بين ليلة وضحاها، وصلت المواجهات إلى ذروتها بين القوات الموالية للرئيس اليمنى المخلوع، على عبد الله صالح، وميلشيات الحوثيين، فى العاصمة اليمنية صنعاء، حيث تجددت المواجهات المسلحة العنيفة بين الطرفين، منذ فجر اليوم السبت، والمستمرة منذ يوم الخميس الماضى، إلا أن المعارك احتمدت بشكل كبير وكان لها عدة نتائج ملموسة على الأرض فى صالح جبهة الرئيس اليمنى المخلوع.
وأدت المواجهات بين قوات عبد الله صالح، والحوثيين، على مدار الساعات الماضية، وحتى كتابة تلك السطور، إلى وقوع ما يزيد عن 80 قتيلًا، و150 جريحًا، فيما أعلنت وسائل إعلام يمنية، إغلاق قوات الرئيس المخلوع جميع الطرق المؤدية إلى صنعاء من جهة الجنوب، فى ظل اشتداد حدة المواجهات.
وفى خضم المواجهات، تمكنت قوات عبد الله صالح، من السيطرة على عدة محاور هامة واستراتيجية فى العاصمة، حيث سيطرت على وزارة المالية، والبنك المركزى، وعدة نقاط للتفتيش، هذا إلى جانب السيطرة الكاملة على مبنى التليفزيون، ومقر الرئاسة، ووزارة الدفاع، والأمن القومى فى صنعاء.
كما سيطرت قوات حزب المؤتمر الشعبى التابع للرئيس اليمنى المخلوع، على مطار صنعاء، إضافة إلى السيطرة الكاملة على مدن زمار وايمه وإب والمحويت، إضافة إلى تمكنها من طرد ميليشيات الحوثى من "معسكر 48"، الذى يعد أحد أكبر معسكرات صنعاء، ومازالت قوات "صالح"، تواصل تقدمها فى المدينة، مما دفع ميلشيات الحوثى، إلى الانسحاب من عدة مواقع كانت خاضعة لها، وبذلك تكون قوات "صالح"، تمكنت من إخضاع أجزاء كبيرة ومؤسسات هامة فى المدينة لسيطرتها.
وفى السياق ذاته، تمكنت قوات عبد الله صالح، من اعتقال 3 قيادات فى صفوف الحوثيين، كانوا متواجدين فى مجمع 22 مايو الحكومى، فيما وقعت اشتباكات أخرى بين الطرفين فى محيط المكتب السياسى للحوثيين، فى منطقة جراف، بالعاصمة اليمنية، كما جرت مواجهات قرب مقر إاقامة اللواء طارق صالح، وهو قائد القوات الموالية لعمه على صالح، ومن جهته، أصدر الرئيس اليمنى المخلوع، توجيهاته للقوات والموظفين فى صنعاء، بعدم الامتثال لأوامر الحوثيين.
وتأتى المواجهات العنيفة بين قوات عبد الله صالح، والحوثيين، بعد مفاوضات فاشلة، أمس الجمعة، حاول فيها طرفى التمرد فى اليمن، إنهاء الاقتتال بينهما، لكن هذه المفاوضات لم تتح التوصل إلى اتفاق بين حزب المؤتمر الشعبى العام، بزعامة على عبد الله صالح، وحركة أنصار الله "الحوثيون".
وفى سياق متصل، دعا حزب الرئيس اليمنى المخلوع، على عبد الله صالح، رجال القبائل إلى مواجهة ميليشيات الحوثى، محملًا إياها مسئولية إشعال فتيل الحرب.
وقال حزب المؤتمر الشعبى اليمنى، فى بيان اليوم، "إزاء هذا التطور الخطير، فإن المؤتمر الشعبى العام، وحلفاءه، يحملون ميليشيات الحوثى كامل المسئولية عن إشعال فتيل الحرب نتيجة تلك التصرفات الهوجاء للعناصر التابعة لها، كما يحملون المجلس السياسى الأعلى المسئولية المباشرة عن كل ما يجرى نتيجة للتهاون الواضح مع تلك العناصر وعدم ردعها وإيقافها عند حدها".
وأضاف "نحن ندعو أبناء الشعب اليمنى العظيم فى كافة مناطق ومحافظات الوطن وفى مقدمتهم رجال القبائل بأن يهبوا للدفاع عن أنفسهم وعن وطنهم وعن ثورتهم وجمهوريتهم ووحدتهم التى تتعرض اليوم لأخطر مؤامرة يحيكها الأعداء".
وتابع البيان "قد حانت لحظة أن يقف الجميع صفا واحدا ويدا واحدة وقلبًا واحدًا، وـن يهبوا هبة رجل واحد للتصدى لمحاولات جر الوطن إلى حرب أهلية تبدأ من العاصمة صنعاء والتى لاشك أنها ستجر نفسها إلى عموم مناطق اليمن".
وفى أوج الأزمة والمواجهات بين الطرفين، كانت ميليشيات الحوثى، أطلقت، أمس الجمعة، 3 قذائف هاون على منزل العميد طارق محمد عبد الله صالح، فى العاصمة اليمنية صنعاء، والذى كان أحدى أسباب اشتعال الصراع وسخونة الاشتباكات.