تتوالى اكتشافات وزارة الآثار فى عام 2017، الذى يعتبر عامًا فريدا فى العثور على كنوز القدماء المصريين، حيث سيتم الإعلان بعد أيام قليلة، وبالتحديد فى 9 ديسمبر، عن اكتشاف مقبرتين فى الأقصر وبالتحديد بمنطقة دراع أبو النجا فى الأقصر، الذى انفرد "انفراد"، بنشر صورة من بنشر أول صورة من المقبرة الأثرية المكتشفة.
وقال الدكتور خالد العنانى وزير الآثار إن عام 2017 عام فريد فى الاكتشافات الأثرية، حيث تم العثور على عدة اكتشافات، وسيتم افتتاح المقبرتين المكتشفتين 9 ديسمبر الجارى.
وأوضح الدكتور خالد العنانى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن هذه الاكتشافات ستساعد على الترويج للآثار المصرية القديمة من خلال الدعاية التى تعقب الإعلان عن كل اكتشاف جديد.
وأضاف وزير الآثار أن إحدى المقبرتين يوجد بها جدران عليها نقوش ملونة ستكون مفاجأة، وهذه الاكتشافات ليست الأخيرة ولايزال هناك العديد من الاكتشافات المصرية القديمة الموجودة تحت الأرض، ونعمل بكل جهد وعلى قدم وساق لعمل حفائر بشكل مستمر لاستخراج الكنوز القديمة وعرضها فى متاحفنا، بما سيساعد بشكل كبير على ارتفاع معدل زيارات السياح لمصر.
تعرف على الخطوات السليمة لترميم الاكتشافات الجديدة
وفى ظل الاكتشافات الأثرية المتتالية بوزارة الآثار أردنا معرفة كيفية التعامل مع الآثار المكتشفة بوجه عام، وفى هذا السياق قال عيسى زيدان مدير عام الترميم بالمتحف المصرى الكبير والمشرف على مشروع مركب خوفو، إنه عندما يتم اكتشاف أى قطعة أثرية أهم شىء يجب فعله هو عملية الأقلمة لأى قطع أثرية سواء العضوية أو غير العضوية، حتى لا تتعرض لصدمة بيئية عند الكشف عنها، وهو السبب الذى يؤدى إلى تدهور حالة الآثار.
وأوضح مدير عام الترميم بالمتحف المصرى الكبير والمشرف على مشروع مركب خوفو، أنه لابد من عمل بيئة مماثلة أو تعادل بيئة دفن الأثر، حيث إن الاختلاف فى درجات الحرارة فى المواد العضوية يسبب تدهورا كبيرا باختلاف المواد غير العضوية، وبعد ذلك يتم التعامل مع الآثار بالتوثيق والتسجيل العلمى للأثر، وإذا كان الأثر يحتاج إلى ترميم أولى يتم التعامل معه فى أضيق الحدود، بما يقضى سلامة نقل الأثر من موقع الحفائر إلى معمل الترميم المتخصصة، ثم تبدأ رحلة العلاج بالفحوص والتحاليل.
وتابع عيسى زيدان ثم يتم بعد ذلك وضع خطة علمية لترميم الأثر حسب طبيعته، واختيار المواد المناسبة لأعمال الترميم، أما فى حالة اكتشاف جدران عليها نقوش أو بعض الآثار الثابته يتم عمل أقلمة للقطع ثم ترميمها وتكيفها مع البيئة الجديدة، إذا كانت الحالة ممتازة يتم عمل ترميم وقائى، لعدم التدخل فى الأثر، لأن أقل تدخل هو أفضل طرق العلاج.
وأضاف مدير عام الترميم بالمتحف المصرى الكبير إذا كان الأثر المكتشف فى بيئة مغمورة بالماء يفضل وضع الأثر فى حمام مائى، ويتم تخفيض منسوب المياه تدريجيًا لعدم حدوث صدمة بيئية.
وعلم "انفراد" من مصادر مطلعة أن المقبرتين تعودان لرجال كبار الدولة فى عصر الدولة الحديثة، وإحدى المقبرتين تحتوى على جدار منقوش برسومات فرعونية قديمة، وكلا المقبرتين اكتشف بها مجموعة كبيرة من التماثيل الملونة، بالإضافة لأقنعة جنائزية مذهبة، وعدد من المومياوات والتوابيت.
المقبرة تقع داخل منطقة "ذراع أبو النجا" التى يطلق عليها الأثريون "وادى الأموات" وتضم العديد من المقابر الأثرية لم يتم اكتشافها حتى الآن، وكانت تخص كبار موظفى الدولة الفرعونية فى عصر "الدولة الحديثة" التى تشمل الأسر من الـ18 حتى الـ20.
وتتكون المقبرة الموجودة فى منطقة ذراع أبو النجا بالبر الغربى من مدخل يؤدى إلى حجرة شبه مربعة تنتهى بلوحة عليها نص يحتوى على اسم صاحب المقبرة، وبها قاعدة مبنية بالطوب اللبن، عليها مزدوج لصاحب المقبرة وزوجته، وبينهما بقايا تمثال صغير لابنهما.
كما تم الكشف عن نحو 50 ختما جنائزيا من بينها 40 ختما تدل على وجود مقابر لأربعة أفراد لم تكتشف بعد فى المنطقة وهم الكاتب "ماعتى"، وشخص يدعى "بنجى"، وشخص يدعى "رورو"، والوزير "بتاح سس"، وعثر على عدد من الأوانى الفخارية، بالإضافة إلى تميمتين من الفيانس عليها مناظر تقدمة القرابين ومسندين للرأس و7 أوستراكا من الفخار والحجر الجيرى، ونموذج لتابوت عليه كتابات بالمداد الأسود.