الغلو والتشدد والتطرف مرفوض بكل صوره وأشكاله سواء كان دينيًا أو نقيضه من انحلال أخلاقى وهدم للثوابت ومن هنا قد يطرح البعض تساؤلاً ما الفرق بين الإرهابى المتطرف دينيًا والملحد الذى ينكر وجود الله من الأساس؟، وهل يتفقان على سلوك معين رغم اختلافهم الفكرى الجذرى؟.
فكرة تعديد أوجه التشابه بين الإرهابى والملحد قد تكون غريبة بعض الشيء لدى الكثيرين خصوصا أن الرد الذى يأتى سريعًا دون تمهل أو تفكير، لا يوجد أى أوجه تشابه بينهما فالإرهابى يُحرم كل شيء والملحد عكسه تمام فإنه يُبيح كل شيء، والإجابة صحيحة من حيث الشكل لكن المضمون يقول عكس ذلك فالفرق الصحيح بينهما أن الأول شيطان تعرفه بينما الثانى شيطان لم تختبر شروه!، وفى النهاية كلاهما شر يهدد مجتمعنا الوسطى الذى تربى على قيم أخلاقية وثوابت يعنى العبث فيها مشاكل لا حصر لها.
1- لا توجد مساحة مشتركة للتفاهم أو المناقشة معهما !
وعبر قراءة سريعة فى تصرفات هذين النموذجين من البشر سواء الجماعات الإرهابية أو الملحدة التى أعلنت عن نفسها على الصعيد العالمى بالسنوات الأخيرة والحالات الفردية التى ظهرت فى مصر مؤخرًا، فإنك ستجد أن الإرهابى يفكر بنفس طريقة الملحد فهما يعتقدان كل من يخالفهما مخطئًا وهما الصواب فقط، فلا يوجد مساحة مشتركة للتفاهم فالمنطق الذى يعتمدان عليه إما أن تهزمنى أو أقضى عليك سواء جسديًا بالنسبة للإرهابيين أو معنويًا على صعيد الملحدين الذين يشككون فى كل شيء حولهم.
2- تزييف الحقائق والتشكيك فى الثوابت
وكل من الإرهابى والملحد يشتركان فى كونهما يحاولان تزييف الحقائق وينكران الأصول ولا يقومان بقراءة متأنية للنصوص الدينية فالأول يعتمد على أسلوب المغلطات من أجل تفسير الثوابت الدينية على حسب هواه حتى تبيح له عمليات القتل والدماء التى يرتكبها، أمّا الثانى يحاول أن نسف النصوص الدينية من أساسه ويعتمد على منهج التشكيك من أجل اثبات صحة رأيه.
3- اللعب على وتر مشاكل المجتمع لاجتذاب العناصر الجديدة
وقاسم مشترك آخر بين النموذجين المتطرفين المشار إليهما، يتمثل فى محاولة اجتذاب أعضاء جدد واستخدام كافة الوسائل الجديد، وكلهما يحاول استغلال مشاكل مجتمعنا من أجل البناء عليها فى توصيل أفكارهم، فالإرهابيين على سبيل المثال يحاولون توصيل رسالة مفادها أن هذا المجتمع ظالم وتلك الدولة كافرة، وينبغى إعادة تصحيح مسارها بالجهاد، بينما الملحدين وإن كان يزعمون أنهم لا يسعون لاستقطاب أى شخص لفكرهم فإنهم يبنون أحاديثهم على نقطة رئيسية تتمثل فى أن هذا المجتمع جهل، والدليل مقارنة سلوكه وتصرفاته بالغرب لكنه قد يغفل فى هذه المقارنة نقطة أساسية ما علاقة كل هذا الحديث بالإيمان بوجود الله من عدمه.
4- الاستعلاء والحط من قدر الآخرين
بينما يُعتبر أسلوب الاستعلاء من العوامل الأخرى المشتركة بين الإرهابى والملحد، فكلاهما يرى نفسه أفضل من الآخرين، ويعتقد أنه فئة أعلى وفى منزلة أخرى مختلف، فإنه ينظر إلى الآخرين باعتبارهم مجرد أشخاص يسيرون فى القطيع ولا يملكون أى قدرة على التفكير واستكشاف الواقع بشكل صحيح، وأنه أى الإرهابى أو الملحد أفضل منهم باعتباره يعلم الصواب وهم يعيشون فى قلب الخطأ.
5- حلم إقامة دولتهم !
أمّا وجه التشابه الأقوى بينهما هو أن كل منهما يريد إقامة دولة يعيش فيه مع من يشبه فقط، ويطبق قواعده عليها ورغم الاختلاف الجذرى بين النموذجين لكنهما يشتركان فى إن فلسفة إصلاح المجتمع لا تندرج على أجندتهم، خصوصا أن الإرهابى يريد الجميع أن يعبد الله على طريقته بينما الملحد ينكر وجود الله من الأساس وبالتالى لن يقبل بتعاليم الأديان السماوية أن تكون حاكمة فى أى مجتمع حتى الوسطى منها!.