تتجه المنطقة بخطى متسارعة نحو مزيد من التوترات حيث وقعت تطوررات عديدة مقلقة خلال الأسابيع الماضية، ربما أكثرها خطرا إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، نيته الرئيس الأمريكى دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، القضية التى طالما لعبت فيها فرنسا دورا كبيرا على صعيد جهود تحقيق السلام، فضلا عن دورها فى ليبيا وتأكيدها دائما الالتزام الدائم بدعم ومساندة مصر فى مواجهة الإرهاب.. أجرى "انفراد" لقاءًا خاصًا مع السفير الفرنسى فى القاهرة ستيفان روماتييه، الذى تحدث عن الكثير من الأوضاع فى المنطقة والدور الفرنسى المتوقع.. وإلى نص الحوار:
كيف ستتعامل فرنسا مع القرار الأمريكى المتوقع بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟
القرار سيكون كارثيا لعملية السلام ويثير التوترات فى المنطقة. موقفنا واضحا من هذه القضية إذ لا يمكن اتخاذ قرار أحادى الجانب بشأن القدس وهناك قرارًا ملزمًا من الأمم المتحدة بهذا الأمر لأنه لا يمكن حسم وضع القدس سوى عبر المفاوضات.
كما تم وضع القدس تم تحديده عبر قرار أممى وهذه القرارت تبنتها الولايات المتحدة وملزمة بها، كما أن جميع أعضاء الأمم المتحدة ملزمين بها.وإذا أقدمت الولايات المتحدة على إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وتم نقل سفارتهاإلى القدس فإن هذا يمثل خطرًا على عملية السلام والمفاوضات.
وما الإجراءات التى اتخذتها فرنسا حتى الآن حيال الخطوة؟
حذرنا مؤخرًا من هذه الخطوة وقد أجرى الرئيس إيمانويل ماكرون اتصالًا هاتفيًا بنظيره الأمريكى لمناقشة القضية وتحذيره من عواقب هذه الخطوةالتى من شأنها أن تثير موجة أخرى من التوترات فى الشرق الأوسط نحن بغنى عنها وستكون كارثية تماما لعملية السلام فى المنطقة.
فى النهايةعلينا أن ننتظر ونرى ما سيفعله ترامب، فمازلنا نتكلم بناء على افتراضات لكن علينا جميعا فى هذه المرحلة أن نحاول مواصلة الضغط على الولايات المتحدة حتى لا تقدم على مثل هذه القرارات التى ستثير موجة أخرى من التوترات فى المنطقة التى تعانى بالفعل من العديد من الصراعات، ونحن لسنا بحاحة إلى توتر جديد خاصة فى القدس لذا فإننا نحذر بجد شديد الولايات المتحدة بشأنالعواقب.
هناك جبهة صراع أخرى تمثل صداعا أمنيًا لأوروبا فى ليبيا.. ما الخطوات التى يتم اتخاذها حاليا من جانبكم بينما ينتهى هذا الشهر صلاحية اتفاق الصخيرات ويترك حالة من الفراغ الدستورى والسياسى؟
منذ عامين تم تبنى إطار من قبل الأمم المتحدة والأطراف الليبية المتصارعة فى الشرق والغرب الليبى وتم عقد اتفاق الصخيرات الذى تنتهى صلاحيته فى 17 من ديسمبر الجارى، لذا علينا تمديد هذا الاتفاق سريعا. وطيلة أسابيع عملنا مع المبعوث الخاص الأممى الخاص بليبيا، غسان سلامة، ومع جميع الأطراف المتعلقة بالوضع فى ليبيا وخاصة مصر التى تمثل بلدا رئيسا من أجل استقرار ليبيا، فى هذا الصدد. وأود أن أؤكد على أن مصر وفرنسا تتشاركا نفس الأهداف فيما يتعلق بليبيا ومكافحة الإرهاب والحفاظ على ليبيا كبلد موحد ونسعى نحو تشكيل دستور جديد لها بحكومةمستقرة لذا فإن البلدين يعملا بشكل وثيق سياسيا وعلى مستوى المعلومات والتحليلات، لضمان تحقيق هذه الأهداف.
بعد هجوم الروضة.. ما الذى يمكن أن تقدمه فرنسا لمصر فى مجال مكافخة الإرهاب ؟
مصر دفعت ثمنًا باهظًا للغاية فى مواجهة الإرهاب، وهجوم الروضة يظهر مدى استهداف الإرهاب لمصر.. كل الدول لديها هدفًا واحدًا هو مساعدة مصر فى مكافحة هذا التهديد والانتصار فى حربها ضد الإرهاب.. وأقول إن مصر تمثل الخط الأمامى فى مواجهة الإرهاب بالنسبة لنا، ونحن فى فرنسا واضحين للغاية أننا سنعمل كل ما هو ضرورى ومتاح لمساعدة مصر فى حربها هذه لأن أمن مصر من أمن فرنسا وأمننا يبدأ من هذا البلد. لذا لا يمكننا أن ندخر أى مساعدة فى هذا الصدد ونقدم لمصر كل الدعم فى هذه الحرب لأنه لا خيار لمصر سوى أن تهزم الإرهاب.
ما نوع التعاون بين القاهرة وباريس فى هذا الصدد؟
هناك تعاون ضخم وواسع النطاق يتعلق بالكثير من المناحى بينها المعلومات والتنسيق لأننا يجب أن نكون متأكدين من أن مصر دولة سالمة وآمنة لذا فرنسا تساعد مصر لتحقيق هذا الهدف، كما قلت: "أمننا يبدأ من هنا".
هل تصنيف الإخوان يساعد فى هذه الحرب؟
تواجه فرنسا ومصر نفس العدو وهو الإرهابى الإسلاموى الجهادى. مسئوليتا هى مكافحته فى فرنسا كما يتم مكافحته فى مصر كل الجماعات التى تتبنى هذه الإيديولوجية. وفى فرنسا فإن منظمة الإخوان المسلمين ليست موجودة، كما كانت موجودة سابقا فى مصر. لكن يجب أن نتحلى باليقظة بنحو خاص بصدد أنشطة عدد من الجماعات التى من المحتمل أن تكون منتسبة لأفكار هذه المنظمة.
الكثير من الشركات الفرنسية تعمل فى مصر.. فهل ترى تأثير لمثل هذه الهجمات على عملها؟
هذا أحد العوامل التى تتعلق بالكفاح ضد الإرهاب فى مصر، لأنه عدم الأمن والإرهاب يمكن أن يضر بمناخ الأعمال، لكن من حسن الحظ فى هذه المرحلة فإن الإرهاب تم احتوائه فى منطقة محددة حيث لا توجد استثمارات فرنسية فى هذه المنطقة خاصة سيناء وهذا هو سبب لماذا يجب علينا مساعدة ودعم الحكومة المصرية للتاكد من أن الإرهاب يتم احتوائه جيدا والقضاء عليه؟، وهو ما سيكون إيجابيا لفرص الأعمال. مصر اليوم تمثل وجه جذابه لأنها تمثل سوقًا كبيرًا وقد أطلقت منصه لجذب الاستثمارات لذا فإن المزيد والمزيد من الشركات الفرنسية مهتمة بالسوق المصرية على الرغم من النظرة العالمية بأن البلد تقع فى منطقة مضطربة للغاية.
مرت 6 أشهر على أزمة قطر وهناك تقارير دولية تتحدث عن تورط الدوحة فى تمويل الإرهاب.. هل تجرى فرنسا تحقيقا فى هذا الصدد؟
لدينا علاقات قوية ووثيقة مع كل دول المنطقة، لدينا علاقات قوية مع الإمارات والسعودية وبالطبع مصر، التى تمثل شريكًا رئيسيًا لفرنسا، وأيضا لدينا علاقات قوية مع قطر ونحن نحتفظ بهذه العلاقات جميعها لأن فرنسا لديها القدرة للتحدث إلى جميع من فى هذه المنطقة ولا يوجد شخص يمكنه أن يطلب من فرنسا أن تختار بين دولة وأخرى. نحن نحتفظ بعلاقاتنا مع كل دول المنطقة لأنه هذا واجبنا. لكن على الجانب الآخر كل بلدان المنطقة عليها أن تكون بلا شك ملتزمة بمكافحة الإرهاب وسجلها نظيف تماما فيما يتعلق بتمويل الإرهاب وفيما يتعلق برسائل الكراهية التى يتم بثها عبر إعلامها. أؤكد أن مكافحة الإرهاب يلزمها تحرك عالمى.