صور.. الشيخ طه الفشنى قارئ الملوك والرؤساء.. حفظ القرآن فى العاشرة وبدأ حياته مطرباً ثم تلا القرآن الكريم وعُمره 9 سنوات فى القصر الملكى.. وغنى فى حفل زواج "فاروق".. ولقبته "أم كلثوم" بملك الإنشاد

نجله: جمعت تراث أبى وسجلته على اسطوانات جديدة وأهديته للإذاعة.. وأطالب محافظ بنى سويف إطلاق اسمه على أحد الميادين الشيخ طه الفشنى مواليد مركز الفشن جنوب بنى سويف بدأ رحلته بالقاهرة مطربا ومنشدا للقصائد والتحق بالإذاعة المصرية قارئا للقرآن وذاع صيته حتى أصبح من قراء القصر الملكى كما برع فى غناء المدائح والتواشيح وكون فرقة خاصة به، وحظى بعدة ألقاب خلال مشوارهعلى مدى 71 عاما ، منها قارئ الملوك والرؤساء ،صاحب الصوت العذب ، ملك الإنشاد ، كما كرمته جميع الدول العربية والإسلامية.. انفراد التقت نجله المستشار والمحامى زين طه مرسى الفشنى ليتحدث عن مشوار والده.. قال زين طه مرسى الفشنى: أبى يرحمه الله ولد سنة 1900 فى أسرة ميسورة الحال بمدينة الفشن جنوب بنى سويف و حرص والده تاجر الأقمشة على إلحاقه بالكتاب ليتم حفظ القرآن الكريم فى سن عشر سنوات، وخلال استكمال دراسته بمراحل التعليم المختلفة اكتشف ناظر مدرسة المعلمين عزوبة صوت طه الفشنى وكلفه بتلاوة القران يوميا فى طابور الصباح وكذلك حفلات المدرسة. وتابع نجل الفشنى قائلا بعد حصول والدى على كفاءة المعلمين أرسله جدى إلى القاهرة لدراسة للالتحاق بمدرسة القضاء الشرعى إلا أن اندلاع ثورة 1919وإشتعال أحداثها حالت دون استقراره بالقاهرة فعاد إلى مسقط رأسه ببنى سويف ، ليشق طريقه كقارئ لكتاب الله فى المآتم والسهرات وذاع صيته بالمدينة وقرى مركز الفشن وبرغم ذلك قرر العودة إلى القاهرة مرة أخرى والتحق بالأزهر الشريف وتعلم القراءات العشر للقرآن الكريم وأجازه الشيخ عبدالعزيز السحار أحد كبار علماء الأزهر كما أتقن علوم التجويد أيضا. وكان مسكنه بحارة الروم فى حى الحسين قريبا من إقامة الشيخ على محمود رائد مدرسة الطرب المصرى وأشهر المنشدين وقتها، وعلى يديه تعلم عبد الوهاب الموسيقى ، فانضم الفشنى إلى"جوقته"فرقته التى تضم بين أعضائها زكريا أحمد، وأتقن فن الطرب وعلم النغموكذلك العزف على العود، ما جعله يتفق مع شركة" كايرو فون" للإسطوانات، على تسجيل عدة أغانى و"طقطوقات" لطرحها بالأسواق ، إلا أن مشروع الغناء لم يكتمل وتغير اتجاه الفشنى من الغناء إلى تلاوة القرآن فى سنة 1937. وأثناء إقامة احتفالية بحضور سعيد باشا لطفى رئيس الإذاعة منحه الشيخ على محمود الفرصة، لتلاوة القرآن فأبدع ونال إعجاب رئيس الإذاعة الذى طلب منه مقابلته بالإذاعة صباح اليوم التالى فذهب الفشنى واجتاز اختبار لجنة الإستماع كقارئ للقرآن وخصصت له الإذاعة المصرية قراءتين مساء مدة كل منهما خمس وأربعين دقيقة ، وتردد اسم الفشنى وذاع صيته فى ربوع مصر ليصبح من رموز وكبار القراء، نظرا لقوة وعذوبة صوته، ورشح ومعه الشيخ مصطفى إسماعيل، لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك بقصرى عابدين ورأس التين بحضور الملك فاروق وظل يحيى تلك الليالى تسع سنوات متتالية. وبرغم الشهرة التى حصل عليها الفشنى فى تلاوة القرآن لسنوات إلا أنه استمر فى الإنشاد الدينى إذ سنحت له الفرصة لإثبات وجوده فى هذا المجال عندما طلبت منه الإذاعة إحياء إحدى الحفلات التى تنظمها بداية كل شهر هجرى بدلا من الشيخ على محمود، بسبب مرضه المفاجئ، فذهب إليه يستأذنه، فوافق معلقا بقوله" أنت خليفتى يا طه " ونجح الفشنى ودون اسمه بين كبار المنشدين فى مصر ، عقب إذاعة الحفل ،كما شارك الفشنىفى حفل زفاف الملك فاروق كمطرب ومنشد مععبد الوهاب الذى تغنى بقصيدة من ألحان الفشنى ، وأم كلثوم التى ظلت لسنوات تطلق عليه لقب ملك الإنشاد والتواشيح . وأوضح نجل الفشنى أن والده عين سنة 1940 قارئا لمسجد السيدة سكينة بالقاهرة، وعلا نجمه فى عالم الإنشاد الدينى، الى جانب شهرته كقارئ للقرآن ،حيث كان يجيد تلاوة القرآن بالقراءات العشر وإنشاد المديح بست طرق مختلفة ، ما جعله ينشئ فرقته الخاصة للإنشاد سنة 1942 ، وكان حريصا على افتتاح السهرات والليالى والأفراح بقراءة فاتحة الكتاب قبل وصلات الإنشاد والمديح الدينى ، ووصل أجره عام 1944 إلى 48 جنيها فضلا عن تعاقد محافظة المنيا معه لإحياء احتفالات مولد النبى صلى الله عليه وسلم مقابل 140 جنيها وظل ملتزما بالاتفاق وملبيا للدعوة حتى لاقى ربه. وأضاف: فى عام 49 إصطحبنى الشيخ طفلا، ووالدتى لقضاء فريضة الحج بالسعودية ورفع الأذان بصوته داخل الحرم المكى وخلال انتظار إقامة الصلاة تركته وتجولت فى الحرم دون أن يشعر فبحث عنى وأبلغ أفراد الحرس وعثروا على وأعادونى لوالدى فسألنى: "سبتنى ومشيت كنت رايح فين"، فقلت" رايح أؤذن زيك". وواصل نجل الشيخ حديثه قائلا: زار الفشنى دولا عربية وإسلامية مثل العراق ، تونس ، الكويت ، سوريا ، السودان ، المغرب ، فلسطين تركيا ، باكستان ، إيران ، أندونيسيا، ماليزيا ، وكذلك السعودية التىسجل القرآن لأذاعتهاسنة 1953مقابل ثلاثة جنيهات فى الدقيقة الواحدة وحصل على عدة أوسمة من رؤساء تلك الدول بالإضافة إلى اختياره مبعوثا للمؤتمر الإسلامى بتونس عام 1958،وكان الفشنى القارئ المفضل للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، أما الرئيس السادات فكانت تربطه بالشيخ الفشنى علاقة محبة وصداقة منذ الخمسينيات لذلك اصدر توجيهاته بدعوة الفشنى فى الاحتفالات الدينية المختلفة التى يحضرها داخليا وخارجيا، كما زار الفشنىليبياواستضافه ملكها السنوسى بالقصر الملكى لاحياء ليالى رمضان. وتابع نجل الفشنى قائلا: أصيب والدى فجأة باحتباس فى الصوت وتوقف عن القراءة والإنشاد ونصحه الأطباء بتناول بعض الأدوية إلا أنه أصر على أن شربة من ماء زمزم ستكون سببا فى شفائه، واصطحب والدتى لأداء فريضة الحج للمرة الثانية إذ اختارها الله الى جواره عام 1960 ، وفور وصول الفشنى إلى السعودية تناول مياه زمزم وأثناء وجوده على جبل عرفات فوجىء الحجيج بانطلاق صوته مرددا آذان الظهر. واستطرد ابن الفشنى: كان والدى من أوائل القراء الذين افتتحوا التليفزيون المصرى مطلع الستينيات بتلاوة قرآنية من سورة "مريم"،كما اختير سنة 1962 رئيسا لرابطة القراء خلفا للشيخ عبد الفتاح الشعشاعى،ومرت السنوات واستدعاه مسئولو الإذاعة عام 1966 لإنشاد قصيدة "ما شممت الورد" من ألحان الشيخ زكريا أحمد، احتفالا بذكراه، فضلا عن أن الفشنى أحد رفقاء ضربه فى فرقة الشيخ على محمود لسنوات. وعن ذكريات الشيخ الفشنى مع الانشاد يقول نجله: كان والدى إذا دعى لإحياء سهرة أو ليلة عرس لا يتفق على أجره فى تلاوة القرآن، أما ليالى الإنشاد فكان لكبار المنشدين أسعارهم المعروفة وفق مكانتهم ، إذ دعى الفشنى لإحياء أحد الموالد بمركز ديروط بمحافظة أسيوط وكعادته افتتح الليلة بالقرآن الكريم ، ثم انطلق ينشد التواشيح بعزوبة وقوة صوته وتمكنه من علم النغم والمقامات الموسيقية ، ووصوله بالصوت إلى قمة الطبقات الموسيقية "جواب الجواب"، وكذلك الدرجة الهامسة من الصوت المنخفض "قرار القرار " ، وتنقله بينهما فى سحر ربانى. وعندما وصل به الانشاد إلى مقطع تغنى به اندفع أحد العمد الحاضرين مهللا وحالفا بالطلاق ان يعيد الشيخ نفس المقطع أكثر من مرة ففعل إلا أن العمدة طلب إعادة المقطع مرات أخرى فعارضه أحد الحاضرين فرفع سلاحه وأقسم أنه سيقتل من يعترض على طلبه ، فما كان من الفشنى حقنا للدماء إلا انه ظل يعيد المقطع بمقامات متنوعة حتى بزوغ الفجر وسط تهليل وتكبير من الحاضرين. وتابع نجل الفشنى قائلا كان أبىمؤذنا لمسجد الحسينوسجل الأذانللاذاعةبمدتين ومقامينمختلفتين ليتناسب مع المواقيت الصيفية والشتوية للصلاة ،واشتهربأداء الأذان بمقامات متنوعة منها" الرست" والذى تذيعه القناة الأولى والثانية والفضائية المصرية وقت الظهر ومدته ثلاث دقائق وعشر ثوان، وله أذان آخر بمقام الحجاز لا يتجاوز دقيقتين ، فضلا عن اذان متميز وفريد أداه فى صلاة الفجر ، وشرعت الاذاعة المصرية فى تسجيل المصحف المرتل كاملا بصوت الفشنى وبدأ فى التسجيل إلا ان ظروفه المرضية حالت دون استكمال ذلك ، وتذيع حاليا الاذاعة البريطانية تسجيلات وتلاوات قرآنية للشيخ مرتين أسبوعيا. وتابع نجل الفشنى قائلا : أنجب والدى 5 من الأبناء اثنان منهما رحلا إلى جوار ربهما ، ونقيم معا حاليا فى منزل تركه لنا الشيخ بالقاهرة أقام بطابقه الأراضى إلى أن لاقى ربه ، و لازمت أبى فى السنوات الخمس الأخيرة قبل رحيله إذ كان يطلب لإحياء السهرات والاحتفالات المختلفة منها للإذاعة خاصة أوائل كل شهر عربى ، وأخرى للأهالى على مدار 25 يوما من الشهر ، وله قول مشهور "أنا من خدمة سيدنا الحسين" ، وقد عانى الشيخ من مرض السكر ما جعله حريصا على تناول الأطعمة الخفيفة صباحا قبل توجهه إلى الحسين للصلاة. وعن تكريم الفشنى فى حياته وبعد وفاته يقول نجله:حصل والدى على أوسمة ونياشين وشهادات تقدير من رؤساء الدول العربية والإسلامية التى زارها وكانت الصحف تنشر خبرا بموعد وصوله لتلك الدول ، كما منحه الرئيس عبد الناصر طبقا مرصعا بالفضة يحمل توقيعه ، وكرمه السادات فى إحدى الاحتفالات، وكذلك مبارك فى احتفالية ليلة القدر بمحافظة المنوفية ، كما كرمته مصر سنة 91 بمنح اسمه نوط الامتياز من الطبقة الأولى ، ومنحت إيران سنة 2011 ، اسمه وسام الدولة من الطبقة الأولى ، كما كرمت اسمه كلية الاداب جامعة بنى سويف عام 2006 ، وكذلك منحه رواق القران الكريم والقراءات وأندى الأصوات بالأزهر الشريف عام 2017 شهادة تقدير ، وتسلمت النوط والوسام والدروع وشهادة التقدير خلال تلك الاحتفالات بعد رحيله. وعن علاقة الفشنى بعائلته وأهالى مركز الفشن ببنى سويف مسقط رأسه يقول نجله : حرص أبى على صلة الرحم وزيارة عائلته ومحبيه بمركز الفشن كل شهر أو شهرين حسب ارتباطاته ، وسفره للدول العربية ، وكان سائق سيارته من أبناء المركز ، كما لبى دعوات الأهالى والمسئولين لإحياء ليالى المناسبات هناك وآخرها دعوة رئيس مجلس المدينة نهاية الستينيات ، وما زالوا يحتفظون بتسجيلاته القرآنية والتواشيح الدينية ، كما ترك منزلا لأقاربنا يقيمون به. وعن آخر أيام الفشنى ووفاته أشار نجله إلى أنه عام 69 أصيب بجلطة مفاجئة وشفى منها وسافر بعدها إلى السودان لإحياء ليالى شهر رمضان وعاد بعدها وتلا القرآن فى مناسبة عيد الأضحى بالحسين.أضاف ابن الفشنى قائلا : فى عام 71 وقبل وفاته بشهرين توجهنا معا للصلاة فى مسجد الحسين وفى طريق عودتهما طلب من السائق التوجه لمقابر "الخفير" بالعباسية ، وفى الحوش الخاص بالأسرة جلس وقرأ ما تيسر له من الآيات صامتا، وطلب من"التربي" ، بناء "لحد" مقبرة منخفضة بمنطقة خالية بجوار المقبرة المخصصة للرجال، وكأنه يستعد للقاء ربه ،فقلت لهأطال الله عمرك فردد قول الله تعالى "كل من عليها فان". وفى مساء يوم التاسع من ديسمبر سنة 71 ، شعر والدى بالتعب واتصلت بالدكتور أحمد غريب طبيبه المعالج فنصح ببعض الأدوية واعدا بزيارته صباحا وتجمعنا حول أبى وسرد لنا شريط حياته وذكرياتهوأسماء رؤساء الدول وعمدالقرى التى زارها وأحيى الليالى بها وطالب كل منا الذهاب إلى شقته والنوم ، وفى صباح يوم الجمعة العاشر من ديسمبر فاضت روحه إلى بارئها وشيعت جنازته من مسجد الحسين وسط حضور لوزير الأوقاف و عدد من المسئولين وزملائه من المشايخ ، وأقمنا سرادقا للعزاء امام منزلنا وحضر مندوب لرئاسة الجمهورية لتقديم واجب العزاء ، وظل كبار القراء وقتها أمثال مصطفى إسماعيل والحصرىوعبد الباسطوالبنا، يتبادلون القراءة حتى نهاية العزاء. وعن جمعه تراث والده من القراءات والتواشيح قال نجل الفشنى: أبى كان مدرسة متفردة فى القراءة والتواشيح حتى أن من طالع الصحف المصرية عند وفاته يجدها كتبت وفاة المطرب طه الفشنى، و بعد وفاة والدى بدأت فى تجميع تراثه حفاظا على مقدمه كصاحب صوت يصعب تقليده ولقبه المتخصصون بملك عذوبة الصوت وأشهر مؤذن فى دولة التلاوة ، إذ تنقلت ما بين الإذاعة المصرية وأصدقائه حتى حصلت على التراث القرآنى والتواشيح الدينية للشيخ واتفقت مع شركة صوت القاهرة لعمل "مكساج " تنقية للصوت وأجاز الأزهر الشريف سنة 97 التلاوات القرآنية ، وطبعت القرآن والتواشيح على اسطوانات "سى دى" ، تضم قراءات للفشنى فى القصر الملكى وأخرى ضمن خاتمة للقرآن مع آخرين من القراء ، وأهديتها إلى الاذاعة المصرية ،و كذلكتسجيلات نادرة للآذان إلى عدد من القنوات . واختتم المستشار والمحامى بالنقض زين طه الفشنى حديث قائلا : نظرا لمكانة والدى فى الاوساط الدينية و الذى عاش ومات خادما للقرآن الكريم أطالب المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف إطلاق اسمه على أحد ميادين المحافظة ، إحياء لذكراه.


































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;