صور.. "قبل أن تقع الكارثة" أبو الريش نموذج آخر من الدويقة بأسوان.. سكانها يعيشون أسفل الصخور.. الأمطار والزلازل تهدد حياة 8 آلاف أسرة.. وتقرير هندسى يكشف وجود 246 منزلاً فى الحزام الأخطر للكتل الجبلية

- محاولة تفتيت 50 ألف متر مكعب من الصخور بعد رفض الأهالى مغادرة المنطقة بين لحظة وأخرى يعيش فيها الناس آمنين مطمئنين داخل منازلهم، تنقلب الأحوال فجأة إلى قلق وترقب ومصير مجهول ينتظر سكان قرى أبو الريش بمحافظة أسوان، والذين يعيشون على الجبال تعلوهم صخور وكتل حجرية متقطعة مهددة بالانهيار فى أى وقت من العام، خاصة مع موسم سقوط الأمطار وهطول السيول. وقبل حدوث كارثة تنذر بالموت ويروح ضحاياها أكثر من 8 آلاف أسرة، يدق "انفراد" ناقوس الخطر فى قرى أبو الريش، والتى يمكن أن توصف بـ"الدويقة 2"، نظرًا للحالة التى يعيش عليها سكانها بين لحظات قلق ورعب من انتظار الكارثة وانهيار الصخور على رؤوسهم فلا تبقى ولا تذر أحد من السكان. وتقع منطقة أبو الريش بمركز أسوان، شمال مدينة أسوان بنحو 5 كيلو متر وتمتد على مساحة 9 كيلو مترات شرق خط السكة الحديد، وعلى قمم الجبال تنتشر قرى أبو الريش التى تضم "المغارة والعقبة الكبرى والعقبة الصغرى وأبو الريش قبلى وأبو الريش بحرى والخطارة والملقطة والخلاصاب والشديدة والعجباب والنجع الجديد والديسة والمداب"، ويعيش فيها نحو 39469 مواطناً بواقع 8771 أسرة، مقسمين ما بين أبو الريش قبلى البالغ تعداد سكانها 23839 مواطناً، وأبو الريش بحرى البالغ تعداد سكانها 15630 مواطناً. قال شاذلى عمر جاد الكريم، أحد أهالى أبو الريش بأسوان، "نعيش فى هذه القرى منذ عشرات السنين وولدنا فيها أيضاً، ولم نشهد خطورة على الأهالى سوى ما وقع فى عام 2010، بعد هطول السيول بغزارة أدت إلى تدمير عشرات المنازل ووفاة عدد كبير من الأهالى ونزوح الأسر والسكان فى المخيمات، وجاءت المساعدات من كل مكان بالدولة لإنقاذ الكارثة". وأضاف "جاد الكريم"، أن الأمن والأمان الذى يعيشه سكان قرى أبو الريش لا يمنع حظرهم ومخافتهم من وقوع الكوارث ومخافة انهيار الكتل الحجرية التى تعلو المنازل على رؤوس قاطنيها فى أى لحظة من العام، وخاصة مع موسم نزول الأمطار وتكاثر السيول خلال فصل الشتاء فى أشهر منتصف العام ديسمبر ويناير وفبراير، نظراً لأن هذه الكتل الصخرية مثبتة بالجبال ولكن مع الأمطار تتحرك وقد تؤدى إلى كارثة أشبه بالتى وقعت فى منطقة الدويقة بالقاهرة خلال عام 2008. وتابع الحديث، أحمد عبد المنعم، أحد أهالى أبو الريش، بأنه عقب كارثة سيول 2010، تدخلت جهات الدولة المختلفة والخيرية لتقديم المساعدة الإنسانية، وبنت المحافظة 500 منزلاً لتسكين المواطنين قاطنى المنازل المقامة تحت سفوح الجبال بقرى ( أبو الريش بحرى - أبو الريش قبلى - الخطارة - الأعقاب ) بمركز أسوان، إلا أن الأهالى والقيادات الطبيعية والشعبية بهذه المناطق رفضوا بناء مساكن بديلة لهم، وتمسكهم بمنازلهم القديمة تحت سفوح الجبال وذلك لارتباطهم بالزراعات المملوكة لهم والمجاورة للمساكن القديمة. وأشار "عبد المنعم"، إلى أن المشكلة باتت قائمة ويظل الكل داخل محافظة أسوان من سكان أو مسئولين يضع أيديهم على قلوبهم مخافة وقوع كارثة، من تحرك أحد هذه الصخور التى تحرك معها باقى الصخور الموجودة على قمم الجبال، لافتاً إلى أن حجم هذه الصخور يتخطى الأطنان ويمكن أن تنزلق من الأعلى للأسفل بالتزامن مع سقوط الأمطار الكثيفة أو وقوع زلازل بالمنطقة. وكشف تقرير هندسى صادر من اللجنة العلمية لتفتيت الصخور، والتى شكلتها كلية العلوم بجامعة جنوب الوادى، بأنه تم إخلاء 246 منزل لتنفيذ المرحلة الأولى كانوا واقعين فى الحزام الغير أمن للصخور الجبلية الخطرة فى مناطق "الخلاصاب والنجع الجديد والعجباب والأعقاب"، مع أخذ إقرارات كتابية على الأسر المقيمة فى هذه المنازل بعدم الاقتراب منها أثناء عمليات إزالة هذه الصخور حيث تمثل مصدر خطورة على الأرواح والممتلكات. وذكر التقرير، أنه تم الانتهاء من تفتيت نحو 50 ألف متر مكعب من الصخور بالمناطق الأكثر خطورة على حياة المواطنين كمرحلة أولى فى نجوع "الخلاصاب والشديدة والعجباب والنجع الجديد فى أبو الريش"، واتجهت المحافظة إلى هذا الحل بعد أن رفض الأهالى ترك منازل وتعويضهم بمساكن بديلة، كما انتهت المحافظة من عمل مقايسات المرحلة الثانية للبدء فى عمليات تهذيب وتفتيت الصخور فى المناطق الأقل خطورة واحتاجت المرحلة الثانية إلى توفير اعتمادات تقدر بـ 30 مليون جنيه. وأشار التقرير، إلى أن عمليات الحصر بدأت منذ سنوات فى أعقاب انهيار كتلة صخرية بقرية العقيبة بمركز إدفو عام 1983، ولم تؤدى إلى خسائر فى الأرواح، قامت المحافظة بحصر المنازل الواقعة تحت الصخور بالقرية ونظراً لأن معظم هذه المنازل يقطن بها أكثر من أسرة داخل المنزل الواحد فقد تم تسكين هذه الأسر على مراحل. فى المقابل، سعت محافظة أسوان بعد رفض الأهالى ترك منازلهم وتعويضهم بمنازل أخرى بديلة، إلى الاستعانة بلجان علمية متخصصة لـ"تفتيت الصخور" والذى كان نموذجاً لقدرة الإنسان على تحدى الطبيعة بتكلفة لا تتعدى 4 ملايين جنيهاً، تم من خلالها تأمين حياة وممتلكات 327 أسرة فى 4 مناطق هى "الخلاصاب والشديدة والعجباب والنجع الجديد" بأبو الريش بطول 5 كيلو متر، وهناك مناطق أخرى معرضة للخطورة كان من المقرر أن يتم تنفيذ هذا المشروع فيها كمرحلة ثانية، حفاظاً على أرواح وسلامة المواطنين. وأكد اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، أن هناك لجان فنية متخصصة من الوحدات المحلية بمحافظة أسوان، قامت بالمرور على مخرات السيول الصناعية والطبيعية والبرابخ والترع لمتابعة عدم وجود أى تعديات أو عوائق أمام حركة جريان المياه، استعداداً لمواجهة أى احتمالات لهطول السيول، خلال الفترات القادمة. وأوضح محافظ أسوان، بأن أجهزة المحافظة التنفيذية رفعت درجة الاستعداد مبكراً لفترة السيول طبقاً لتقارير وقراءات هيئة الأرصاد الجوية، مؤكداً على ضرورة التنسيق والتعاون بين كافة الجهات وتسخير كافة الإمكانيات لسرعة الانتهاء من تنفيذ جميع التجهيزات الخاصة بالمعدات والمهمات والأطقم البشرية التى لها دور فى مواجهة الحدث وتداعياته للمساهمة فى تخفيف الآثار السلبية الناتجة من السيول على المواطنين. وأشار إلى أن هناك تكليفات لرؤساء المراكز والمدن بمراجعة مخازن مهمات الإغاثة الموجودة بكل مركز ومدينة من خلال التنسيق مع التضامن الاجتماعى والشباب والرياضة والتربية والتعليم للتأكد من جاهزيتها الفنية وتنظيم المعسكرات والدورات التدريبية اللازمة لتأهيل الكوادر البشرية وصقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم للتعامل الفورى مع أى طوارئ لسرعة توفير الأماكن المناسبة لإيواء المتضررين بمراكز الشباب والأندية والمدارس، مشيراً إلى ضرورة إزالة كافة التعديات على مخرات السيول بعد توجيه إنذارات ثم تنظيم حملات لإزالتها بالتنسيق بين مديرية الأمن والجهات المسئولة عن الأراضى الواقع فى نطاقها هذه التعديات وخاصة وزارة الرى. وفى سياق متصل، استعدت محافظة أسوان أيضاً لاستقبال موسم السيول خاصة فى المناطق الأكثر خطورة، ونفذت سيناريو محاكاة لتجربة واختبار مبكر لإدارة أزمة السيول بمنطقة خور أبو سبيرة بأبو الريش، والتى تنفذها وزارة الرى وتعد من أطول البحيرات على مستوى المحافظة وتستوعب نحو 2 مليون م3 من المياه وتأتى هذه البحيرة ضمن 6 بحيرات صناعية، و13 سد إعاقة لتجميع مياه السيول. وبدء السيناريو - كما أوضح اللواء هانى محمود، السكرتير العام لمحافظة أسوان - بإبلاغ مركز عمليات المحافظة الجهات المشاركة فى خطة المواجهة بسوء حالة الطقس وبدء تساقط الأمطار على المنطقة، وعليه تم إبلاغ اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، والذى وجه بتحريك عناصر إدارة الأزمة والتى تضم كافة الجهات المعينة بإجمالى 15 جهة، إلى موقع الحدث فى وقت قياسى للتعامل العملى معها وتخفيف تداعياتها وأثارها السلبية على المواطنين. وقال اللواء هانى محمود، إنه يتم توجيه شركتى الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحى، بقطع المياه وفصل التيار الكهربائى عن المنطقة، فى حالة ورود بلاغات لمركز العمليات وإدارة الأزمات بسريان المياه من أعلى الجبال من الشرق إلى الغرب نتيجة تجمعات المياه التى حدثت بزيادة حدة الأمطار، وعليه تقوم إدارة مرور أسوان بوقف تحرك المركبات على الطرق المتضررة وأيضاً الطرق السريعة الموصلة إليها، فيما تقوم مديرية الطرق والنقل بسرعة فتح وتشغيل الطرق المضارة وتمهيد الطرق لسيارات مجابهة الأزمة وتشغيل الطرق البديلة، بينما تقوم الهيئة العامة للطرق والكبارى بمتابعة حالة طريق القاهرة / أسوان الرئيسى لسرعة التعامل مع الحدث فى حالة حدوث نحر أو قطع بالطريق، ومع استمرار البلاغات لحدوث تصدعات وانهيارات بجدران أحد المنازل وحدوث إصابات، بجانب انهيار لأحد الحظائر يتم توجيه تعليمات للوحدة القروية بسرعة إخلاء المنزل من جميع المقيمين به ونقلهم لمركز شباب المنطقة. وأضاف السكرتير العام لمحافظة أسوان، بأنه تم إقامة معسكر إيواء يضم جانب لمخيمات الرجال وآخر للسيدات والأطفال وتوفير الوجبات الطازجة والجافة للمتضررين بالتنسيق مع مديرتى التموين والتربية والتعليم والوحدة المحلية بالقرية، مع سرعة صرف الإعانات العاجلة والتعويضات وإعداد بحث اجتماعى لكل أسرة متضررة، وحصر الخسائر المادية وتحفيز الجمعيات الأهلية للمشاركة بكافة إمكانياتها البشرية والمادية. وأشار إلى أن مرفق الإسعاف استعد لنقل المصابين للوحدة الصحية بالقرية لتقديم الرعاية الصحية والإسعافات الأولية لهم، فيما تقوم فرق طبية متنقلة بالمرور على المنازل لتقديم الإسعافات الأولية والأمصال فى حالة حدوث لدغات من الحشرات الضارة والزواحف بجانب رشها بالمبيدات لمنع أى أمراض وبائية، بينما كشف الطب البيطرى على الحيوانات مع التعامل من النافق منها ودفنه فى مناطق بعيدة لعدم إنتشار الميكروبات والعدوى بالقرية. وناشد سكرتير المحافظة، المواطنين ببعض إرشادات التوعية التى يجب الالتزام بها منها مرحلة ما قبل حدوث الأمطار والأخرى المرحلة التالية التى تبدأ فور سقوط الأمطار، وركزت الإرشادات فى المرحلة الأولى على ضرورة قيام الأهالى بتدبير احتياجاتهم من مياه الشرب ووسائل الإنارة التقليدية والحديثة، بجانب توفير مخزون من السلع الأساسية والتموينية، بالإضافة إلى قيام مديرية الرى بالمرور الميدانى للتأكد من جاهزية مخرات السيول الصناعية والطبيعية والتى يصل عددها إلى 82 مخر سيول صناعى وطبيعى بطول مدن وقرى المحافظة حيث تم تطهيرها بالكامل من أى عوائق. وتابع اللواء هانى، بأنه من ضمن إرشادات التوعية للمرحلة التالية ببدء سقوط الأمطار والتى تعتبر بداية السيول، ضرورة التزام المواطنين بمنازلهم، إلا فى حالة تعرضها لمياه غزيرة تؤثر على سلامة المبانى والمنشآت حيث يتم إعطاء الأولوية للإخلاء الفورى ونقل المواطنين لأقرب معسكر إيواء مع عدم تحرك المشاة أو المركبات بكافة أنواعها على الطرق الداخلية والسريعة باستثناء مركبات ومعدات الجهات الحكومية المشاركة فى خطة مواجهة السيول، وأيضاً وقف الدراسة فى المدارس التى تقع بالمناطق المتضررة للحفاظ على أرواح وسلامة الأطفال والبعد عن مواقع الموصلات الكهربائية والأشياء المعدنية. وفى الوقت نفسه، يتم وقف الملاحة النهرية فى مجرى نهر النيل لجميع أنواع المراكب والمعدات واللنشات النهرية، على أن تقوم مديرية الصحة بدفع سيارات الإسعاف للمناطق المتضررة من السيول، مع تنظيم قوافل علاجية متحركة مدعمة بجرعات الأمصال والطعوم وأدوية الإسعافات الأولية.


























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;