ومن الصعب تصنيفها فى المجال السياسى التقليدى.
ويوضح التقرير أن موقف الحركة الموالى للكرملين، والموثق جيدا، إلى جانب قدرته على التعبئة الشعبية يجعلها حليفا مهما لموسكو، ومن ثم قوى خطيرة ضد الاتحاد الأوروبى والناتو والشراكة عبر الأطلنطى. وتؤيد الحركات علاقات أقرب من روسيا، ووجهت إليها اتهامات بالتعاون معها للفوز فى الانتخابات المقررة العام المقبل.
الحزب الحاكم باليونان
فى اليونان، وعلى العكس من إيطاليا، فإن أحد الأحزاب المتهم بخضوعه لتأثير روسيا هو الحزب الحاكم بالفعل، ويبدو أن حزب سيريزا قد أسس علاقات ممتدة مع الحكومة الأوروبية فى الوقت الذى تراجعت فيه علاقات اليونان مع الاتحاد الأوروبى بسبب الخلافات حول شروط الإنقاذ المالى لها.
ويشير تقرير المجلس الأطلنطى إلى نفوذ روسيا فى اليونان يتجاوز مجرد نشر الأخبار الكاذبة، فالنخبة الروسية المقربة من الكرملين اشترت أسهما فى إعلام اليونان، وكذلك اشترت الغاز الحكومية الروسية جازبروم أسهما كبيرة فى شركات الطاقة اليونانية، والأكثر أهمية أن بوتين يحظى بعلاقات وثيقة للغاية مع قادة اليونان.
حزب البديل لألمانيا
يعد صعود حزب البديل لألمانيا فى الانتخابات التى جرت سبتمبر الماضى نقطة تحول فى البلد الذى ظل على مدار أكثر من 50 عاما محافظا على إبقاء اليمين التشدد فى الهامش، ورغم أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن الانتخابات الألمانية قد شهدت تدخلا من روسيا، إلا أن التعاطف الذى وجده حزب البديل لألمانيا والحكومة الروسية تجاه بعضهما البعض لم يغب عن الأذهان.. وقد جعل الحزب تقوية العلاقات مع روسيا فى مقدمة أولوياته.
الجبهة الشعبية بفرنسا
يظل حزب الجبهة الشعبية بقيادة مارين لوبان أكثر الأحزاب الموالية لروسيا فى فرنسا، فالسياسية اليمينية المتشددة حصلت على قروض من بنوك روسيا، وأشادت ببوتين مرارا، وخلال لقائها الرئيس الروسى فى مارس الماضى قالت لوبان إن روسيا بقيادة بوتين تمثل نموذجا لحكم السياسة الاقتصاد الوطنى، بينما رد الإعلام الروسى بمساندة لوبان صراحة فى الانتخابات الرئاسية.
حزب الاستقلال ببريطانيا
اتهمت رئيس الحكومة البريطانية تريزا ماى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الأسبوع الماضى بمحاولة تقويض المجتمعات الحرة، وذرع بذور الاضطراب فى بريطانيا ودول غربية أخرى، وجاء هذا قى الوقت الذى يدرس فيه الباحثون مزاعم تدخل الحكومة الروسية فى استفتاء البريكست العام الماضى، فالحزب الذى دعا لتصويت البريطانيين على المغادرة كان حزب الاستقلال الذى يظل زعيمه السابق نايجل فراج داعما لروسيا.
حزب بوديموس اليسارى بإسبانيا
أدلى رئيس الوزراء الإسبانى مارينو راخوى باتهامات مشابهة لتلك التى وجهتها ماى لبريطانيا، ووفقا لحكومته سجلت السلطات قيام حسابات آلية على السوشيال ميديا بنشر أخبار كاذبة أثناء الاستفتاء على استقلال كتالونيا، ويعتقد المسئولون أن أغلبها قادم من روسيا، ويعتقد أن موسكو تدعم حزب بوديموس اليسارى الموالى لها.