بالصور.."انفراد" داخل المتحف المفتوح للحفاظ على الآثار بمعابد الكرنك..وممدوح الدماطى يعلن افتتاحه رسمياً أول سبتمبر المقبل.. وكبير مفتشى الكرنك: المتحف يضم مقصورات حتشبسوت وسنوسرت الأول

مقصورات تاريخية لمختلف العصور الفرعونية الوسطى والحديثة والقديمة لحتشبسوت وسنوسرت الأول، وجدارية لقرود "البابون"، وأوانى كان القدماء المصريون يستخدمونها، ومصاطب مرتبة بمنظر مدهش تحوى المئات من القطع الأثرية التى تم إهمالها وإلقاؤها داخل أروقة معابد الكرنك، كل تلك المشاهد جمعها رجال الآثار بمحافظة الأقصر داخل "المتحف المفتوح"، لكى يفتتح رسميا، ويتم دمج تذكرة دخوله مع دخول معابد الكرنك حتى يكون التاريخ الفرعونى متاحاً للجميع، وليس حكراً على علماء وخبراء الآثار المصريين والأجانب فقط.

وصرح الدكتور ممدوح الدماطى وزير الدولة لشئون الآثار خلال جولته الآخيرة بمدينة الأقصر قبيل التوجه لحضور حفل تعامد الشمس على معبد أبو سمبل بأسوان، أنه قرر رسمياً أن يتم عمل حفل كبير لافتتاح المتحف المفتوح رسمياً بعد الانتهاء منه فى مطلع شهر سبتمبر المقبل.

"انفراد" قام بعمل جولة داخل أروقة "المتحف المفتوح" برفقة الطيب غريب كبير مفتشى معبد الكرنك، والذى يتم تجهيزه حالياً، وضم قطعا أثرية تاريخية داخله على مصاطب صممت خصيصا للحفاظ على الآثار، وكذلك مقصورات كبرى لمختلف ملوك الفراعنة بالعصور المختلفة تم رفعها ووضعها بشكل يليق بتاريخها وأثريتها داخل هذا المتحف.

وقال الطيب غريب كبير مفتشى معبد الكرنك لـ"انفراد"، إن المتحف المفتوح كنز ثمين ونفيس، وخطوة رائعة من وزارة الآثار أن تدعم فكرة تطويره وتجديده، وضم قطعا أثرية جديدة داخله لكى يعلم كل مواطن مصرى وأجنبى يدخل معابد الكرنك قيمة الفراعنة وإمكانياتهم وتاريخهم الذى ما زال يحمل ملايين علامات الاستفهام، والإعجاب بقدراتهم العملية والفنية والفلكية فى مختلف المجالات، ليثبت أنهم سبقوا العالم أجمع بآلاف السنين فى شتى المجالات، وفند تفاصيل النقوش على المقصورات الهامة المتواجدة داخل المتحف المفتوح، وهى عبارة عن 6 مقصورات ترجع لعصور الدولة الوسطى، ومقصورتين للدولة الحديثة وأخرى للملكة حتشبسوت، ومقصورة سنوسرت الأول.

وحول المقصورة الحمراء التى سميت بـ"مقصورة حتشبسوت"، فقد أكد الطيب غريب أنها شيدتها لتكون مقصورة رئيسية لمعابد الكرنك، وسميت بالحمراء لكونها مصنوعة من حجر الكوارتز الأحمر، والتى نقشت عليها مشاهد وصور لاحتفالات القدماء المصريين بعيد "الأوبت الفرعونى" أشهر أعياد الفراعنة القديمة، والتى تضم مجموعة من النقوش لراقصين وراقصات تعتبر من أقدم الأمثلة التى تدل على مدى رشاقة وليونة الراقصين فى مصر القديمة.

وتضم مقصورة حتشبسوت الحمراء، أحد الراقصين وهو يقوم بالدب على صدره بحركات احتفالية، والثانى يرفع يديه للسماء بحركات بهلوانية، ومجموعة من المصفقين بنفس مشهد التصفيق الحالى فى بلادنا، ومجموعة من ماسيكى "الصلاصل" وهى أداة كانت تستخدم قديماً وهى "الشخاليل" المستخدمة حالياً فى الرقصات، ومجموعة من راقصى الأكروبات الذين يقومون بحركات بهلوانية مختلفة الأشكال، وكذلك راقصات يقمن بهز شعرهن بحركات مختلفة ومازالت تفعل حتى الآن فى الأفراح والمناسبات، وكذلك "عازف الهارب" وهو نفس شكل الأداء الذى يستخدم حالياً فى الحفلات العالمية.

كما شرح الطيب غريب كيفية تصفية "النبيذ" قديماً فى عهود الفراعنة داخل "معصرة" صنعوها خصيصاً لتصفية الزيت والنبيذ، حيث إنه كان يمر داخل امعصرة بـ3 مراحل، فى البداية يتم صب السمسم وتنعيمه، ثم ينزل فى مكان أدق وأنعم قليلاً للقيام بعمل التصفية له، ثم ينزل فى النهاية داخل إناء يتم فيه تصفية كافة العوالق والرواسب لكى يستخدم الشىء المعصور داخله للملوك والكهنة وكبار الدولة، وهو أمر يدل على مدى تطور الفراعنة فى صناعة أدواتهم فى الحياة اليومية.

ويوجد أيضاً فى أدوات الحياة اليومية عدة أوانى مخصصة لتنفيذ وصفات الطبخ والمأكل والمشرب المختلفة، وكذلك إناء كبير يشبه كثيراً "يد الهون"، التى تسخدم حتى وقتنا هذا فى تنعيم الثوم لاستخدامه فى المأكولات، وكذلك إناء ضخم بمقبض كبير لطحن الحبوب والقمح وغيرها لكى يصنع منها خبز الشمس قديماً.

أما "المقصورة البيضاء"، فيؤكد كبير مفتشى معبد الكرنك، أن تلك المقصورة تعود للملك سنوسرت الأول أو سيزوستريس الأول وهو ثانى ملوك الأسرة الثانية عشر، واشترك فى حكم مصر مع والده خلال الأعوام 1975 إلى 1965 قبل الميلاد، ثم انفرد بحكم مصر بعد وفاة والده وامتدت فترة حكمه إلى 43 سنة ازدهرت خلالها الحياة فى مصر، وأشرك ابنه فى الحكم خلال الثلاثة أعوام الأخيرة من حكمه.

وفى عهد الملك سنوسرت الأول كان الأدب والصناعة فى أوجهما، كما تميزت هذه الفترة بازدهار الثروة المعدنية واستخراج الذهب والمشغولات الذهبية الدقيقة التى انتشرت بوفرة، هذا بالإضافة إلى الجهد الكبير الذى بُذل فى تدبير الأحجار الكريمة والفيروز والنحاس لعمل الحلى والنحت، كما كانت أيضاً فترة استقرار وتطور، حيث أقام الملك سنوسرت الأول هرمه ومعبده الجنائزى، فى اللشت، بالقرب من الفيوم، العاصمة الجديدة التى أقامها بعد مغادرة طيبة وعثر له على تماثيل عدة هناك.

وعن تلك المقصورة البيضاء، فقد أكد الطيب غريب، أنها تعتبر أقدم أثر عليه وجدرانه وأعمدته الداخلية داخل معبد الكرنك، والذى كان يسمى قديماً "إبت سوت"، وتم نقش هذا الاسم على المقصورة المصنوعة من الحجر الجيرى الجيد، حيث إن المصرى القديم كان يقوم بعمل اختبارات معينة على المحاجر لمعرفة مدى جودة تلك الأحجار، لاستخدامها فى بناء المقصورات المختلفة والمبانى الخاصة بالملوك فى مختلف العصور الفرعونية القديمة.

ويضيف الطيب غريب أن المقصورة البيضاء الخاصة بالملك سنوسرت الأول، أنها تم العثور عليها أجزاء مختلفة كانت كحشو داخل الصرح الثالث للملك أمنحتب الثالث، وذلك على يد الأثرى الفرنسى "هنرى شيفرييه" عام 1928، وتمت إعادة بنائها وتشييدها داخل المتحف المفتوح للحفاظ عليها، حيث إنها من أروع الأمثلة لمقصورات الدولة الوسطى حتى الآن.

ويقول الطيب غريب إن مقصورة حتشبسوت المقصورة الحمراء وهى مقصورة رئيسية للكرنك، وأحجارها من الكوارتز الأحمر، والتى تضم مشاهد للرقص والسعادة قديماً أثناء الاحتفال بعيد الأوبت وهو أشهر عيد كان يتم الاحتفال به فى العصر الفرعونى، ويظهر بعض الحركات والمشاهد التى تدل على مدى رشاقة وليونة راقصات وراقصين مصر القديمة.

كما توجد العشرات من القطع التى كانت تستخدم فى الحياة اليومية القديمة، وأبرزها آلة تصفية النبيذ والتى كانت تمر بـ3 مراحل، الأولى بصب الشىء المراد عصره ويتم تنعيمه ثم يتحرك داخل الأداة فى مكان أدق وأنعم للتصفية، ثم يتحرك داخل إناء لتصفية الرواسب والعوالق لتقديم العصير للملوك والقيادات بالدولة.

ويوجد أيضاً داخل المتحف المفتوح الكثير من القطع للقرود "البابون" وهى تتعبد للشمس فتم تجميعها من مصاطب معبد الكرنك المهملة لتكون فى مكان واحد للسماح للزائرين لمشاهدتها بصورة أفضل، حيث إن توجد قطعة نحتت على شكل صرح نقش عليه صف من القرود مرفوعة الأذرع إلى أعلى على هيئة تعبد لشروق الشمس، حيث إنه من عادات قرود البابون هو الصياح عند شروق الشمس.

أما صلاح الماسخ أحد مفتشى معبد الكرنك، فقد أكد أن تطوير المتحف يشمل ضم التذكرة لتكون واحدة للمعبد ككل، حيث إن المتحف خلال الشهر لا يزوره أكثر من 10 سائحين، لكونه يضم قطعا أثرية للمتخصصين أكثر فى علم الآثار، وتم بناء داخله الكثير من المصاطب وضم مئات القطع من مختلف العصور الفرعونية، وتم إضافة أبواب وهمية ولوحات اكتشفت حديثاً للمتحف لإتاحة الفرصة لعرضها بصورة تليق بالآثار الفرعونية.

ويضيف مفتش معبد الكرنك صلاح الماسخ لـ"انفراد"، أنه سيجرى أيضاً عمل حصر كامل خلال الشهور التى تسبق الافتتاح الرسمى للمتحف فى 1 سبتمبر المقبل، لضمها داخل المتحف، ليكون أكبر متحف مفتوح يضم قطعا أثرية من مختلف العصور فى الصعيد ومصر بأكملها.

ومن جانبه صرح الدكتور مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر، أن فكرة تطوير المتحف المفتوح انطلقت منذ 3 شهور، حيث إنه لم يكن يزوره أكثر من 10 سائحين يومياً لكون تذكرته 40 جنيهاً بمفرده، وتم العمل فى تطويره بإضافة عدد من المصاطب ووضع الكثير من القطع المختلفة التى ترجع لمختلف العصور الفرعونية لتكون إضافة جيدة للزائر، كما توجد أبواب وهمية ولوحات وتمثايل تمت إضافتها حديثاً، وقطع للحياة اليومية بالعصور الفرعونية المختلفة، لتجميعها على مصاطب للعرض داخل المتحف المفتوح.

ويضيف الدكتور مصطفى وزيرى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه بعد أن امتلأت المخازن بالآلاف من القطع الأثرية والأحجار المنقوشة، وخاصة التى استخرجت من حفائر الكرنك منذ نهاية القرن التاسع عشر، ونظرا لأهمية عدد كبير من هذه القطع تاريخياً وفنياً، فقد نشأت فكرة خلق متحف أثرى يسمح بالحفاظ على هذه القطع ودراستها دراسة علمية صحيحة ونشرها علميا وقد تم افتتاحه فى 22 أبريل 1986، موضحاً أن منطقة المتحف المفتوح تنقسم إلى جزئين وذلك ببناء جدار من الطوب اللبن يتناسب فى لونه وشكله مع مبانى الكرنك، فالجزء الأول يقع بلاجهة الغربية وهو الذى تقرر أن يفتح للجمهور، والجزء الثانى فقد تقرر أن يخصص لحفظ باقى القطع بالجهة الشرقية للمتحف.

- بالصور..شاهد آثار الفراعنة قبل عرضها للجمهور بالمتحف المفتوح فى الأقصر
































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;