رئيس قسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية فى حوار لـ"انفراد": الأبراج ليس لها علاقة بعلومنا.. شائعات نهاية العالم خرافات وهوس.. وترقبوا أقصر نهار وأطول ليل يوم 23 ديسمبر.. وملف الكائنات الفضائية "غامض"

"الأبراج وعلاقتها بالفلك وشائعات نهاية العالم والكائنات الفضائية".. كلها ملفات ساخنة كشف الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، الكثير من التفاصيل والمفاجئات حولها فى حوار خاص لـ"انفراد"، حيث أكد أن الأبراج ليس لها بالفلك. وكشف عن خطة مصر لإنشاء مرصد كبير فى سانت كاترين، بدلاً من نقل مرصد القطامية لانتشار العمران فى محيطه، موضحًا أن عمره أكثر من 60 سنة ولم يفكرون فى نقله لأن تكلفة نقله لموقع المرصد الجديد الجارى إنشائه فى سانت كاترين، ستكون أكبر من تكلفة إنشاء مرصد جديد نظرا لحجمه الضحم، حيث يقدر وزن قبة المرصد 100 طن ووزن التليسكوب 50 طنا، ومرآته قطرها 2 متر، موضحا أنه حتى الآن مازال أكبر تليسكوب فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويعمل بكامل طاقته ولكن مشكلته الوحيدة إضاءة العاصمة الإدارية الجديدة والتى ستعيق عمليات الرصد..وإلى نص الحوار.. كيف ترى ما يسمى الأبراج بالعلم وهناك من يؤمن به ويربطه بعلم الفلك؟ الأبراج مش علم ولكنها تنجيم ومن يتحدث عنها ليسوا فلكيين وليس له علاقة بالفلك والإعلام والفضائيات هو من أثار ذلك ويتعامل معها كأنها علم، والأجرام السماوية والفلك ليس لها أى علاقة بالإنسان ومصيرة على الأرض، والأبراج تنجيم والتنجيم ليس علما ولكنه حرفه كقراءة الكف والفنجان وفتح الكوتشينه وضرب الودع وكلها أمور ظنية خاطئة . بماذا تنصح من يؤمن بالأبراج ويحرص على متابعتها؟ سأسرد لك قصة فى البداية وموقف تعرضت له مع بداية تولى رئاسة قسم الفلك ، حيث فوجئت بسيدة تتصل وتتحدث عن أن ابنتها وهبها الله الجمال وبلغت من العمر 30 سنة ولم تتزوج وقالت لى بالنص "أجبهلكوا تشوفوا فيها إيه" وفهمتها أن الفلك مؤسسة علمية ودا تنجيم وليس له علاقه بالفلك، ومن يكتب حظك اليوم بيكتبه وهو قاعد فى البيت، والإنسان دائما يخشى المستقبل وهو ما يدفعه لمتابعة الأبراج، وأنصح من يتابعها ألا يؤمن بها ويضيع من وقته فى متابعتها والأفضل له أن يقرأ كتابا. ماذا عن دراسة علم الفلك وهل هو متوفر فى الجامعات؟ علم الفلك علم نادر ويوجد قسم فقط مختص بتدريس هذا العلم فى جامعة القاهرة ومن 20 سنة أصبح هناك قسم للفلك فى جامعة الأزهر ، وهو علم نادر والناس بتهتم باللى تحت رجليها ودراسة علم الفلك لا يمثل أهمية للبعض، ودرست فى جامعة عين شمس ولم يكن موجود هذا التخصص هناك فانتقلت للدراسة بجامعة القاهرة. ما هى أبرز الاكتشافات التى توصل لها قسم الفلك ؟ وما الذى ينقصنا من أجهزة وتليسكوبات؟ توصلنا لحوالى 10 اكتشفاءت بالاستعانة بمرصد القطامية منها رصد انفجار نجوم بعيدة فى أعماق الكون، وتغيرات نجمية فى الفضاء ، ونستعد فى مرصد القطامية استقبال مطياف يستخدم فى تحليل ضوء النجوم ، والحمد لله اللى من أجهزة وتليسكوبات مكفينا ومغطى تخصصاتنا. كثيرا ما نسمع عن نهاية العالم فكيف ترى ذلك ؟ شائعات نهاية العالم بنسمع عنها منذ عام 2003 مع نهاية كل سنة وبداية سنة جديدة ودائما تأتى هذه الشائعات من أمريكا وأوربا ، وكلها خرافات ونوع من الهوس المجتمعى والدينى بنهاية العالم من خلال وجود كوكب غامض وهو أمر عار من الصحة وكلام فارغ فكل الكويكبات الموجودة معروفة ولا يوجد كوكب غامض، ولو هناك كوكب قريب من الأرض سيتم رصده ولن يمر الأمر وأمريكا أول دولة مش هتنام . ماذا عن حديث البعض عن وجود كائنات فضائية ؟ ملف الكائنات الفضائية والحديث عن وجودها ملف غامض ولا أحد يستطيع أن يجزم بصحتها ولم يتم التوصل لما يشير لوجود ذلك. مصر فين من رحلات الفضاء وارسال السفن للفضاء ؟ دول كثيرة بعيدة عن هذا المجال وارسال السفن الفضائية للفضاء يجريه الروس والأمريكان، وإرسال وارتياد الفضاء يحتاج أمور تكنولوجية معقده ومكلفة للغاية لا تستطيع أى دولة تحملها . ماذا عن أبرز الظواهر الفلكية التى يمكن رصدها قبيل نهاية هذا العام ؟ أبرز الظواهر فعليا كانت كسوف الشمس الكلى بالولايات المتحدة وهو ما حدث فعليا ووصف بـ"الكسوف الأمريكى العظيم" فى 21 أغسطس الماضى، ولكننا على موعد مع أقصر نهار فى السنة وأطول ليل فى 23 ديسمبر الجارى . ماذا عن التليسكوب المصرى الجديد الجارى العمل على إنشائه فى سانت كاترين؟ مشروع التليسكوب المصرى الكبير سيتم إنشاؤه فوق إحدى قمم جبال سانت كاترين بجنوب سيناء على ارتفاع يزيد عن 2000 متر، فعادة يتم اختيار القمم الجبلية فى بناء التليسكوبات الفلكية فالأجواء المناخية الصافية الخالية من السحب وبخار الماء والدوامات الهوائية تسمح بأرصاد فلكية أفضل على مدار العام. وماذا عن التليسكوب الجديد ومواصفاته وسبب اختيار مدينة سانت كاترين لموقعه؟ التليسكوب الجديد الجارى العمل على انشاءه أطلقنا عليه مسمى التليسكوب العملاق الضوئى ELoT"Egyptian Large optical Telescope"، واختيار منطقة سانت كاترين يرجع لموقعها المتميز وكونها أعلى قمة فى مصر وستكون من أفضل المواقع فى الأرصاد الفلكية، وبالانتهاء من انشاء التليسكوب المصرى الجديد سيكون أكبر تليسكوب بالمنطقة العربية والشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط وسيستخدم الأشعة تحت الحمراء فى رصد الأجرام السماوية والأشعة المرئية فى الارصاد الفلكية. ما الذى تم حتى الآن فى مراحل إنشاء التليسكوب والمرصد الجديد وما الخطة الزمنية للانتهاء منه؟ نحن الآن فى أول الخطوات لإنشاء التليسكوب والمرصد الجديد، ويقوم الآن الفريق العلمى للمشروع بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بأختيار أفضل قمة من قمم جبال جنوب سيناء ومنطقة البحر الأحمر، وهى ليست بالمهمة السهلة على الإطلاق ، ومن ثم سيتم اختبار صلاحية المكان من الناحية المناخية بأفضل الأجهزة بالتعاون مع إحدى الدول الذى تم التشاور معها فى هذا المجال . وفى نفس الوقت يتم استكمال المباحثات مع بعض الدول من بينها الصين واليابان وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا للوصول إلى أفضل التقنيات للشركات المعنية ببناء جسم التليسكوب وقبته الحديدية ومرآته العاكسة، فضلا عن تجهيز البنية التحتية للمشروع بدءا من نسف وتسوية قمة الجبل ليسمح ببناء المرصد الجديد والاستراحات المصاحبة والمعامل والجراج، ثم رصف طريق قوى حتى قمة الجبل، وأيضا مد خطوط الكهرباء والمياه والإنترنت وخلافه . ونظرًا لأن التليسكوب الجديد سيكون أكبر من تليسكوب القطامية 3 مراتوقطر مرأته ستكون 6.5 متر، وسيبلغ تكلفة إنشاء المرصد الجديد مليار جنيه والمدة الزمنية للانتهاء منها 10 سنوات، وقمنا بزيارة للصين ومناقشات مع اليابان للتعرف على خبراتها فى إنشاء التليسكوبات.