لم تكن عملية مسجد الروضة فى العريش، هى الأولى من نوعها التى يحدث خلالها إستهداف مسجد من جانب التنظيمات الإرهابية، خلال الأعوام القليلة الماضية، فقد سبق ذلك الحادث إعلان تنظيم داعش عن مسئوليته لعمليات إستهدفت عدد من المساجد فى السعودية والكويت والعراق وأفغانستان.
واللافت إن مصر طوال تاريخها لا تعرف هذا النوع من التقسيم المذهبى، فعوام المسلمون يصلون داخل أى مسجد دون التفريق بين مسجد تابع لطريقة صوفية، أوسنية أو به ضريح، أو تشرف عليه وزارة الأوقاف أو الأزهر أو غيرها.
من ناحيته قال الدكتور عبد الهادى القصبى، رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب وشيخ مشايخ الطرق الصوفية فى مصر، إن اللجنة تتابع الحدث لحظة بلحظة.
وأضاف رئيس لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب فى تصريح خاص لـ" انفراد"، إن القضية ليست فى استهداف مسجد صوفى، ولكنها استهداف للمصريين بالكامل، وما يحدث لأبناء القوات المسلحة يحدث لأبناء الداخلية وأهل التصوف ويحدث أيضا لأخواننا الأقباط.
وتابع :"ليست المسألة موجهة ضد فئة محددة ولكن المستهدف فى الحقيقة مصر بالكامل، وبالتالى ونحن فى لحظات الألم الشديد ندعو كل المصريين للاصطفاف خلف القيادة السياسية المتمثلة فى القائد عبد الفتاح السيسى، الذى فوضناه لمواجهة الإرهاب، وقطعنا شوطا طويلا فيه وتماسك المصريين وعدم حدوث أى نوع من أنواع الفتنة للقضاء على الإرهاب".
وحذر شيخ مشايخ الطريقة الصوفية، من استخدام مثل تلك الحوادث الإرهابية لاستدراج أى فئة من فئات المجتمع، مشددا على أنه يجب على الجميع أن يعلم أنه لا يوجد مخطط ضد فئة بعينها، ولكن المستهدف الحقيقى هى مصر ويجب أن نضع أيدينا فى أيدى كل المصريين لمواجهة الإرهاب حتى نتخلص منه نهائيا.
إلى ذلك وصف الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الجماعات الاسلامية، عملية استهداف مسجد الرحمة بالعريش بـ"الكارثة الكبرى"، و"التطور الخطير"، و"الخط الفاصل"، مشيرًا إلى أن الجماعات التكفيرية انتقلت الآن إلى مرحلة إستهداف عوام المسلمين .
وقال حبيب فى تصريحات لـ"انفراد": "هذا تطور خطير جدا، نطل فيه على مشهد يحدث للمرة الأولى فى مصر ، على مستوى أشبه باستهداف مساجد الشيعة فى الكويت والعراق والسعودية.
وأشار إلى أن الجماعات التكفيرية فى مصر سبق أن أستهدفت رموز دينية مثل محاولة قتل الدكتور على جمعة، واغتيال الشيخ حراز بطريقة وحشية للغاية، لكن المساجد لها حرمة عند عموم المسلمين فى مصر، ولا يقبل أحد أن تكون هدفا للعمليات الإرهابية بهذا النحو.
وأضاف حبيب : "هذه العملية تشير إلى أن الجماعات التكفيرية أصبحت تستخدم مساجد من يختلف معهم فى العقيدة كهدف لعملية إرهابية، لو صح أن المسجد للصوفية أو حتى لعموم المسلمين، لأنهم يكفرون أعيان المسلمين ويعتقدون أن هذا المسجد وغيره مسجد ضرار تسيطر عليه السلطة".
وأشار حبيب إلى أن هذه العملية تؤكد أن الجماعات التكفيرية بدأت فى توسيع أهدافها، فبعد أن كانت تستهدف قوات الأمن انتقلت إلى الأقباط والآن تنتقل إلى عموم المسلمين، مشيرا إلى أنهم بهذه العملية ينتقلوا من استهداف ما كانوا يسمونهم بالطائفة الممتنعة إلى جميع المسلمين.
من ناحيته أكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الاسلامية، أنه لا يوجد شئ يمكن أن يبرر الفعلة الإرهابية الشنيعة غير المقبولة شرعا ولا عقلا ولا مجتمعا، مشيرا إلى أن الاسلام لا يصنف الناس إلى صوفيين أو غيرهم.
وأضاف: "هذا عمل إرهابى وفى الإسلام من المفترض أن يأمن الانسان على نفسه وماله وعرضه فالأمان و السلام الاجتماعى فريضة".
وأعتبر أن تصنيف مسجد الروضة كمسجد صوفى هو تبرير لعملية اغتيال مسلمين ذهبوا لآداء فريضة الصلاة فى العيد الأسبوعى للمسلمين وتابع :"هذا عمل ضد الأمة كلها وليس الصوفيين وهذه أفكار إرهابية الإسلام برئ منها ".