صور.. الإهمال يضرب أقدم موانئ العالم.. انهيار أجزاء من السور الصخرى للميناء الشرقى بالإسكندرية.. السور يعود لعهد الخديوى عباس حلمى عام 1905.. و"الآثار": جارى وضع المنطقة على قوائم اليونيسكو

يُعد الميناء الشرقى بمحافظة الإسكندرية، والذى يمتد من منطقة "السلسلة" بالشاطبى وحتى قلعة قايتباى ببحرى، أقدم موانئ العالم ويعود تاريخه إلى تاريخ إنشاء مدينة الإسكندرية فى عهد الإسكندر الأكبر، وشهدت المحافظة انهيار كتل صخرية من السور القديم بمنطقة الميناء الشرقى، الأمر الذى يعيد فتح ملف إهمال الميناء الشرقى، كأحد أهم المناطق التراثية بالإسكندرية، خاصة وأن السور الذى أنشئ فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى من المبانى الأثرية فى حد ذاته. انهيار الكتل الصخرية فى السور القديم، لم تكن الواقعة الأولى التى أثارت ملف الميناء الشرقى كأحد أهم ملفات إهمال المناطق التراثية بالإسكندرية، حيث تعرض السور منذ عدة سنوات إلى انتهاك حقيقى بهدم أجزاء منه لفتح طريق لدخول سيارات وتحويل جزء من الميناء الشرقى التراثى إلى جراج سيارات أمام المحكمة البحرية، الأمر الذى أثار ضجة بين المهتمين بالآثار ومواطنى الإسكندرية، مما أدى إلى إلغاء الجراج وإعادة أجزاء السور إلى مكانها الأصلى. "السور" يعود إلى عهد الخديوى عباس حلمى يؤكد الدكتور محمد عوض، رئيس اللجنة الدائمة للحفاظ على التراث بمحافظة الإسكندرية، على أهمية موقع الميناء الشرقى، كأحد أهم 3 مواقع تراثية بالإسكندرية وهى "الميناء الشرقى، كوم الدكة، المنتزة". وأشار عوض لـ"انفراد"، إلى أن الميناء الشرقى يعود إلى عهد الإسكندر الأكبر فهو أول إنشاءات مدينة الإسكندرية وسبب إنشاء المدينة منذ البداية، موضحا أن الميناء الشرقى يضم مجموعة كبرى من الآثار الغارقة ومنها بقايا فنار الإسكندرية القديم والحى الملكى القديم وآثار أول كنائس أقيمت بالإسكندرية، كما أنه يضم حاليًا مبنى مكتبة الإسكندرية ومبنى منظمة الصحة العالمية سابقا فى منطقة الشاطبى وقلعة قايتباى والأندية المميزة بمنطقة بحرى. وحول أهمية السور الصخرى قال الدكتور محمد عوض، إن السور الصخرى تم بناؤه عام 1905 بعد ردم أول صفين من المبانى وقامت شركة إيطالية بتصميم وبناء السور الصخرى، طبقا لتصميمات مجلس بلدية الإسكندرية فى عهد الخديوى عباس حلمى، مؤكدًا اهتمام اللجنة الدائمة للحفاظ على التراث بالإسكندرية بالمنطقة ككل كأحد المناطق التراثية الهامة بالمحافظة وأنه سيتم طرح الملف للمناقشة ووضع آليات عاجلة لترميم السور الصخرى الاجتماع القادم للجنة. "الآثار": الإعداد لرفع ملف منطقة الميناء الشرقى لوضعها على قوائم اليونيسكو ويقول محمد متولى، مدير منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بالإسكندرية، إن السور الصخرى للميناء الشرقى، غير مسجل بمجلد التراث إلى الآن، ولا يقع تحت إشراف وزارة الآثار. وأوضح متولى لـ"انفراد"، أنه يتم التعامل مع المبانى الأثرية ذات الطابع المعمارى المميز من خلال القانون رقم 144 لسنة 2006 والخاص بالمبانى ذات الطراز المعمارى المميز والمسجلة بمجلد التراث ويوجد بالإسكندرية 51 مبنى تتبع الآثار الإسلامية مسجلة بالمجلد وتقع تحت إشراف منطقة الآثار الإسلامية. وحول تعرض السور الصخرى إلى سقوط أجزاء منه قريبا قال "متولى" أنه أمر طبيعى بسبب العوامل الطبيعية وعوامل التعرية، مؤكدا على أهمية الحفاظ على المناطق التراثية والأثرية وإعادة توظيفها مع الحفاظ عليها. وأكد مدير منطقة الآثار الإسلامية بالإسكندرية، إن السور الحجرى، سور قديم يمتد من قلعة قايتباى ببحرى إلى منطقة السلسلة بالشاطبى وهو الجزء المتبقى من السور الصخرى لكورنيش الإسكندرية والذى كان يمتد سابقا من القلعة وحتى قصر المنتزة. وتابع: هناك اتجاه من اللجنة الدائمة للمحافظة على الآثار والتراث بالإسكندرية، والتى أعيد تشكيلها فى عهد الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية الحالى، لرفع ملف "منطقة الميناء الشرقى" إلى قائمة اليونيسكو العالمية كأحد أهم المناطق التراثية بالإسكندرية، لافتا إلى أنه جارى حاليا إعداد ملفات لمقترحات لعدد من المناطق التراثية بالمحافظة، لوضعها على قائمة اليونيسكو، وهى مناطق "كوم الدكة الأثرية، الميناء الشرقى، مواقع الآثار الغارقة، منطقة كوم الشقافة عامود السوارى" وسيتم عرض الملفات المقترحة على وزارة الآثار أولا، ثم رفعها إلى القوائم التمهيدية فى منظمة اليونيسكو العالمية لحين اعتمادها. مؤكدا على وضع المنطقة التراثية على قائمة اليونيسكو يحول الأثر من أثر محلى إلى أثر عالمى، قائلا: أن 8 مناطق أثرية فى جمهورية مصر العربية، يوجد منها منطقة واحدة بالإسكندرية وهى منطقة آثار "أبو مينا" بدير مارمينا غرب الإسكندرية. الآثار الغارقة: تم انتشال العديد من القطع الأثرية من مياه الميناء الشرقى يقول الدكتور محمد مصطفى، رئيس الإدارة الأثرية للآثار الغارقة بمحافظة الإسكندرية، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن الميناء الشرقى يعد من أهم المواقع التى تحتوى على آثار غارقة بمحافظة الإسكندرية، مشيرا إلى أن 60% من الآثار الغارقة التى تم اكتشافها تم انتشالها من محافظة الإسكندرية، وقد تم انتشال عدد كبير من العملات الذهبية والفضية والحلى والخواتم من الذهب من الميناء الشرقى. و أكد رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة بالإسكندرية، على أن الاكتشافات البحرية والحفاظ على المناطق التراثية تؤدى إلى رواج السياحة بمحافظة الإسكندرية، وتضع الإسكندرية على خريطة السياحة العالمية. المحافظ: المناطق التراثية ثروة قومية من جانبه قال الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، أنه يولى ملف المبانى التراثية بالإسكندرية اهتماما كبيرا، حيث وافق على إعادة تشكيل اللجنة الدائمة للحفاظ على التراث، مؤكدًا حرصه على إقامة اجتماعات دورية مع اللجنة، وأنه كلف إدارة التنظيم العمرانى بالتنسيق مع الجهات المعنية بتجهيز بيانات خطوط وخرائط التنظيم المعتمدة فى المناطق التراثية على مستوى المحافظة، تمهيدًا لاتخاذ القرارات والإجراءات التى من شأنها الحفاظ على تلك المناطق، مشيرًا إلى أنه جارى إعداد قاعدة بيانات كاملة لجميع المبانى التراثية بالمحافظة وتحديثها أولاً بأول. وأكد "سلطان" إن الإسكندرية فى بؤرة اهتمام التنسيق الحضارى، وهى مدينة عريقة ذات تاريخ عظيم يتضح فى مبانيها وتراثها المعمارى ويجب علينا وضع آليات وخطوات عملية للحفاظ على هذا التراث التاريخى والمبانى التراثية مؤكدا أنها ثروة قومية. وحول الاهتمام بالمناطق التراثية بالإسكندرية قال محافظ الإسكندرية أنه تم تطوير حديقة الشلالات التراثية وجارى تطوير حديقة أنطونيادس التراثية كمرحلة ثانية، كما أنه أصدر قرار بوقف مبنى "راقودة" التراثى بمنطقة الشاطبى والذى يقع بالقرب من الميناء الشرقى وجارى دراسة ملف الميناء الشرقى فى الاجتماع القادم للجنة الحفاظ على التراث. من جانبه قال المهندس على مرسى، رئيس حى وسط الإسكندرية، إنه فور الإبلاغ عن سقوط أجزاء من سور كورنيش الإسكندرية، بمنطقة الميناء الشرقى القديم، قام حى وسط الإسكندرية، برفع القطع الصخريه التى سقطت من سور الكورنيش بمنطقة محطة الرمل واستكمال جميع الأجزاء بالسور وإعادتها إلى مكانها الطبيعى حفاظاً على السور القديم. وأشار لـ"انفراد"، إلى أن حى وسط يقوم بأعمال صيانة دورية للكورنيش فى حدود نطاق الحى، خاصة أعمال الإنارة واستبدال وصيانة "البرجلات" المنتشرة على الكورنيش، مشيرًا إلى أن أعمال الصيانة تتم للرصيف وأعمدة الإنارة فقط بالنسبة لمنطقة الميناء الشرقى الممتدة من منطقة السلسلة وحتى منطقة بحرى، بعيدًا عن السور لأنه يُعد من المبانى التراثية. "نائب برلمانى": لا يمكن الاكتفاء برفع الكتل الصخرية ولابد من صيانة دورية فى المقابل طالب المهندس محمد فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، الحكومة الإسراع فى إيجاد حلول عاجلة ‏لكارثة سقوط أجزاء من سور كورنيش الإسكندرية، بمنطقة الميناء الشرقى القديم. وقال "عامر" فى طلب إحاطة قدمه إلى الدكتور مصطفى مدبولى القائم بأعمال رئيس الوزراء وزير الإسكان والمرافق، أنه لا يكفى قيام الأجهزة المختصة بمحافظة الإسكندرية برفع القطع الصخرية التى سقطت من سور الكورنيش بمنطقة محطة الرمل، ولكن الأمر يتطلب إجراء صيانة دورية ومستمرة لسور كورنيش الإسكندرية حتى لا تتكرر هذه المشكلة.






























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;