مع اقتراب إيران من موعد إجراء استحقاقين انتخابيين الأهم على الإطلاق ستُرتسم خلالهما ملامح السياسة الإيرانية الخارجية والداخلية السنوات المقبلة، وهما الانتخابات التشريعية وتتزامن معها انتخابات مجلس خبراء القيادة، ويشتعل السباق الانتخابى فى الأيام الأخيرة قبيل اعلان "الصمت" الخميس المقبل ويحاول مرشحى التيارين الأساسيين التيار الأصولى المتشدد والإصلاحى المعتدل أن يستقطب أكبر عددا ممكن من الأصوات بشتى الطرق عبر الدعاية التقليدية بنصب لافتات وتوزيع البرنامج الانتخابى فى الشوارع أو بالدعايا الالكترونية عبر تطبيقات التواصل الاجتماعى وتدشين هاشتاج للمشاركة بكثافة يوم الجمعة 26 فبراير.
و لجأ بعض المرشحين فى إيران إلى ابتكار وسائل دعائية أخرى بعضها تتضمن فكرة عن البرنامج الإنتخابى للمرشح والبعض الأخر يثير الشكوك حول نزاهة الإنتخابات، كما حاول البعض استحداث طرقا جديدة فى الدعاية الانتخابية منها دعوة الشخصيات الرياضية المحبوبة والفنانيين المشهورين أو نواب البرلمان الحاليين كى يجذبوا الإيرانيين لمراكزهم الانتخابية أو أكبر قدر من الأصوات.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية، جانبا آخرا غير مألوف من الدعاية الانتخابية، فإلى جانب انتشار اللافتات فى الشوارع وصور المرشحين وغيرها من الأساليب الدعائية، استخدم مرشحون طرقا أخرى بعضها يتسم بالإبداع والآخر يخرج عن المألوف.
أحمر الشفاة الوردى
وكانت أحد غرائب هذه الدعاية أن وعد أحد المرشحين بتوزيع "أحمر شفاه" باللون الوردى ونظارات شمسية وردية، على أنصاره وقال المرشح البرلمانى للرستان غرب إيران، "اخترت اللون الوردى لحملتى الانتخابية، وإذا أصبحتم من أنصارى سوف أقوم بتوزيع أحمر شفاه على النساء ونظارات شمسية للرجال باللون الوردى.
بذور الآشجر للحفاظ على البيئة
وقام مرشح أخرى بتوزيع "بذور الآشجر" فى علب مغلقة بدلا من أوراق الدعاية، لنشر برنامجه الانتخابى الذى يتضمن "الحفاظ على البيئة"، وكتب عليها "كم من الأشجار تقطع لطبع الدعاية الانتخابية؟ ومن أجل تعويض البيئة خساراتها ازرع هذه البذور ولنبدأ بالتغير من أنفسنا أولا".
مرشح ووالده
ونشر مرشح آخر صورة والده إلى جانب صورته وهو ينصحه، واستخدم مرشح آخر فريقا للتزلج يرتدى ملابس منقوش عليها اسمه يجوب المدينة.
الشيكولاتة والأيس كريم والأرز الهندى
على جانب أخرقام أحد المرشحين بتوزيع "الشيكولاته" واشتهر فى اقليم بوشهر بمرشح صوت الشيكولاته، وأخر قام بتوزيع "أيس كريم" على الإيرانيين ونصب بنرات كتب عليها أنه سيتم توزيع الأيس كريم مجانى على الناخبين من الساعة العاشرة وحتى الحادية عشر.
وأخر يقوم بتوزيع "أرز هندى" بين أنصاره
الكشف المجانى
ومرشح أخر استغلال مهنة زوجته الطبيبة وقام بالدعوة للكشف المجانى بعيادتها فى مدينة بوشهر.
سحب على تابلت
فى حين قام مرشح أخر فى مدن اقليم آذربيجان غرب إيران باجراء سحب قرعة على أجهزة "تابلت" لأنصاره وكل ليلة يمنح الفائزين أجهزة مجانية.
ويتنافس فى الانتخابات 6 آلاف و229 مرشحا بينهم 586 امرأة على 290 كرسى فى البرلمان بينهم 3 آلاف مرشح أصولى "محافظ" و70 مرشحا إصلاحيا فى الدورة العاشرة للانتخابات البرلمانية، ويركز التياران الإصلاحى والأصولى لأول مرة على نظام القوائم لمرشحى التيارين للحول دون تشتت أصوات الناخبين.
ووحد الإصلاحيين الأقلية من حيث عدد المرشحين مرشحيهم فى قائمة واحدة قائمة "الأمل" ويحظى التيار الاصلاحى والمعتدل بدعم روحانى والرئيس الاصلاحى الأسبق محمد خاتمى ورفسنجانى المعتدل ومرشح مجلس الخبراء. فى حين يحظى التيار المتشدد الأصولى ذات الأغلبية فى عدد المرشحين بدعم المرشد والمتشددين فى مجلس الخبراء أنصارهم من النواب الأصوليين.
حملة على التواصل الاجتماعى
على جانب أخر دشن أنصار التيار الإصلاحى فى إيران هاشتاج "سوف أدلى بصوتى بثقة" للدعوة للنزول والمشاركة الكثيفة فى الانتخابات البرلمانية ومجلس خبراء القيادة المقرر عقدها الجمعة المقبلة 26 فبراير.
وقال رضا دهنمكى فى صحيفة ابتكار، إن الإصلاحيين استخدموا الطرق التقليدية فى الدعاية الانتخابية بشكل نسبى لكنهم لم يغفلوا عن طرق الدعاية الأخرى الحديثة واستغلوا تدشين الحملات على الإنترنت ودشنوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعى عبر هاشتاج "سوف أدلى بصوتى"، وأصحبت إحدى الحملات الناجحة والأكثر فعالية بين الفنانيين والشخصيات المعروفة فى إيران.
وقال الكاتب الإيرانى إن التيار الأصولى يميل أكثر إلى الطرق التقليدية فى الدعاية الانتخابية بنصب اللافتات وتوزيع الملصقات فى الشوارع وعمل المناظرات فى مراكزهم الانتخابية.
وبدأت الحملة على تطبيق تلجرام للتواصل الاجتماعى الأكثر شيوعا فى إيران، بمشاركة عدد من الفنانين بفيديو يدعو معجبيهم بالمشاركة بالانتخابات ولاقت انتشارا كبيرا، ودعا عدد من النشطاء للانضمام للحملة حتى يتغير الواقع الاقتصادى المؤلم الذى عانى منه الشعب الإيرانى.