سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 1ديسمبر 1889.. المعلم يعقوب يغادر مصر مع الحملة الفرنسية تاركا سؤال: هل كان وطنيا أم خائنا؟

صدر العدد الأول لجريدة «المؤيد» برئاسة على يوسف يوم 1 ديسمبر «مثل هذا اليوم» عام 1889، فسجل التاريخ أننا أمام «أول جريدة يومية يصدرها مصرى، وأول جريدة لمصرى بعد فشل الثورة العرابية»، وفقًا للجزء الأول من كتاب «الشيخ على يوسف وجريدة المؤيد»، تأليف سليمان صالح، عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة»، مضيفًا: «كانت الصحافة المصرية فى تلك الفترة فى أيدى أجانب، وتعتبر المؤيد أول الصحف التى وقفت من الاحتلال موقف المعارضة من منطلق وطنى، ولذلك كان من الطبيعى أن يتحدى الاحتلال هذه الجريدة الجديدة، ويضع فى طريقها الكثير من الصعوبات»، وتضعنا كل هذه الاعتبارات أمام حقيقة يذكرها أحمد بهاء الدين فى كتابه «أيام لها تاريخ» عن «دار الهلال، القاهرة»، هى أن «الشيخ على يوسف هو الرائد الأول للصحافة المصرية». يعطينا «بهاء الدين» لمحة مختصرة عن «يوسف»، قائلًا: ترك قريته النائية «بلصفورة» فى الصعيد فقيرًا غاية الفقر، وجاء إلى القاهرة على ظهر مركب فى النيل، ليتلقى العلم فى القاهرة، لعله - إن أفلح - يصبح فقيهًا أو معلمًا، وإن فشل يتكسب الرزق بقراءة القرآن على المقابر، على أن آمال الفتى الفقير الزرى الهيئة كانت أعظم جدًا مما يظن الناس، فهو لا يلبث أن يتوقف عن مواصلة الدراسة فى الأزهر، ويهتم بالمسائل العامة، فيجرب قلمه فى رسائل يبعثها إلى الصحف، ثم تغريه الصحافة فيدخل فى ميدانها، ويعمل فى مجلة «القاهرة الحرة»، ثم يصدر مجلة «الآداب»، ثم لا تمضى سنوات حتى ينشئ أكبر جريدة يومية فى مصر هى «المؤيد»، ويكتب فيها كتاب الطليعة فى ذلك الوقت قاسم أمين، سعد زغلول، مصطفى لطفى المنفلوطى، مصطفى كامل، الطالب بكلية الحقوق قبل أن يتخرج ويصدر جريدته «اللواء». ويفتح الزعيم الوطنى محمد فريد النار عليه، ففى مذكراته المنشورة فى الجزء الثانى من كتاب «اليقظة القومية»، تأليف محمد صبيح، يقول: «توفى الشيخ على يوسف يوم 25 أكتوبر 1913 بداء القلب، وهو فى نحو الستين سنة، فانهد بموته ركن النفاق والذبذبة»، ويوضح ظروف نشأة «المؤيد»، قائلًا: فى سنة 1889 أراد المرحوم رياض باشا إنشاء جريدة يومية إسلامية لمحاربة الاحتلال و«المقطم»، جريدة أنشأها الاحتلال، وكلف إبراهيم باشا مصطفى، ناظر مدرسة دار العلوم إذ ذاك، وحسن رفقى بك، طبيب شرعى المحاكم، فقدم له هذا الشيخ الفقير الرث الثياب، فساعد بالمال، وأسس «المؤيد»، وكان له فيه شريك يدعى الشيخ أحمد ماضى، توفى بعد ذلك، فاستقل الشيخ بالجريدة. ويذكر سليمان صالح أن هناك رواية أخرى تشير إلى أن لطيف باشا سليم الحجازى، وحسن باشا عاصم، وإبراهيم الهلباوى، وغيرهم، اجتمعوا واستقر رأيهم على أن يتولى الحجازى عرض فكرة إنشاء صحيفة على رياض باشا، لتحارب الاحتلال، فلم يرَ مانعًا، وأن الشيخ أحمد ماضى دفع رأس مال الجريدة وقدره مائة جنيه من ماله الخاص، وتولى منصب مدير التحرير، وفى عام 1891 حدث خلاف بين «ماضى» و«يوسف» أوقف الجريدة منذ 30 سبتمبر سنة 1891 حتى 20 نوفمبر من العام نفسه، ويضيف «فريد»: كان لسعد زغلول الفضل فى حسم هذا الخلاف، إذ اختاره «ماضى» حكمًا للفصل فى موضوع النزاع، فانتهى حكمه بترك «المؤيد» لصاحب امتيازه، وهو الشيخ على يوسف، وفرض عشرة من الوطنيين على أنفسهم جمع مائة جنيه دفعها سعد زغلول للشيخ ماضى مقابل تنازله عن حصته فى الشركة. فى كل الأحول نحن أمام جريدة تأسست لتقاوم الاحتلال، مما أدى- حسب سليمان صالح- إلى اتهامها بأنها لسان حال جمعية وطنية سرية «الحزب الوطنى»، هدفها خلع الخديو توفيق، وكان الخديو على وشك أن يوقفها لولا وفاته فى يناير عام 1892، وخلفه ابنه عباس حلمى الثانى فى الحكم، الذى بدأت معه مرحلة جديدة من مراحل المقاومة الوطنية، حيث رأى أن الإنجليز وضعوا أيديهم على الوزارات والمصالح دونه، فاعتزم وضع حد لهذه الحالة، ومنذ سنة 1893 بُذلت مساع جادة لتكوين اتحاد يضم الخديو ومختلف الأحزاب المعارضة للحكم البريطانى فى مصر، كما تشكل الحزب الوطنى عام 1893 على شكل جمعية سرية فى صالون لطيف باشا سليم، وبرز مصطفى كامل فى هذا التحالف، واتخذ هذا التجمع «المؤيد» لسانًا له. ويؤكد صالح أن حقيقة هذا التحالف اتضحت على صفحات «المؤيد» منذ 1893 حتى 1900 بإبراز مقالات مصطفى كامل وخطبه وتمجيده، واشتراك محمد فريد فى الكتابة بها، واشتراك مجموعة من تلاميذ محمد عبده فى تحريرها، ومنهم أحمد لطفى السيد، غير أن هذا التحالف أصابه التصدع عام 1898، فأصبحت «المؤيد» لسان حال الخديو، وأنشأ مصطفى كامل جريدة «اللواء» عام 1900 لتكون بديلًا.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;