•• انتكاسة فروع الجماعة فى مصر وليبيا واليمن دفعت لمناقشات داخلية حول الانفصال عن التنظيم
•• خبير:صمت التنظيم الدولى عن انفصالات الأردن خشية من تصاعد الأزمة
صمت التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، عن أزمة الانفصالات الأخيرة التى تمت مع إخوان الأردن، دون إبداء أى موقف اتجاه هذا التصعيد، فيما بدأ المركز الإعلامى للتنظيم بالخارج فى اتخاذ إجراءات لضمان عدم اتجاه فروع أخرى للتنظيم لتكرار نفس سيناريو إخوان الأردن.
وبدأ المركز الإعلامى للتنظيم الدولى للإخوان تخصيص مواقع ومساحات لفروع الإخوان فى كل من ليبيا والأردن، بعدما كانت مقصورة فقط على إخوان مصر، ونشر الموقع الرسمى للتنظيم الدولى، مواقف كل من إخوان ليبيا، وبالتحديد كلمة أحمد السوقى، المسئول العام لجماعة الإخوان فى ليبيا، وعمل دعاية لتصريحاته لضمان عدم انقلابهم على التنظيم الدولى واتخاذ قرار بالانفصال.
وعلى غير العادة، بدأ التنظيم الدولى للإخوان فى الاحتفاء بتصريحات راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة التونسية التابعة للتنظيم، بعدما كان ينتقد تصريحاته خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يشير إلى تغير تكتيك التنظيم ومنافذه الإعلامية لضمان عدم اتباع إخوان تونس مع فعله إخوان الأردن.
وكان معاذ الخوالدة المتحدث الرسمى لإخوان الأردن قد كشف فى تصريح سابق، لـ"انفراد"، من العاصمة الأردنية "عمان"، أن القرار الذى اتخذه فرع الإخوان بالأردن متعلق بظروف داخلية تتعلق بفرع الجماعة هناك، ولا علاقة له بأى سبب خارجى أو ظروف تمر بها أى من فروع الإخوان فى الأقطار العربية، وأضاف المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان فى الأردن، أن علاقتهم بباقى فروع الإخوان فى الخارج كانت علاقة تنسيقية فقط، وليست تنظيمية، موضحًا أن القرارات التى يتخذها إخوان الأردن تتم عبر اجتماعاتهم الداخلية ولا تتبع أى قرار للتنظيم الدولى للجماعة.
فيما نشرت مواقع إخوانية، مقالا لفراس أبو هلال، الباحث فى شئون الشرق الأوسط، كشف فيه عن 3 قضايا فجرت الخلاف بين فروع التنظيم الدولى للإخوان على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث أوضح فيها أسباب الصراع بين تلك الفروع.
وكشف أبو هلال، أن هناك صراع بين فروع الجماعة على من يمتلك زمام الأمور التنظيم الدولى، موضحا أن ظاهرة "الصراع على الإخوان" ليست جديدة، ولكن أسبابا موضوعية وتاريخية جعلت الصراع الداخلى فى المرحلة الحالية أكثر عمقا من أى وقت مضى.
وأشار إلى أن أول هذه الأسباب يتمثل بالخسارة المدوية للجماعات المنتمية لتيار الإخوان فى بلاد الربيع العربى، سواء كان بعزل محمد مرسى، أو الثورة المضادة فى تونس، أو الخسارة إخوان اليمن، وانتكاسات عدد من فورع الإخوان فى بعض البلاد العربية التى خسر الإخوان وغيرهم من قوى التغيير بسببها زخمهم وقوتهم ووجودهم على الأرض.
وأوضح أن خسارة أى تيار أو تعرضه لهزيمة تاريخية يؤدى إلى إحداث نقاش كبير داخلى قد يتطور إلى انشقاقات، ويظهر ذلك من خلال تمحور القيادات الوسطى والقواعد حول تيارات؛ يرى بعضها أن "القيادة" مسئولة عن الهزيمة، وبالتالى فإنها يجب أن تحاسب و تغير، فيما يرى آخرون أن هذه القيادة تتعرض إلى محنة.
ولفت إلى أن النقاش الساخن الدائر بين تيارات الإخوان على امتداد الدول العربية، ليس سوى مجرد عارض طبيعى "للهزيمة" التى تلقتها الجماعة، ومن المؤكد أن هذا النقاش لم يكن ليصل إلى هذه الحدة لو استمرت مسيرة الإخوان التى كانت تشارك فى الحكم أو تقوده، فى مصر أو تونس أو اليمن أو ليبيا.
وأكد أن السبب الثانى للصراع الداخلى فى تيار التنظيم الدولى هو تاريخى وفكرى، ينطلق من استحقاقات فكرية فرضها تغير التاريخ بالنسبة لدور الإخوان فى العالم العربى، حيث تحولت من حركة "دعوية معارضة " إلى جماعة "سياسية حزبية"، لافتا إلى أن هذا شكل محورا للجدل داخل تيارات الإخوان حول الرؤية والأيدولوجيا، وكشفت ضعف التنظير داخل التيارات الإخوانية حول مفهوم "الدولة الوطنية" و"الشريعة" و"المواطنة" و"الأقليات" و"النموذج الاقتصادي" و"العلاقات الدولية"، وغيرها من العناوين التى أجبر الإخوان على "الاشتباك" معها بصورة غير مسبوقة.
وأوضح أن السبب الثالث فى اشتداد الصراع داخل الإخوان هو حالة الفراغ القيادى، ما يعنى أن القيادة المنتخبة داخل التنظيم فى قياداته ومجلس شوراه لم تعد موجودة، ما يفتح جدلا كبيرا حول الشرعية بين بقايا مكاتب منتخبة قبل الأزمة، وأخرى انتخبت كرد على الأزمة ومحاولة لإدارتها والتعامل معها.
ولفت إلى أن العامل الخارجى يمثل عنصرا جوهريا فى تأجيج الصراعات الداخلية لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولى، فقد تعرضت الجماعة لهجوم على الصعيد المحلى، وعلى الصعيد الإقليمى والدولية على حد سواء، ما أدى إلى هزيمتها فى ظل انعدام مخل لموازين القوى داخل التنظيم.
من جانبه، قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن صمت التنظيم الدولى عن إبداء أى موقف من الانفصالات الأخيرة عن التنظيم خشية منه من تصاعد الأزمة مع فروع أخرى، قد تدفعهم للانفصال بشكل نهائى.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"انفراد" أن تأكيد إخوان الأردن على أن محاولات الانفصال عن التنظيم الدولى بدأت منذ 3 سنوات تؤكد أن هناك فروع أخرى بدأت بالفعل فى مناقشة إمكانية الانفصال، وعدم اعتبار الجماعة بمصر هى الجماعة الأم للتنظيم الدولى.