قال خبير الأنفاق العالمى المهندس هانى عازر والملقب بـ«أمحوتب» الفراعنة، وعضو المجلس الاستشارى الرئاسى، إن سكك حديد مصر تُعد ثانى أقدم سكك حديد فى العالم، ويجب أن يتم وضع مشروع قومى لتطويرها من كافة النواحى، خاصة بعد كم الحوادث التى شهدتها مؤخرًا.
واقترح المهندس هانى عازر، فى حواره لـ"انفراد"، عمل لجنة فنية لدراسة حوادث السكة الحديد والحوادث بشكل عام لدراسة أسباب حدوثها ووضع خطة لمنعها، مؤكدًا أنه لم تتمكن أى دولة فى العالم أن تمنع الحوادث بنسبة 100% لكن يجب أن تحاول مصر منع 80% منها.
وفى حواره مع انفراد تعرض الخبير للعديد من القضايا فى مجال النقل البرى وخاصة السكك الحديدية ..
*كيف ترى حال سكك حديد مصر؟
سكك حديد مصر تعد ثانى أقدم سكك حديد فى العالم ويجب أن يتم وضع مشروع قومى لتطويرها.
*هل الأمر يتطلب وجود شركة لإدارة السكة الحديد؟
يجب أن نعتنى بأمر السكة الحديد ويتم عمل خطة شاملة لتطويرها وبحثها، وأعتقد أنها موجودة بالفعل وعلى جميع خبراء النقل الجلوس سويًا وتحديد من أين سنبدأ فى تطوير سكك حديد مصر، والتطوير لن يأتى مرة واحدة ويجب أن يكون تدريجيًا، ويجب التركيز على صيانة الخطوط والقطارات وتدريب العاملين بها.
*حدث خلال الشهر الجارى 3 حوادث قطارات "العياط والمنوفية وبنى سويف".. فكيف تراها؟
أقترح أن يتم عمل لجنة فنية لدراسة حوادث السكة الحديد والحوادث بشكل عام؛ لدراسة كيف حدثت الحوادث السابقة وتضع خطة لمنع الحوادث، لكن علينا أن نتفق أنه لم تتمكن أى دولة فى العالم أن تمنع الحوادث بنسبة 100% لكن يجب أن نحاول أن نمنع 80% منها على الاقل وسنصل 90%، والوزير ورئيس السكة الحديد لا يسألا عن الحواداث، لأنهما مش هيقعدوا على كل مزلقان، والأمر يتعلق بالتوعية وبدور المحافظين فى الرقابة.
*وكيف نصل لـ90%؟
يجب أن نتعرف على إذا كانت الأسباب فنية أم ضعف إمكانيات أم العيب يكمن فى العنصر البشرى، ونقوم بحصر جميع الحوادث التى وقعت خلال الـ10 سنوات الماضية، ويتم التعرف على أسبابها ومقاومتها، ويجب أن نسعى لمعالجة أخطاء المخالفين ولا نضخم المشكلة، ولا نسعى لمعاقبتهم ومحاكمتهم فقط، لكن هذا لا يمنع أن نسير قانونيًا فى معاقبة المخالفين.
*هل للمزلقانات العشوائية دور فى حدوث الحوادث خاصة أن وزير النقل أكد أن هناك 1200 حادث يحدث سنويًا بالسكة الحديد؟
المزلقانات العشوائية سبب رئيسى فى حدوث الحوادث بالسكة الحديد يجب أن يدفعنا لغلقها، وإذا قام المواطنون بفتحها مرة أخرى نحاول إقناعهم وتوعيتهم بأن سلوكهم سيؤدى إلى هلاك الأرواح، بالإضافة إلى البحث عن طريقة فنية حديثة للغلق، بحيث لا يستطيعون فتحها مرة أخرى، وإذا فكروا فى ذلك يكلفهم أموالاً طائلة، بالإضافة إلى إقناعهم بأن الدولة تنفذ مشروعاتها بأموال أبنائهم، حيث إنهم لو قاموا بفتح مزلقانات يخسرون الدولة أموالاً طائلة يمكن استخدامها لتنفيذ مشروعات أخرى.
*هل ترى أن الحكومة تخاطب وتوجه المواطنين بشكل مناسب؟
يجب أن نجعل المواطنين يحبون توجيهات الدولة فى توجيهاتها بعد فتح مزلقانات عشوائية بالسكة الحديد ولا يتم مخاطبتهم بطريقة "إنت..إنت.. إنت طوال الوقت"، ويجب إقناعه أن أبوه وأمه وأخوه سيموت ضحية المزلقان العشوائى والسلوك الخاطئ تجاه السكة الحديد، وحينما يأتى بجرار ويزيل السور الموجود ويمهد الطريق لمزلقان عشوائى يحاسب لأن هذه فلوس البلد .
*هل يمكن تخصيص أفراد شرطة لمراقبة السكة الحديد؟
صعب جدًا أن نفعل لأن المسافات كبيرة لكن يجب أن يكون للمحافظين وأعضاء مجلس النواب دور فى توعية المواطنين، وأن يتم عمل أسوار على المزلقانات وحواجز لا يستطيع مواطن كسرها.
*المترو يخسر شهريًا حوالى 20 مليون جنيه كيف نتلافى هذه الخسائر؟
هناك أكثر من طريقة لتعويض هذا وعلينا أن نفكر فيها بما يتناسب مع البيئة المصرية .
*ما السبيل الذى يمكننا من خلاله القضاء على كثرة الحوادث المرورية؟
للأسف.. الأمر يتعلق بالسلوكيات قبل أى شىء آخر، وعلينا أن نتغير فلا فائدة من إنشاء طرق وكبارى ومدن جديدة، والذى ينظمها ويستخدمها لا يتبع السلوك والأخلاقيات المرورية الجيدة، وهى مسؤولية الدولة للتوعية بهذا أولاً وأخيرًا.
*ما المشروعات التى تشارك فيها فى الفترة الحالية فى مصر؟
ندشن حاليًا 6 أنفاق بقناة السويس و3 فى محافظة الإسماعيلية و3 فى محافظة بورسعيد.
*متى سيتم الانتهاء منها؟
الهيئة الهندسية للقوات المسلحة هى الجهة التى تشرف وتشارك فى عمليات إنشائها، برئاسة اللواء كامل الوزير وفريقه المعاون، بالإضافة إلى أن هناك شركات مصرية أخرى تشارك فى الإنشاءات مثل المقاولون العرب وبتروجت وكونكورد، وجميعها شركات عالمية وتسير فى الإنشاء بشكل جيد.
* ما تقييمك للمشروعات التى تقوم بها مصر حاليا؟
مشروعاتنا عظيمة جدًا وعلى رأسها قناة السويس والمليون ونصف فدان، وهذه المشروعات ستدفع البلد للأمام وستحرك عجلة الاقتصاد.
*ماذا تقول للشاب المصرى وبالتحديد من هو حاصل على تعليم متوسط فيما أقل؟
أقول له لا تخجل أن تعمل لحامًا أو عامل بناء أو كهربائيًا فأنت أهم من المهندس، لأنك من تنفذ، أما المهندس فهو يخطط فقط ويضع تصورًا لها، وأنا حينما أعمل فى مواقع التنفيذ استعين برأى العامل وليس المهندس، لأنى درست نظريًا والعامل هو من نفذ من قبل، وهنا تتكامل الناحية العملية مع العلمية.
*كيف ترى حال مصر فى الفترة الحالية؟
مصر فى طريقها إلى البناء والتعمير، وهناك تقدم تحققه حتى ولو بطىء، وعلى شبابنا دور كبير لأنهم لو شعروا بالمسئولية، وأنه بالعمل الجاد والتعب والصبر ستصبح مصر أم الدنيا، ويجب تشجيع أفكار الشباب الإبداعية والابتكارات، والعالم مستقبلاً لن يرحم جاهلاً.