"طلباتك أوامر".. كيرلس يواجه البطالة بـ"موتوسيكل".. خريج كلية الآداب ترك "المهنة الميرى" واخترع مشروع "دليفرى واتس آب".. ويؤكد: مش هدور على شغل فى شركة وبكسب أحسن من الموظفين.. ولو استنيت كان زمانى عل

" نفسى أفهم إحنا ليه كمصريين بنستعر من الشغل البسيط" بهذه الكلمات عبر الشاب "كيرلس ميلاد" عن فكرته البسيطة التى قرر من خلالها مواجهة البطالة والتخلى عن فكرة العمل داخل مكتب بأحد الشركات الكبيرة، وانتظار وظيفة ملائمة لشهادة تخرجه كغيره من الشباب الذى يلجأ إلى المقاهى هروبا من عدم وجود فرصة عمل مناسبة. تحت شعار "طلباتك أوامر"، يقوم الشاب كيرلس ميلاد، خريج كلية الآداب، قسم التاريخ بجامعة عين شمس دفعة 2016، بشراء الطلبات وتوصيلها للمنازل فى منطقة "الضاهر"، مستخدما موتوسكيل، ليحقق نجاحا لم يكن يتوقعه. وعن بداية الفكرة وتطورها يحكى كيرلس لـ "انفراد" قائلا :"بعد التخرج اشتغلت لمدة 6 شهور بإحدى الشركات السياحية، ثم أخذت منحة دراسية لمدة ثلاث شهور لألتحق بعدها للعمل ككاشير فى أحد المطاعم، ولكن نظرا للظروف الاقتصادية التى تواجهها البلاد اضطر المطعم لتسريح العمالة، وكنت أنا واحد من المفصولين". ويتابع كيرلس أنه بعد أن ترك العمل بالمطعم، ظل يبحث عن فرصة عمل أخرى ولكنه لم يجد، وكان عمله بالمطعم هو المحرك الأساسى لفكرة توصيل الطلبات للمنازل، نظرا لعدم توافر موظف دليفرى خاص بالمطعم، وبدأ فى الترويج لفكرته من خلال موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" إذ كتب معلومات عن خدمته الجديدة، وطلب من أصدقائه مشاركتها عبر صفحاتهم الشخصية. وكانت انطلاقة فكرة "طلباتك أوامر" إذ بدأ كيرلس فى البداية بشراء الطلبات وتوصيلها للمنازل سيرا على الأقدام نظرا لقلة إمكانياته فى ذلك الوقت قائلا :" أول يوم نزلت اشتريت مشى ومكنش معايا أى وسائل مساعدة وكنت بشيل بالـ 20 و30 كيلو مسافة نص ساعة وأقف أرتاح كل 5 دقائق". وأضاف كيرلس لـ "انفراد" أن فكرته بدأت تنتشر، بعد أن لاقت نجاحا كبيرا فى المنطقة التى يعيش بها حتى أهدته إحدى السيدات عجلة مجانا، وهو ما ساعده على شراء الطلبات وتوصيلها للمنازل البعيدة عنه. وعن طبيعة فكرته والضمانات التى يقدمها كيرلس يتحدث قائلا :"أنا كتبت للناس كل الضمانات اللى هم عاوزينها عنى، ورقم تليفونى، وبشترى الطلبات أولا، ولو فى أى حد قلقان منى بسلم الحاجة لبواب العمارة". كيرلس أصبح يخدم حوالى 400 أسرة بمنطقة الضاهر وبدلا من العجلة أصبح يستخدم "موتوسيكل"، مؤكدا أنه أصبح لا يفكر فى البحث عن وظيفة بشركة وكل اهتمامه أصبح منصبا على تطوير فكرته، حيث بدأ فى بيع بعض المنتجات، والعمل فى الدعاية بجوار فكرته الأساسية لتوصيل الطلبات للمنازل قائلا :"الفكرة ابتدت تكبر وابتديت أبيع منتجات كمان، وحاسس إنى بقدم خدمة للناس وده بيسعدنى جدا". صفحة كيرلس عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" أصبحت مصدر إلهام للعديد من الشباب، والتى يستخدمها أيضا للترويج لفكرته ولدعم الأفكار البسيطة وعدم التقيد بالعمل فى الشركات الكبيرة حيث كتب :" النهاردة بس 7 شركات كبيرة كلمونى اشتغل معاهم كلهم قالولى سيبك من اللى أنت بتعمله وتعالى اشتغل معانا، نفسى أفهم إحنا ليه كمصريين بنستعر من الشغل البسيط، على فكرة أنا أبويا فراش فى مدرسة وفخور به جدا وبشغله، طول عمره بينظف المدرسة وبيصلح الكهرباء والنجارة وبيحمى الأولاد من إنهم يتخطفوا، وأنا كمان فرحان بالخدمة اللى بقدمها للناس لأن فى ناس كتير مابتقدرش تنزل تشترى الأكل وفى مسنين كتير قاعدين لوحدهم محتاجين حد يوصلهم أكل أو حد يسأل عليهم أنا فرحان إنى دليفرى رغم إنى جايب 91 % فى ثانوية عامة، وخريج آداب تاريخ بتقدير جيد العمل عبادة افتخر بدورك فى المجتمع وافتخر بشغلك". وعن أمنيته لتطوير فكرته يتمنى كيرلس أن تتبنى أحد الشركات فكرته وتدوير المشروع بالكامل، وتقوم بتصميم برنامج خاص أو "أبلكيشن" يمكن للجميع استخدامه والوصول للخدمة.