"الزراعة المنزلية".. خطوات نحو توفير غذاء آمن على الأسطح وفى الشرفات.. مهندس زراعى: الـ 50 مترًا يمكن أن تنتج أكثر من نصف فدان... "مصطفى" يوصل الزرع للبلكونة "دليفرى" .. و3200 جنيه سعر زراعة بلكونة مت

قبل 4 سنوات، كان "هشام فاروق" الأستاذ فى كلية الطب بجامعة بنها يشاهد برنامجًا تلفزيونيًا يستعرض تجربة الزراعة المنزلية، وكان صاحب التجربة لديه صوبة جميلة فوق سطح منزله. دفعه النموذج الناجح المثمر على الشاشة أمامه إلى التجربة، وباعتباره بعيدا تمامًا عن عالم الزراعة، لم يحالفه النجاح فى محاولته الأولى، إلا أن شخصيته التى لا تقبل بالفشل أبدًا، كما يقول لـ"انفراد" دفعته إلى تكرار التجربة. الآن بعد 4 سنوات أصبح لديه "روف" ينضح بالخضرة، وصوبة يزرع فيها كل ما يريد ويتحدث عنها باعتزاز وفخر. فى الشتاء يزرع "فاروق" القرنبيط والكابوتشى والسبانخ والخبيزة والفجل والجرجير والكزبرة والبقدونس والخس والبصل، وكانت مزروعاته كافية لتحقيق الاكتفاء ويقول "اشتريت فقط الخضروات التى لم أزرعها". يرى "فاروق"، أن التوفير ليس الميزة الأهم فى الزراعة المنزلية، ويقول: "أكيد المزروعات وفرت ولكن الفكرة الحقيقية هى تربية النباتات فى بيئة نظيفة خالية من مياه الصرف والكيماويات والمبيدات"، فضلاً عن الفائدة النفسية للزراعة، فالنبات هو الوحيد الذى يسمع و يبهج ولا يتكلم و يعشقه أهل الصمت وقليلى الكلام". يعد الدكتور هشام فاروق واحدًا من 800 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم يمارسون الزراعة الحضرية أو الزراعة المنزلية، حسبما ذكرت منظمة الفاو "المنظمة العالمية للزراعة والغذاء" فى موقعها الرسمى على الإنترنت. وفى الآونة الأخيرة، بدأت الكثير من الأسر تتجه إلى الزراعة المنزلية ليس فقط بهدف تحسين الدخل وإنما أيضًا بهدف توفير غذاء آمن خالِ من المواد الكيماوية الضارة. وتعرف "انفراد" من قرب على بعض النماذج الناجحة فى الزراعة المنزلية من مختلف أنحاء المحروسة. "يوسف" من زرع الورد للخضروات المنتجة باعتزاز وحب يتحدث "يوسف مراد" الحاصل على بكالوريوس علاقات صناعية عن تجربته مع الزراعة المنزلية ويقول لـ"انفراد": أحب زرع الورد منذ كنت فى المدرسة الإعدادية. كنت يوميًا فى المدرسة أدخر مصروفى لأشترى وردًا من المشتل فى طريق المدرسة. فى وقتٍ سابق كنت أزرع الورد لكننى حاليًا قلت الورد حلو لكنه غير منتج، ففكرت فى زراعة الخضروات المنتجة، وبالفعل أنا حاليًا أزرع فراولة وكوسة وطماطم وفلفل. لم يدرس "مراد" الزراعة، ولا حتى يعمل بهذا المجال، فهو يمتلك محلاً لبيع أجهزة الدش والكمبيوتر فى مدينة إدكو بالبحيرة، ولكنه يحصل على معلوماته من خلال التجربة ومن خلال الإنترنت ويقول: " حتى لو كان الإنتاج ضعيفا فى البداية لأنى ماكنتش مزارع قبل كده، مرة بعد الثانية أعرف معلومة تنفعنى وبدخل على الإنترنت وبقرأ شرح وتجارب لأشخاص". رغم أن تجربة "مراد" مع زراعة الخضروات عمرها لايتخطى العام وبضعة شهور إلا إنه أدخل تطويرات عدة على مزرعته المنزلية، ويقول:"قبل كده كنت أزرع فى أحواض رمل كبيرة، و الآن أجرب الزراعة المائية، فى الخس وكانت النتائج رائعة والطعم مسكر والكل أجمع أن طعمه مختلف عن الخس الذى نشتريه". تجربة مراد المثيرة للإعجاب دفعت بعض الأصدقاء لتقليده ويقول "فى أصدقاء شافوا الصور على فيسبوك وجاءونى وحبوا يتعرفوا على اللى عملته، فرجتهم الفيديو وصور السطح ورحت معهم لمحلات الأدوات الصحية واشتروا مواسير واشتروا شتل طماطم سلك وخيار". لم يحقق "مراد" الاكتفاء الذاتى من زراعته المنزلية ويوضح: الاكتفاء أحققه لما تكون الزرعة موحدة، ودا اللى ناوى أعمله الفترة الجاية لأنى عندى حاليًا 6 مواسير تكفى لـ 160 زرعة لو كلها طماطم أو خيار أو فلفل سأحقق الاكتفاء. لا يمكن لمراد تحديد التكلفة الحقيقية لتحويل سطح منزله إلى هذه الجنة الخضراء ويقول "ما عملتوش كله مرة واحدة، كان على مراحل عشان كده ماحستش بالتكلفة. وهو حاليًا بشكل إجمالى السطح متكلف تقريبًا 1500 جنيه أدوات، لكن بالتدريج ما حستش بيهم، لكن للعلم الأسعار ارتفعت وحاليًا صديق ليا بيكرر تجربتى الأدوات كلفته حوالى 2600 جنيه". هذه المساحة الواسعة من المزروعات لا تتطلب من "مراد" الكثير من المجهود كما هو متوقع ويقول "احتاجت وقت ومجهود فقط وقت إنشاء المكان، لكن الرى كله بموتور أحواض السمك وتايمر (موقت) للتشغيل أوتوماتيك يعنى لو قعدت بالأسبوع ما اطلعش السطح هكون مطمئن إن الزرع بيتروى". هيام.. طماطم وبطاطس وريحان وياسمين فى جنة صغيرة بالبلكونة رحلة "هيام العدوى" الطبيبة الصيدلية مع الزراعة المنزلية بدأت من عام ونصف تقريبًا، وتحكى لـ"انفراد" عن جنتها الصغيرة فى شرفة منزلها بأسيوط: "أنا بحب الزراعة جدًا من زمان، ومن سنة ونصف تقريبًا زرعت فى البلكونة مجموعة من نباتات الزينة وخضار زى طماطم وبطاطس وحاجات عطرية زى الياسمين والفل". نظرًا للمساحة الصغيرة فى الشرفة لم تحقق "هيام" الاكتفاء من مزروعاتها ولكنها تنوى أن تضم لجنتها الصغيرة الفلفل والجرجير والكزبرة والشبت والروز مارى. ورغم جدولها المزدحم الذى ربما لا يمكن أن يتسع للاهتمام بالنباتات تقول "هيام": "وقتى ضيق جدًا لكن اللى بيحب حاجة بيخلق لها وقت". لم تكتفِ هيام بزراعة شرفة بيتها وإنما حرصت على وضع بصماتها الخضراء على حديقة المستشفى التى تعمل بها وزرعت بها عصفور الجنة ونبات السجاد والريحان والنعناع بالإضافة إلى الياسمين البلدى والهندى والعنبر والروزمارى والتين الشوكى. مهندس زراعى: الـ 50 مترًا يمكن أن تنتج أكثر من نصف فدان يقول "محمد مرسى" المهندس الزراعى لـ"انفراد"، إن زراعة سطح البيت أو البلكونة كفيل بأن يحقق الاكتفاء الذاتى من الخضار للأسر، بل أن بعض أنظمة الزراعة يمكن أن تجعل سطح البيت يخرج إنتاجًا للتسويق، بمعنى أن الخمسين مترًا يمكن أن تنتج ما يساوى نصف فدان أو أكثر، وهو ما يمكن أن يوفر للدولة الكثير من الأراضى لزراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القطن لأن هذه الأراضى مستغلة فى زراعة الخضر. ولكنه لاحظ، من خلال متابعته لمجموعات الزراعة المنزلية، أن غالبية من يخوضوا التجربة يقعوا فى أخطاء شائعة منها مواعيد الزراعة وكذلك طرق الزراعة، وأضاف: لنحقق الاكتفاء الذاتى يجب أن تكون هناك نشرات لتوعية الناس بمواعيد الزراعة والظروف البيئية لكل نبات. "مصطفى" بيوصل الزرع للبلكونة "دليفرى" "اتصل بينا هنزرعلك بلكونة بيتك" ببساطة يعلن المهندس الزراعى "مصطفى جمال" عن مشروعه الذى يهدف إلى "زراعة كل أسطح وشرفات مصر لأن كل متر مكعب وفر أكسجين أكثر ويضفى بهجة على المكان كما يغير نمط الحياة". ويحكى "مصطفى" لـ"انفراد" عن المشروع الذى انطلق على يد 3 مهندسين زراعيين شباب: نحن خريجى دفعة 2017 ودرسنا تقنيات الزراعة العضوية والزراعة المنزلية ومميزاتها ففكرنا فى المشروع لتوصيل رسالة للناس وهى أنه بإمكاننا أن نوفر لهم غذاء نظيف خالى من المبيدات وينمو تحت أعينهم ويكون متاح لهم فى كل وقت. مشروع "مصطفى" الذى حمل اسم أورجانيك هوم فارم (مزرعة المنزل العضوية) بدأ قبل 5 أشهر، وبدأ بمعدات بسيطة جدًا "عدد زراعة وأخشاب وبلاستيك وتربة من نوع خاص تكون خفيفة وتسمع للجذور أن تنمو دون أن يعوقها شيء". يقدم "مصطفى" لزبائنه طاولة متر X متر بتكلفة 3200 جنيه، ويقول "تكلفة الأدوات والخدمة أيضًا، فى البداية فقط وطوال الوقت لن تكلفه شيء تقريبًا". ولا يكتفون فى مشروعهم بزراعة الشرفة وإنما يعلموا صاحبها طريقة رعاية النباتات ومتابعتها والطريقة الصحيحة للقطف. أما عن الإنتاجية فيقول "بنزرع بطريقة معينة ممكن نخلى القصرية الواحدة تنتج 5 كيلو باستخدام تكنولوجيا الزراعة الحديثة". ويختتم حديثه: هدفنا الناس تعرف أن زراعة النباتات والفاكهة لا تقتصر على الأرض الزراعية، وإنما يمكن باستخدام تكنولوجيا الزراعة الحديثة أن ننتج غذاء صحى وآمن بكميات تحقق الاكتفاء الذاتى لكل بيت.






















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;