مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق يسلم نفسه لسلطات التحقيق.. مايكل فلين يواجه رسميا تهمة "الكذب" فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية.. الاتصالات مع السفير الروسى بواشنطن تعصف بالجنرال

فى تطور متلاحق لقضية مايكل فلين مستشار الأمن القومى السابق للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وجهت إلى مايكل فلين مستشار الأمن القومى السابق للرئيس الأمريكى دونالد ترامب تهمة الكذب على المحققين فى إطار قضية الاتصالات مع روسيا كما أعلن القضاء الأمريكى الجمعة، وتمثل هذه الاتهامات سقوطا مذهلا للجنرال المتقاعد الذى صعد من الصفوف العليا للجيش على مدار ثلاث عقود، ليخرج من الجيش فى عهد أوباما قبل أن يظهر مجددا بعد فوز ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضى، على حد وصف شبكة الـ"سى إن إن ". وفى الوقت الذى يفضل فيه البيت الأبيض التعتيم على هذه القضية، أكد متحدث باسم المحكمة مثول الجنرال أمام القضاء الأمريكى، حيث قد وجهت إلى الجنرال أمس تهمة الكذب حول مضمون اتصالاته مع سيرجى كيسلياك السفير الروسى فى واشنطن فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما. التعاون مع مولر وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن فريق التحقيق التابع للمحقق الخاص روبرت مولر، المُكلَف من قبل وزارة العدل الأمريكية بالتحقيق بقضية التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، استجوب مستشار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب جاريد كوشنر، وصهره، بشأن اجتماعه مع السفير الروسى خلال فترة الانتخابات الرئاسية، وقال مصدر على صلة بالتحقيقات، حسبما أوردت الصحيفة، أن الأسئلة ركزت على اجتماع عُقد فى شهر ديسمبر الماضى بين كوشنر والسفير الروسى ومايكل فلين، الذى كان يشغل فى ذلك الوقت منصب مستشار الأمن القومى. وكما أبلغ محاميى مايكل فلين، الفريق القانونى للرئيس فى الأيام الأخيرة إنهم لن يعد بإمكانهم مناقشة التحقيق الذى يجريه المدعى الخاص، حسبما أفاد أربعة أشخاص مطلعون على القضية، فى إشارة إلى أن فلين يتعاون مع المدعون او يتفاوض على اتفاق، وكان محامو فلين يتبادلون المعلومات مع فريق ترامب القانونى بشأن التحقيق الذى يجريه روبرت مولر حول ما إذا كانت حملة ترامب متواطئة فى المحاولات الروسية لتقويض حملة المرشح الديمقراطية هيلارى كلينتون فى انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضى. وقد تم إنهاء هذا الاتفاق، بحسب المصادر، وعادة ما يتشارك محاميو الدفاع المعلومات أثناء التحقيقات، لكن يجب أن يتوقفوا عن فعل هذا عندما يشكل هذا تضاربا للمصالح. فتعاون المحامين معا عندما يكون أحد الموكلين يتعاون مع الإدعاء بينما الآخر لا يزال قيد التحقيق أمر يتعارض مع القيم. يأتى ذلك فى الوقت الذى أوضحت فيه نيويورك تايمز فى ذلك الوقت أن هذه الخطوة لا تثبت وحدها أن فلين يتعاون مع مولر، فبعض المحامين ينسحبون من اتفاق تشارك المعلومات بمجرد أن يبدأوا فى التفاوض مع الإدعاء، ويمكن أن تفشل هذه المفاوضات. أول مسئول بإدارة ترامب توجه إليه اتهامات تعد الاتهامات الموجهة ضد فلين هى الأولى فى تحقيق روبرت مولر التى تصل إلى شخص فى البيت الأبيض ، ورابع شخص مرتبط بحملته توجه إليه رسميا اتهامات كجزء من التحقيق الذى يجريه المدعى الخاص روبرت مولر حول احتمال وجود تواطؤ بين أعضاء فريق ترامب والحكومة الروسية، إلى جانب احتمال عرقلة سير العدالة والجرائم المالية وقد وجهت من قبل اتهامات لرئيس حملة ترامب السابق بول مانافورت ونائبه ريك جيتس وأقر بأنهما غير مذنبين، بينما أقر مستشار السياسة الخارجية السابق فى حملة ترامب جورج بابادولوبولس بذنبه فى الإدلاء بتصريحات كاذبة للإف بى أى بشأن الاتصالات مع مسئولين على صلة بالحكومة الروسية، حسبما أشارت شبكة "سى إن إن" . وكان محاميو فلين قد انتقدوا من قبل تقارير إعلامية تشير إلى صلته بتحقيقات روسيا ووصفها بأن مزاعم لا أساس لها، ولم يتحدث فلين للإعلام منذ إجباره على الاستقالة فى فبراير الماضى. أدلة تثبت تورطه وتعد مشاركة فلين فى المشروع النووى بالشرق الأوسط مؤشر آخر على أنه كان لديه مصلحة شخصية فى مشروع دولى فى الوقت الذى يقوم به بالعمل كمستشار لحملة ترامب، مما يمكن أن يقدم لجهات الإدعاء مجالا آخرا للضغط عليه لمزيد من التعاون. وكانت شبكة ِABC الإخبارية الأمريكية قد قالت إن محامى فلين قد التقى بأعضاء من فريق روبرت مولر، فى أحدث إشارة إلى أن الجانبين يناقشان اتفاقا قد يقر فيه فلين بمخالفاته مقابل تنازلات من الإدعاء. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على تحقيقات فلين أن الجنرال المتقاعد شعر بضغوط متزايدة منذ أن بدأ المدعون فى تحويل تركيزهم على نجل مايكل الذى عمل كجزء من مجموعة فلين الدولية، وهى شركة استشارات أسسها الأب الذى سبق أن تولى إدارة وكالة الاستخبارات الدفاعية، وقد سافر مايكل مع والده أيضا إلى روسيا عام 2015، وظهر فى عشاء جلس فيه بجوار الرئيس فلاديمير بوتين. تقارير إعلامية عن فلين ومن جهة أخرى أفادت تقارير إعلامية ، فى مقدمتها ما كتبته صحيفة "واشنطن بوست" بإنه فى يونيو 2015 قيام الجنرال متقاعد مايكل فلين برحلة لم يلحظها أحد إلى إسرائيل ودولة عربية، تحملت تكلفتها شركة أمريكية كان يقوم بتقديم المشورة لها، وكانت الشركة تأمل بناء أكثر من 20 محطة نووية فى المنطقة بالشراكة مع المصالح الروسية. وأوضحت الصحيفة أن مشاركة فلين الخفية فى هذا المشروع، وعدم كشف علاقته بها، يمكن أن يعقد من القضايا القانونية، التى يواجهها مستشار الأمن القومى السابق الذى أبدى استعدادا للتعاون مع المحقق الخاص روبرت مولر. الكونجرس : انتهك القانون الفيدرالى أما الديمقراطيون فى الكونجرس فقالوا إن فلين قد انتهك القانون الفيدرالى بعدم الكشف عن تلك الرحلة إلى الشرق الأوسط فى استمارة تجديد تصريحه الأمنى فى عام 2016، وقد رفض جمهورى رفيع المستوى بمجلس النواب طلب الديمقراطيين بإجراء تحقيق فى الكونجرس، لكنه أحال المزاعم إلى المحقق الخاص