وسط شارع إبراهيم حافظ بمنطقة العمرانية بالجيزة، المزدحم بالسكان يقطن مسن معاق برفقة ابنته صاحبة الاحتياجات الخاصة، يزوره الجيران ما بين الحين والآخر يقدموا له المعونات اللازمة، فى ظل كبر سن الرجل وعدم قدرته على الحركة، وعدم زيارة أحد له من أقاربه.
استيقظ "الحاج زكريا" فلم يجد ما يقدمه لابنته من طعام، واكتشف أنه لا يملك أموالاً لشراء شىء يقدمه لابنته المعاقة، استدعى أحد جيرانه، واستأذن منه فى إجراء مكالمة من هاتفه المحمول، فاعتقد أنه سيتحدث إلى أحد يعرفه، لكن كانت المكالمة عجيبة، حيث قال الحاج زكريا بصوت مرتفع: " أيوه يا ابنى.. غرفة نجدة الجيزة.. أنا اسمى زكريا ساكن فى شارع إبراهيم حافظ بالجيزة.. لا يا ابنى أنا مش متصل عشان أبلغ عن حادث.. أنا متصل عشان أقولكم ساعدونى مش مافيش أكل ولا شرب فى البيت وأنا راجل مسن وبنتى معاقة.. مش أنتوا برضة فى خدمة الشعب ولا إيه؟؟..والله يا ابنى أنا مش باهزر.. أنا باتكلم بجد.. ويصمت قليلاً ويرد.. أيون اتصل بيا على الرقم دا.. ويغلق الخط".
وتعاود غرفة النجدة بمديرية أمن الجيزة الاتصال مرة أخرى بالرقم، وتتأكد من جار المسن من صحة الراوية التى سردها، ويكتب مسئول غرفة النجدة تقريراً عن المكالمة ويصعده إلى اللواء أحمد حجازى مدير الأمن الذى ينسق مع وزارة الداخلية، فتأتى التعليمات من الوزارة بإرسال مأمورية أمنية عاجلة لمنزل المسن.
تتحرك سيارة شرطة وسيارة إسعاف لمنزل المسن، ويتم دعمه بكمية من السلع الغذائية تكفيه مدة زمنية كبيرة، ويتركون أموالاً لابنته، ويستعدون جيرانه ويشددوا عليهم بضرورة التواصل مع العلاقات الإنسانية بمديرية أمن الجيزة فى حال وجود أية طلبات للرجل المسن.
وقال المسن اسمى "زكريا" أبلغ من العمر 62 سنة، وأعيش منذ سنوات برفقة ابنتى فى منطقة العمرانية، وأنتظر مساعدات الجيران لشراء متطلبات الحياة، ونفد الطعام عندى منذ يوم، فاتصلت بغرفة النجدة وعرضت عليهم قصتى، واعتقدوا فى بداية الأمر أننى أمزح واتصلوا بى أكثر من مرة وتأكدوا من صحة كلامى، ثم أرسلوا لى مأمورية أمنية على رأسها "لواء شرطة" أحضروا لنا الطعام والشراب وتركوا أموالاً لابنتى، ثم أوصوا الجيران بحسن معاملتى والاتصال بالعلاقات الإنسانية بمديرية أمن الجيزة حال احتياجى لأى شىء.