يزداد التحذير من تفشى ظاهرة الإلحاد، كلما ازداد الترويج له، وانتشاره خاصة بين فئات الشباب، وأضحت المؤسسات الدينية تحمل على عاتقها مهمة مواجهة الفكر الإلحادى، ومن بينها مؤسسة الأزهر الشريف، وشيخه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الذى تعرض للمسألة مرات عدة، سواء من خلال لقاءاته التليفزيونية، أو خلال مؤتمرات محلية ودولية، ومن خلال الرصد الآتى يتبين كيف ينظر شيخ الأزهر للإلحاد، وتعريفه، ومدى خطورته على الأمم وكيفية مواجهته.
1-الإلحاد انحراف عن الحق والهدى والاستقامة
يرى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن الإلحاد هو الانحراف عن الحق إلى الباطل، وعن الهدى إلى الضلال، وعن الاستقامة إلى الإعوجاج، وعن الأديان إلى الشرك والكفر والمادية"، مضيفاً فى حديث تليفزيونى بالقناة الأولى والفضائية المصرية أن الإلحاد تقليد لموضات غربية، وكثير من الشباب أصبح لا يتورع عن إعلان إلحاده، وبعضُهم يتباهى به، وفى اعترافهم بهذا الهوس إدانة لهم، ودليل على جهلهم بالمعنى الحقيقى لكلمة الإلحاد".
2- سبب انتشاره
وكشف شيخ الأزهر أن الإلحاد قبل القرن الـ18 كان إلحادا فرديا، لكن بعد ذلك نشأ الإلحاد الفكرى المنظم الممنهج نتيجة لظروف كثيرة أهمها انحراف رجال الدين فى ذلك الوقت، وتقديم الدين على أنه سلطة مطلقة، وإلزام العلماء أن يخضعوا للنصوص المقدسة، وبالتالى ظهرت تفسيرات علمية تخالف نصوص الكتاب المقدس، جعلت الناس يديرون ظهورهم للدين ثم شيئا فشيئا يكذبونه ويلجئون إلى العلم، وأصبحت المؤسسات الدينية تساند القصور والحكام والإقطاع ضد الجموع البائسة والفقيرة، إضافة إلى أن ظهور العلم فى القرن الثامن عشر وتفسير العلماء للظواهر الكونية تفسيرًا علميا.
3- الإلحاد موضة
وسبق أن قال شيخ الأزهر أن أصبح للإلحاد الجديد مؤسسات وجمعيات وأموال وأصبح لهم تشجيعا على مهاجمة الدين، مضيفا، يذكرنى الإلحاد بالماركسية، حينما كانت تتعقب الأديان وقتها وتصف الدين بأنه أفيون الشعوب، مشيرا إلى أن الملحدين لا يستعملون الذوق مع المؤمنين، وإنما اتباع الهجوم والتعامل بقسوة، مؤكدا أن الدين لا يفرض على أحد وإنما هو عقيدة، وأن الدعوة إلى الإلحاد أصبح موضة الفترة التي نعيشها وورائه أموال لا تأكلها النار.
4- الملحدون سطحيون
ووصف شيخ الأزهر، الملحدون بأن سطحيون، ليسوا على قدر من الثقافة والعلم والدين والفكر، ولا يعترفون بدين ولا بوجود الله، فهم سطحيون في أفكارهم نظراً لدراساتهم التطبيقية المادية، واصفاً الإلحاد بأنه "ظاهرة دخيلة على المجتمع المصري والعربي".
5- الإلحاد ليس موضوعاً هامشياً
واعترف شيخ الأزهر، بانتشار ظاهرة الإلحاد في مصر، وقال إنه ليس موضوعًا هامشيًا، بل من التحديات الكثيرة التي تواجه البلاد، وأشار شيخ الأزهر إلى أن نظرية البريطاني تشارلز داروين في التطور تستخدم عند الملحدين لتبرير الإلحاد، وأضاف أن هناك هيئات ومؤسسات في البلاد معنية بهذا الأمر.
6- الإلحاد سبب معظم مشكلات البشرية
وفي كلمته بالجلسة الرابعة للحوار بين حكماء الشرق والغرب التي عقدت بأبو ظبي، قال شيخ الأزهر، إن الفكر المادي والإلحاد سبب معظم المشكلات التي تعاني منها البشرية الآن، موضحاً أن مآسي البشرية مردها إلى شيوع الفكر المادي وفلسفات الإلحاد أو السياسات الجائرة التي أدارت ظهرها للأديان السماوية، لافتًا إلى أن التقدم العلمي المذهل لم يواكبه تقدم مواز في الأخلاق والقيم.
7- الملحدون يستحقون الشفقة
كما وصفهم شيخ الأزهر، بأنهم يستحقون الشفقة، ودعا، إلى عدم الفزع كثيرًا من إعلان بعض الشباب عن إلحادهم وإنكار وجود الله، موضحاً أن الإلحاد هو نوع من عمى البصيرة وموضع الإلحاد ليس شيئًا حديثًا أو غريبًا على العالم. وقال "لا ينبغي أن نفزع كثيرًا بسبب تباهي بعض الشباب بأنه ملحد، فهؤلاء يستحقون الشفقة".
8-الإفراط فى نقد التراث يفتح باب الإلحاد
وحذر شيخ الأزهر من الإفراط في نقد التراث، وقال إن الإفراط فى نقد التراث دون علم يفتح الباب أما إلى الإلحاد أو إلى التطرف، مضيفا في حديثه ببرنامج "الإمام الطيب"، أن المدرسة الجامدة التى لديها نوع من تجميد الموروث وتقديمه على أنه عاجز وغير قادر على إفادة الناس تؤدى إلى التطرف، متابعًا:"والعلمانية المتطرفة والمتشددة لديها نوع من خيانة الموروث".
9- التصدي للإلحاد ليس بالإسلام فقط
ويرى الإمام الطيب أن التصدى لظاهرة الإلحاد لن يكون بالإسلام فقط وإنما بالمسيحية واليهودية لأنه يدمر الأديان كلها، وأكد أن الأزهر يلقى استجابات من المؤسسات الدينية فى العالم .
10- الإلحاد والعلمانية مختلفان
وسبق لشيخ الأزهر أن فرق بين الإلحاد والعلمانية، وقال أن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة، بمعنى أن الدين لا يقود الدولة، ولا يتدخل في حياة الإنسان ولا في الأنظمة، ولا في توجيه الناس، وهذا لا يستلزم إنكار وجود الله؛ لأن الإلحاد هو إنكار لوجود الله، موضحاً أن العلماني قد يكون متدينًا.