ظهرت بقوة خلال الفترة الأخيرة، محاولات حثيثة من حلفاء الجماعة للإنقلاب على التنظيم بشكل عام،ومحاولة تشكيل كيانات وائتلافات مستقلة عن الجماعة وتحالفها وكان آخرها دعوة عاصم عبد الماجد، أحد حلفاء التنظيم، الجماعة الإسلامية بإعلان الانفصال الرسمى عن التحالف، وسبقه تصريحات محمد محسوب، القيادى بحزب الوسط الذى طالب بإيجاد حل وتغيير منهج التحالف فى الخارج، والتى أثارت جدلا واسعا.
كل هذه العوامل دفعت من كانوا فى السابق يساندون التنظيم ويدعون للتحالف معه، إلى الانشقاق عنه ويطالبون أنصارهم بعدم الاستمرار فى أى تحالف تتزعمه الجماعة حتى الوقت الراهن.
السبب الأول فى هذا التغيير الأزمة الطاحنة التى شهدها التنظيم والمستمرة منذ أكثر من عام، والتى وصلت لحدتها فى الوقت الراهن، وتبادل للاتهامات بل وصلت لتوجيه اتهامات باختلاسات مالية، وهو ما وجده بعض حلفاء الإخوان بأن تلك الأزمة لن تنته، وستظل مستمرة مما جعلهم يفضلون الهجوم على التنظيم ويطالبون بالانسحاب من تحالفه.
السبب الثانى تهميش الجماعة بشكل واضح لجميع حلفاءها والذى ظهر جليا خلال بعد المبادرة التى طرحها التحالف وقياداته فى اسطنبول على الجماعة، فى الوقت الذى رفض فيه قيادات مكتب الإرشاد هذه الوساطة بشكل كامل ودعو لعدم التدخل فى شئون التنظيم وهو ما أحدث إحراجا كبيرا لتلك القيادات التابعة للتحالف.
السبب الثالث هو تعمد مجموعة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان بتصعيد شخصيات بعينها من حلفاء التنظيم، لتولى مناصب قيادية فى الكيانات السياسية التى دشنتها الجماعة فى الخارج، وهو ما حدث بالفعل فى أزمة ما يسمى "المجلس الثورى" التابع للإخوان فى تركيا، والذى شهد خناقة ضخمة بين وليد شرابى ومها عزام القياديان بالمجلس، وعمرو دراج وأسامة رشدى، وعدد أخر من قيادات وحلفاء الإخوان، الذين اضطروا فى النهاية على تقديم استقالاتهم.
السبب الرابع والمهم هو قلة الدعم الخارجى الملحوظ للكيانات السياسية للجماعة وعلى رأسها تحالف دعم الإخوان سواء داخل مصر أو بالخارج، فلم تعد هناك وفود خارجية تلتقى بالتحالف كما كانت فى السابق، كما قلت بشكل جذرى الوفود الخارجية التى كانت تشكلها جماعة الإخوان، للقاء مسئوليين سواء امريكيين أو آوروبيين، وهو ما ساهم فى حالة التراجع الشديدة لعدد من أنصار التنظيم خلال تلك الفترة.
وتعد أبرز الشخصيات التى بدأت تأخذ مواقف واضحة من الجماعة، هما عاصم عبد الماجد، وممدوح إسماعيل، وطارق الزمر، وأيمن نور، ومحمد محسوب، واتضح ذلك من خلال البيانات والتصريحات التى صدرت مؤخرا عنهم تتضمن نقد واضح للتنظيم وتأكيد على رفضهم للأسلوب المتبع من قبل الجماعة.