بعد أن فاحت رائحتها النتنة وتأكد الجميع من دعمها وتمويلها للإرهاب الأسود ليس فى الشرق الأوسط فحسب بل فى ربوع العالم، أدان عدد من نواب البرلمان الفرنسى، سياسة إمارة قطر الممولة للجماعات الإرهابية، وطالبوا بمحاكمتها دوليا ومنع دخول مسئوليها للعاصمة الفرنسية باريس.
وأدانت جوال جاريو ميلام، النائبة بمجلس الشيوخ الفرنسى، وعضو المفوضية الفرنسية للبرلمان لدى حلف "الناتو"، نهاية الأسبوع الماضى، الهجوم الإرهابى بمسجد الروضة بشمال سيناء يوم الجمعة الماضى، وقالت :"إننا كفرنسيين نتألم لذلك، ولا بد من القضاء على الإرهاب، ونحن كسياسيين وبرلمانيين نُدين هذا العمل الجبان".
ووفق وسائل إعلام إماراتية، عقد مجلس الشيوخ الفرنسى ندوة بحضور ورعاية نخبة واسعة من ممثلى الأحزاب الفرنسية ورؤساء التجمعات السياسية فى البرلمان، إضافة لعدد كبير من ممثلى وسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية.
وتناولت الندوة دور جماعة "الإخوان" الإرهابية والدول الداعمة لها مثل قطر فى زعزعة استقرار العديد من الدول، ومحاولة التنظيم التأثير فى المجتمعات الغربية عبر وسائل غير ظاهرة بشكل مباشر.
وطالب بعض الحضور بفتح تحقيقات فى الدور القطرى المعروف بالتحريض على الإرهاب وتمويله فى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وطالبوا بمنع المسئولين القطريين من دخول فرنسا ومحاكمتهم، مُستغربين السكوت عن دورهم الإرهابى الموثق بالأدلة كافة.
ومن جهته، أكد العضو فى مجلس الشيوخ الفرنسى، فرانسوا جروسديدى، عضو المفوضية الفرنسية للبرلمان لدى المجلس الأوروبى، أنّ الإنسان مُقدّس فى كل الأديان، وهو الجذع المُشترك بيننا فى كافة الديانات، وحقوق الإنسان، والدستور الفرنسى، والدستور الأوروبى، والأمم المتحدة. ولذلك فهو يُدين الكذب باسم الإسلام، والقتل الذى يقومون به باسم الله، إذ لا يُمكن لنا أن نُصدّق أكاذيب الإرهابيين حول قتل الأبرياء باسم الله، هذا إرهاب لا علاقة له بالدين.
وقال جروسديدى، إنّ الأيديولوجية السياسية الدينية تُريد الحكم المُطلق، وهى تُشكّل تهديداً لنا وللمسلمين الذين يعيشون على أراضينا، من خلال تسببهم فى توليد الكراهية بين أفراد المُجتمع. ونحن اليوم لا نعرف كيف نتعامل مع هذا التطرّف، وبالنسبة للمسؤولين الفرنسيين فهذه مُعضلة. مؤكداً أنّ الإسلام يندمج مع المجتمع، ولن يسمح لأقليات مُتطرّفة أن تصل لهدفها.
واعتبرت زينة طالبى، رئيس جمعية النساء العربيات فى الصحافة المكتوبة والاتصال فى باريس، من جهتها، خلال تقديمها للندوة أنّ كل ما يحدث لا يمت للإسلام بصلة، وكل هذه الجماعات الإسلامية لا تمثّل الإسلام.
وأكدت الندوة، أن كل الجماعات الإرهابية انبثقت عن جماعة الإخوان، وأنّ وصول الإخوان للحكم فى مصر عام 2013 لم يكن ليتم لولا دعم قطر وتركيا ومن خلال التزوير، قائلاً: "نحن نواجه اليوم إرهاباً دولياً تقوده تركيا وقطر وإيران".
وكشفت أنّ قطر تقوم اليوم برشوة سياسيين أوروبيين، كما تكشفه آخر فضيحة عن دفع قطر 2 ونصف مليون دولار هذا العام لأحد رؤوساء الحكومات، للوقوف إلى جانبها ضد الدول العربية المُقاطعة لقطر.
وفى فرنسا، هناك اليوم أكثر من 250 جمعية ومؤسسة دينية تابعة لهم موّلتها قطر بحوالى 3 مليار يورو على مدى الأعوام الماضية، تهدد الأراضى الفرنسية وتعمل على نشر الفكر المتطرف بين الجاليات المسلمة والعربية.
وطالب نواب البرلمان الفرنسى، خلال الندوة، للتصدى لانتشار الفتاوى الدينية الداعية لقتل الأوروبيين والمسلمين، ما يفرض على الجهات المعنية فى المنطقتين العربية والأوروبية، التعامل مع ما يمثله الإرهاب وتناميه من خطر وتهديد، وذلك بالتصدى لخطاب التطرف، والتحذير من الخطاب الإعلامى المحرض، مثل خطاب قناة الجزيرة القطرية.