قال المشير عبد الرحمن سوار الذهب، رئيس دولة السودان الأسبق: "أتمنى اليوم الذى تزول فيه الحدود بين السودان ومصر، ويعود وادى النيل كما كان".
وأضاف، فى تصريحات لـ"انفراد"، على هامش مشاركته بمجلس حكماء المسلمين، والذى انعقد فى العاصمة الإندونيسية جاكرتا، أن "الأمة العربية والإسلامية تمر بظروف مأسوية لم تشهدها فى تاريخها الحديث، ومن المؤسف عدم قدرتنا على الوحدة، بينما الدول التى كانت بينها حروب أدت لمقتل ما لا يقل عن 50 مليون شخص فى الحرب العالمية الثانية توحدوا وصاروا قوة واحدة، فبدأوا بقوة اقتصادية ثم سياسية والآن عسكرية، ولعل ما حدث بين تركيا وروسيا فى الأسابيع الماضية، حينما أسقطت تركيا طائرة روسية يرينا كيف أن تركيا مدعومة من حلف الناتو وبقوة، فكل ذلك يؤكد بأن الاتحاد قوة.
وتابع رئيس السودان: "الأمة العربية التى كانت فيما مضى أمة واحدة من المحيط للخليج لابد لها أن تعى أنها فى الوضع الحالى تتجه نحو مصير مظلم، فلو نظرنا إلى واقع الأمة العربية، وهذه الحروب فى سوريا واليمن وليبيا والعراق لوجدنا أنه أمر يدعو للأسف".
وأكمل رئيس السودان: "أذكر ما قاله بن جوريون أول رئيس للكيان الصهيونى، فى أول تصريحاته فى رد على سؤال كيف تنشئ دولة محيطها دول عربية تستطيع أن تسحق إسرائيل، فقال سنشغل العرب بأنفسهم ونثق بغباء العرب، فتصور تلك الجملة والتى قد تحققت تماماً الآن، فالعرب يقتلون بعضهم، وفى نفس الوقت تقوى إسرائيل".
واستطرد سوار الذهب رئيس السودان قائلاً: إن مجلس حكماء المسلمين رغم أنه تأخر فى الإنشاء لكن لابد أن يفعل شيئاً لدفع تلك الحروب بين الأمة العربية، والعمل على إذا كان ذلك ممكنا لتوحيد الصفوف، فهناك مخطط غربى يسعى لتفكيك تلك الأمة، وانظروا إلى السودان التى تم تقسيمها، والعراق كيف توزع بين سنة وشيعة وأكراد وغيرهم، وكذلك الآن سوريا والحرب الدائرة تحت غطاء مذهبى، وكذلك الحال فى ليبيا واليمن، فحال الأمة مؤسف للغاية.
ونوه سوار الذهب إلى أن دعوة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لإنشاء تحالف إسلامى من علماء الأمة إنما هى دعوة عظيمة للغاية، لأنها تقود لتوحيد المسلمين، خاصة العلماء الذين هم أصحاب الرأى والرأى السليم المستمد من الكتاب والسنة، فتحالف مثل هذا من العلماء بالتأكيد سيكون له التأثير الفاعل فى توحيد تلك الأمة مرة أخرى، ولكى يقفوا أمام تلك التكتلات الدولية التى نراها الآن، مثل الاتحاد الأوروبى والناتو وغير ذلك، فهذه الأمة لا مستقبل لها إلا إذا توحدت.