كان الحادث الإرهابى الذى وقع بمسجد الروضة ببئر العبد بسيناء، وراح ضحيته المئات من الشهداء الوقفين بين يدى الله، كاشفا عن تجرد هذه العناصر الإرهابية المجرمة من كافة القيم الإنسانية، وابتعادها كل البعد عن ما نادت به الأديان السماوية.
وفى الوقت الذى تدمى فيه القلوب على هذه المجزرة ولم تجف فيه دموع أسر أهالى الشهداء، انتقد البعض إصرار مؤسسة الأزهر على عدم تكفير تنظيم داعش الإرهابى، ومن على شاكلته ممن يستحلون الدماء.
وكانت آخر الانتقادات الموجهة للأزهر من الإعلامى عمرو أديب، للدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، بسبب تصريحاته حول الحادث الإرهابى الذى استهدف المصلين بمسجد الروضة الإرهابى، والتى رفض فيها تكفير الإرهابيين الذى قاموا بالعمل الشنيع ببئر العبد، والاعتراف بأن ما يفعلوه وراءه فِكر بداخلهم.
الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، فى تعليقه على أثر حول عدم تكفير الأزهر لتنظيم داعش الإرهابى، موضحا أنه يرى عدم تكفير مثل هذه الجماعات الإرهابية فهم محاربون لله ورسوله، ومرتكبون لأبشع الجرائم لكنه لا نستطيع تكفيرهم، وأن الذى يملك التكفير هو القضاء وحده الذى يملك ذلك.
وأضاف الجندى فى تصريح لـ"انفراد"، أن التكفير من أكبر الخطايا وأن مرتكبى هذه الجرائم يعرض أمرهم على القضاء ويصدر حكمه عليهم، وهذا هو الطريق الشريعى الصحيح، موضحا أن التكفير جريمة عظمة لا يمكن أن ينسب بها من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن القضاء هو الذى يمكنه أن يقول ذلك.
وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أنه لا يملك أحد أن يطلق على الآخر التكفير وألا سنتحول لأمة تكفر بعضها البعض وهو أمر فى غاية الخطورة، وأنه ليس لنا السلطة على أن نكفر أحدا.
من جانبه، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن من المقرر شرعاً أن مسلما إذا ارتكب محظوراً أو منهى عنه وثبتت حرمة بدليل قطعيا كالزنا والربا والقتل إلى آخر فحالته لا تخلو من أمرين أما أنه فعل مع اعتقاده أن ذلك فسق ومعصية ومحروماً، فهو مسلم عاصى فاسد فحكمة عند مذهب أهل السنة أنه مرتكب لكبيرة وأن شاء الله عذبه أو عفى عنه وهو مسلم عاصى يلزم التوبة والاستغفار، وأما بالنسبة لحقوق العباد فأن القتل عمداً فعليه القصاص، وأن كان غير عمدا فعليه التوبة والكفارة.
وأضاف كريمة، أنه إذا استحل مسلم المحرم واعتقد أن ذلك حلال ورد الأمر إلى الله عز وجل فهو مرتد عن ملة الإسلام وتجرى عليه أحكام المرتدين، لأنه تبديل لما شرعه الله وبالتالى فاعله يكفر، مشيرا إلى أن ما يوضح فى ممارسات الجماعات الإرهابية والعنف المسلح فى اراقة الدماء وائتلاف الأموال وانتهاك الأعراض ويستحلون ما نهى الله عنه، وعليه فأن الجهات العلمية والقضائية اذا تيقن لها ذلك فيحكم عليه بالردة أو الكفر، وفى كل الأحوال يراعى الاحتياط فهناك فرق بين من استحل حرمات الله، وبين التأويل.
فيما، قال الدكتور عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، أن هؤلاء التكفيريين ممن يفعلون هذه الجرائم البشعة بقتل الأبرياء المصلين يتهمون المجتمع المصرى بالكفر، وبأبشع الألفاظ، ويليق بنا أن نعاملهم بالمثل، فهم أفعالهم وجرائمهم اشد بشاعة من الكفار، وان ما يفعلونه لا يمكن أن يصدر من إنسان مؤمن، وتابع "حمروش" أن هذه العناصر ينطبق عليها حد الحرابة فهم المفسدون فى الأرض.
بدروه، أكد الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أن اللجنة ستعقد اجتماعاً طارئا خلال هذا الأسبوع لمناقشة الحادث الإرهابى الأليم الذى وقع بمسجد الروضة ببئر العبد بسيناء، وأسفر عن سقوط مئات الشهداء والمصابين.
وأوضح" العبد" فى تصريح لـ"انفراد"، أن اللجنة ستدعو مؤسسة الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، ووزير الأوقاف لحضور الاجتماع الطارئ، لافتا إلى أن الاجتماع سيتناول هذا الحادث الإرهابى، وهذه العناصر الإرهابية التى خرجت عن كافة الشرائع والأديان السماوية، وعن أى قيم إنسانية، لذلك قررت اللجنة دعوة المؤسسات الدينية والخروج بنتائج من الاجتماع لعلها تكون مرضيه لله والمجتمع.
وبسؤاله عن هل سيطرح الاجتماع تكفير تنظيم داعش الإرهابى، أكد "العبد" أن اللجنة ستطرح جميع الأفكار المتعلقة بهذا الموضوع، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من أعضاء اللجنة تجمع كل ما تم التعليق به فى هذا الحادث المفزع.