لو نفسك فى لحم غزال تدفع كام؟.. الغزالة مشوية بـ30 ألف جنيه و14 ألفا للتربية والكيلو 500 جنيه.. أصحاب المزارع: مشروع مربح وزبائنه بين الأثرياء والمولات.. خبير حياة برية: انتشاره يجعله بمتناول الطبقة ا

"تغذية سليمة ومكان نظيف" كلمة السر فى تربية الغزلان الأوروبية لتحصل على مشروع مربح ومريح كما يقول "أحمد بيومى" مربى الغزلان فى منيا القمح بالشرقية، والذى انخرط فى هذا العالم قبل نحو 10 سنوات، وبدأ الترويج للفكرة عبر الإنترنت لأنه يرى أن شراء أو تربية الغزلان ليست معروفة فى مصر إلا بين طبقة معينة. ويحكى "بيومى" لـ"انفراد" عن مشروعه، قائلا: "اقتربت من عالم الحيوانات بفضل عمى الذى كان أستاذًا فى كلية الزراعة ويهوى تربية الحيوانات ويشترى حيوانات من خارج مصر، وكنت فى البداية أربى الماعز والغنم والطيور وغيرها حتى تعرفت على تربية الغزلان من خلال صديق لى ووجدت المشروع سهل جدًا ومضمون". ويرى "بيومى" أن هامش الخسارة فى تربية الغزلان الأوروبية شبه معدوم ويوضح: لا يحتاج مكانًا كبيرًا، المهم أن يكون نظيفًا والغزال الأوروبى يسهل جدًا تربيته فى مصر فلديه قدرة عالية على التكيف مع بيئته، فى الصيف يتخلص جسمه تلقائيًا من الفروة وفى الشتاء يربيها وتغذيته ليست مكلفة ولأنه حيوان برى لا يحتاج لقاحات ولا تطعيمات ومناعته قوية جدًا فى مواجهة الأمراض. إلى جانب توفير مكان نظيف ومناسب للغزال من المهم كى تبدأ هذا المشروع أن يتوفر لديك رأس المال الكافى ويقول "بيومى" "المشروع مش محتاج أكثر من رأس مال، فلكى تبدأ مشروعًا تجاريًا تحتاج أن تشترى على الأقل غزالاً ذكرًا واحدًا و7 غزالات إناث ليتكون لديك قطيع، ويبلغ سعر أنثى الغزال 14 ألف جنيه أما الذكر فيكون سعره 10 آلاف". ويقول بيومى: "كل اللى بيربيه سواء للأكل أو للزينة إما عنده فيلا أو عنده قصر ومؤخرًا فقط بدأ ينتشر بسبب الإنترنت لكن الأول ماكنش حد يعرف عنه حاجة" وإلى جانب الزبائن من يبيع غزلانه كذلك للمطاعم والفنادق والمولات التجارية. وحين اتصل "انفراد" بإحدى القرى السياحية على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى والتى تشتهر بتقديم لحم الغزال قالوا إنهم لا يقدمونه بالكيلو، وإنما يتم بيع الغزالة الواحدة مشوية بسعر 30 ألف جنيه. أما "أحمد توفيق"، صاحب مزرعة للغزلان على طريق الإسماعيلية، فيرى أن السبب فى قلة انتشار تجارة الغزلان فى مصر هو ارتفاع السعر ويقول "الكيلو بيتراوح بين 400 لـ 500 جنيه" ويفسر ذلك بأن "الأم ما بتطلعش غير ولدة واحدة فى السنة" أما عن مصدر الغزلان التى تتم تربيتها فى مصر فيقول "غالبيتها تأتى من بولاندا، والإنتاج الجديد غالبًا ما يكون بداية السنة". "توفيق" الذى يعمل فى الأساس بشركة للمقاولات يعتبر تربية الغزلان "شغل تسالى" ويقول لـ"انفراد": المشروع سهل جدًا لا يحتاج للتواجد طوال الوقت لرعايته كتربية الخراف على سبيل المثال ولهذا أعمل فى تربيتها إلى جانب عملى الأصلى. رحلة "توفيق" مع تربية الغزلان بدأت قبل عامين ويقول "الغزلان نفسها ما دخلتش مصر من مدة كبيرة، وأنا بدأت المزرعة لما سألت على الإنترنت شخص يستورد غزلان فاتصلت به واشتريت وربيت". ويعدد "توفيق" مزايا المشروع: لا يحتاج مساحة كبيرة ولا مكان بمواصفات خاصة، فبعض الناس تربيه فى غرف على الأسطح، وهو فقط يحتاج سورا عاليا لأن قفزة الغزال عالية وهو كتربية أسهل من الماعز، وطعامه متوفر وسهل فهو يأكل الخضار والعلف كالبرسيم والدريس". وعلى الرغم من سهولة تربية الغزلان وأرباح المشروع إلا أن "حسام طلبة" خبير الحياة البرية يرى أن هذا النوع من الثروة الحيوانية لا تحظى بالانتشار الكافى فى مصر لقلة الوعى بها، ويقول: هناك عدد بسيط جدًا من تجار ومزارع الغزلان فى مصر نظرًا لأن ثقافة تربية الغزال والوعى به غائبة لدينا، وغالبية الغزلان التى يتم تربيتها ليست مصرية وإنما ينتشر الأيل الأوروبى لأن الغزال المصرى له سلوكيات خاصة فلا يسهل صيده ولا تربيته وإنما يحتاج أماكن تربية بطبيعة خاصة لأنه لا يمكنه العيش فى مكان وحوله الكثير من الناس. ويضيف: الغزال الأوروبى هادئ جدًا يمكنه حتى التعامل مع الأطفال ويأكل من يد الناس، وغالبًا ما يأتى شراؤه بهدف التربية والتكاثر لحدائق الحيوانات الخاصة أو العامة. ويرى خبير الحياة البرية إن تشجيع فكرة مزارع الغزال فى مصر وانتشارها سيكون مربح وجيد جدًا ويقول: المشروع سهل ومربح ولو انتشرت المزارع بعدد كبير فى مصر من الممكن أن ينخفض سعره ويصبح فى متناول الطبقة المتوسطة.