صور.. "انفراد" يحاور جراح أعاد الحياة لـ"يد مبتورة" بالمنصورة.. الدكتور خاطر: أجرينا العملية بجهاز عمره 20 سنة وتخطينا ضعف الإمكانات بمهارة العنصر البشرى.. ويؤكد: 6 ساعات فارقة بين التعافى والإصابة با

لم تكن العملية الجراحية، التي ترأس فريقها الطبى، الدكتور عمرو محمد خاطر مدرس جراحة بجامعة المنصورة، بالعملية السهلة، حيث دخل مستشفى الطوارئ ياسر مسعد 34 عاما، مصابا ببتر في كف اليد اليسرى نتيجة تعرضه للضرب بآلة حادة فى مشاجرة. "انفراد" أجرى حوارا مع الدكتور عمرو محمد خاطر مدرس جراحة التجميل بقسم جراحة التجميل بجامعة المنصورة، للوقوف على اسرار العملية وكيف نجح الفريق الطبي بتوصيل الطرف المبتور للمصاب : كيف تعاملتم مع المريض فور وصوله؟ المريض دخل الاستقبال بمستشفى الطواري بالمنصورة، يوم 30 نوفمبر، يعانى من بتر فعلى في اليد اليسرى نتيجة مشاجرة، وضربه بسيف حاد، بعد الكشف عليه فى الاستقبال، تم استدعاء فريق قسم جراحة التجميل، لإجراء جراحة ميكروسكوبية عاجله له، وعلى الفور وبعد عمل الإسعافات الأولية، تم إدخال المريض ياسر لغرفة العلميات لإجراء الجراحة المقررة له، برعاية الدكتور سمير عطية مدير مستشفى الطوارئ، والدكتور أحمد السعيد زايد مدرس مساعد جراحة التجميل، الدكتور أحمد الزهيرى طبيب جراحة التجميل، والدكتور محمد العلامى طبيب جراحة التجميل. فى هذه العملية، قمنا بتثبيت عظام اليد، وإصلاح الشرايين الرئيسية فى اليد، لإعادة الدورة الدمورية لليد، حتى يتم توصيل الأعصاب الرئيسية، وهذا يتم تحت الميكروسكوب الجراحى، عن طريق آلات خاصة جدا، وعن طريق خيوط دقيقة لا ترى بالعين المجردة لا ترى إلا تحت الميكروسكوب، وهذه هى الخطوات الرئيسية لإعادة توصيل اليد، وتحتاج لمهارة خاصة جدا في أدائها، وهامش خطأ ضئيل جدا، وبعد أن تأكدنا أن الأوردة والشرايين تعمل بنجاح أثناء العملية، تم توصيل أوتار اليد والعظام، وبعد العملية تم إدخاله المريض العناية المركزة، لمتابعة حالته أول بأول، وظل تحت الملاحظة الدقيقة، تجنبا لحدوث أى مضاعفات بعد العملية وتحتاج لإجراء الجراحة مرة أخرى. حدثنا عن الـ9 ساعات داخل غرفة العمليات؟ العملية تمت بنجاح تمكنا من إعادة اليد المبتورة للمريض، والمريض خرج من العناية المركزة، وهو الآن يحتاج لفترة متابعة، لإعادة التأهيل، بواسطة العلاج التأهيلي، حتي يتمكن من تحريك أصابع يده بشكل جيد، وتعمل بدقة متناهية، كما كانت فى السابق، وهذا ما نسعى إليه بإذن الله الشافي. ما مدى صعوبة تلك العملية وكيف كانت الأمور تجرى مع الفريق الطبى المشارك؟ هذه الجراحات جراحات عاجلة جدا، ما دام لا يوجد إصابة أخرى في المريض تؤثر على حياته، يتم على الفور، إجراء مثل هذه الجراحات له، لأن جراحة مثل هذه، مرتبطة بوقت، وعامل الوقت فيها مهم جدا، ولو تأخر من الممكن أن يفقد يده، ويعيش عاجز، فمنذ بتر عضو من أعضاء الجسم، لتوصيله، لابد أن لا يمر 6 ساعات على الأكثر، فبعد ذلك، إن تخطى العضو المبتور، من المريض، أكثر من 6 ساعات، يموت الخلايا، والنسيج، حتى لو عادت الدورة الدموية للطرف المبتور، وحتى لو الدورة الدموية عادت فإن اليد تكون ماتت، ولا ينبغى أن يمر أكثر من 6 ساعات، من وقت البتر، حتى وقت توصيل أول شريان من شرايين الدورة الدموية للطرف المبتور، لذلك فإن تلك العملية كانت تمر بمراحل كثيرة صعبة، أولها الدقة المتناهية بنسبة خطأ صفر في المائة، والسرعة المتناهية، نسابق الوقت من أجل الحفاظ على اليد حتى تعود لفاعليتها فيما قبل، لأن إنقاذ الطرف المبتور، بمثابة إعادة الحياة مرة أخرى لجسد مات. في حال حدوث موقف مشابه ما الإجراءات والإسعافات الاولية التي يجب اتخاذها؟ المفترض أن نقوم بعمل بعض الإحتياطات في حال بتر عضو من أعضاء الجسم لأحد من المرضى، أولها أن يتم لف الطرف المبتور، بقطعة قماش نظيفة، ويتم وضعه في كيس، الكيس يضع في كيس آخر، في الثلج، والمياه، حتى نقلل من الحرارة على الجزء المبتور، فنحافظ عليه لفترة أطول، دون موت الخلايا، أو أي مشاكل، وبالنسبة للمريض، يكون في مكان البتر نفسه، نزيف دموي، فمن المفترض أن نسيطر على هذا النزيف، بربط الجزاء قبل النازف، بأي شئ، حتى يتوقف الدم، ولو في إمكانية وضع غيار طبي، حتى يتم نقله للمستشفى، وعلى حسب إمكانيات المستشفى، هل سيتم جراحة مثل هذه الجراحات أم لا. هل كان من الممكن أن لا تتم العملية تلك؟ هذا النوع من الجراحات، لا تقوم بها أى مستشفى، هناك مستلزمات معينة، وأجهزة معينة حتى تتم هذه الجراحة، نحن نحتاج ميكروسكوب جراحي، وهذا مكلف جدا، ولا يوجد في أى مستشفى، ميكروسكوب جراحي لليد، وجراحات التجميل، وأنواع معينة من الخيوط، لا ترى بالعين المجردة، ولا ترى إلا تحت الميكروسكوب، ونحتاج آلات معينة دقيقة للغاية، لها أسلوب خاص فى الإستعمال، والتعامل بها، لأن هامش الخطأ فى هذه العمليات، ضئيل جدا، نحن نعمل على شريان أو وريد القطر الخاص به يبلغ 1 مليمتر، لأجل ذلك هذه العملية تحتاج طبيب مدرب تدريب عالى، وله خبرة عالية في إجراء الجراحات الميكروسكوبية، فلا يقوم أى جراح عادى، بإجراء عملية مثل هذه، لأن الوقت عامل مهم جدا، والعمل دقيق للغاية، ويحتاج لخبرة ومهارة، وفى حال عدم توافر كل هذه الإمكانيات، فإن العملية كان من الممكن أن لا يتم إجرائها، وكان من الممكن أن يظل هذا الشخص عاجز للأبد. ما كفاءة الجهاز الذي تم إجراء الجراحة به؟ الجهاز الذي تم إجراء الجراحة به عمره 20 سنة، وهناك أجهزة أحدث منه، ولكنها باهظة الثمن، ولكن استطعنا أن نقوم بالعملية على أتم وجه، دون أي قصور أو نسبة خطأ بفضل الله، حيث أن قسم جراحة التجميل بجامعة المنصورة، له باع طويل في مجال الجراحات الميكروسكوبية، من تسعينات القرن الماضي، ولدينا أطباء متميزون جدا، والقسم يحرص على إرسال أبنائه إلى بعثات للخارج، من أجل التدريب على الجديد في الجراحات الميكروسكوبية، مثل الدكتور محمد الحديدى، والدكتور أحمد بهاء، والدكتور أحمد الصباغ، والدكتور محمد حسن الفحار، كل هؤلاء حصلوا على تدريبات في بلدان أوروبية، في بلاد أوروبية مثل إيطاليا، وبلجيكا، وبلاد شرق أسيا مثل اليابان وتاويوان، وأنا حصلت على دورة تدريبية في تايوان، 3 شهور، وفى اليابان عامين، أتمنى أن نقدم خدمة لأهالي المحافظات الأربعة، الدقهلية ودمياط وكفر الشيخ والغربية، ونخرج أجيال جديدة، تقدم هذه الخدمة لمحافظات الدلتا، العامل البشرى أهم من العامل التقنى، وإن كان العامل التقني مهم أيضا للغاية، لكن ما فائدة الآلة إن لم يكن هناك أيدى ماهرة، قادرة تستطيع أن تقوم بالعمل على أكمل وأتم وجه، واستعداد وفاعلية.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;