"إلى مصر قضائى الذى أعانقه، وقدرى الذى أحتضنه، وأين يهرب المريد وشوقه قضاؤه وقلبه قدره".. بهذه الكلمات بدأ الكاتب الكبير صلاح عيسى مقدمة كتابه الشهير "حكايات من دفتر الوطن"، وربما كان هى لسان حال العديد من أعماله، والذى عانق فيها تاريخ وحكاوى الوطن ليؤرخ لفترة مهمة من تاريخ الوطن.
وفى حكايات الوطن الكثير من الكتاب والمؤرخين الذين كتبوا وجالوا فى صفحات التاريخ فى محاولة لكشف أسرار الماضى، وفتح رؤية جديدة للمستقبل من خلال كتاباتهم، ويبقى من هؤلاء الكاتب الصحفى الكبير والمؤرخ صلاح عيسى.
اليوم توفى الكاتب الكبير بعد إصابته بأزمة صحية، دخل بعدها فى غيبوبة ألزمته دخول العناية المركزة بأحد المستشفيات الخاصة وفيها توفى منذ قليل، وتميز الكاتب الكبير بكتاباته التاريخية لعدد من القضايا الوطنية خاصة فى العصور الحديثة.. ومن هذه الكتب:
"حكايات من دفتر الوطن"
يقول الكاتب الكبير صلاح عيسى فى مقدمة الكتاب: صدرت الطبعة الأولى من بعض فصول هذا الكتاب عام 1973 بعنوان "حكايات من مصر"، وبدأت فى صيف 1988 بإعداد طبعة جديدة فإذا بى أغرق فيها شهورًا وأعيد كتابة بعض فصولها من الأساس، وأضيف إلى بعضها الآخر ما كشفت عنه الدراسات التى صدرت بعد الطبعة الأولى.
يحتوى الكتاب على مجموعة من الحكايات المتناثرة فى كتب التاريخ والصحف، جمعها الكاتب ليصنع بها كتابا شيقا وممتعا، ومن هذه الحكايات "الموت على تل العقارب" و"مقتلة الأحد الدامى" و"جلاد دنشواى" و"رصاصات الأمير سيف الدين".
"رجال ريا وسكينة.. سيرة سياسية واجتماعية"
ويتضمن الكتاب سيرة أحد أهم جرائم القتل فى القرن العشرين للسفاحتين الشهيرتيين ريا وسكينة. والكتاب هو محاولة لرواية السيرة الحقيقية لـ"ريا" و"سكينة"، ولكل من أحاط بهما من رجال ونساء وظروف سياسية واقتصادية عامة، وهو يستند إلى وثائق التاريخ وليس إلى مرويات الخيال الشعبى الذى أسقط عليهما كل كراهيتة وازدرائه لمن يخون علاقة العيش والملح التى يقدسها المصريون.
الثورة العرابية
والكتاب بحسب مقدمته هو محاولة لفهم وإنصاف هذه الظاهرة التاريخية "الثورة العرابية"، من خلال المنهج الاشتراكى العلمى بعيدا عما تعرضت له من أحكام قاسية واتهامات شديدة صدرت عن المنهجين الآخرين المدرسة الاستعمارية والمدرسة القومية.
وتعالج الدراسة "الثورة العرابية" من خلال عدة فصول رئيسية رصدت الاحتكارات الأوروبية من الاحتلال السلمى إلى الغزو المسلح، والخريطة الاجتماعية والفكرية للثورة ومسألة السلطة، وأخيرا الجبهة الثورية من الوحدة إلى التفتت.
حكاية جلاد دنشواى
ويحاول الكاتب تحليل شخصية الجلاد فى حادثة دنشواى الشهيرة، والتى وقعت فى محافظة المنوفية فى العقد الأول من القرن الماضى.
ويتحدث الكاتب عنه الجلاد فى مقدمة كتابه قائلا: "ذلك الرجل الأسطورى الذى كان القطار يقف له؛ حيث لا يقف لأحد فى محطات صغيرة أو على مشارف المدن الكبيرة، والذى قام قطار خاص لكى يقله إلى جلسة فى إحدى المحاكم. طلب ملوك وأمراء ودّه، وكسب مئات الألوف من الجنيهات، وخسرها كلها؛ حتى عاد كما بدأ فقيرًا لا يملك شيئًا؛ لكنه مع ذلك بدأ من جديد.. ومات وهو مستور أو يكاد".
هوامش المقريزى
وهو عبارة عن مجموعة من المقالات نشرت بجريدة الجمهورية فى الفترة بين عامى 1971 و1975، واستعار خلالها الكاتب باسم المؤرخ العربى الشهير المقريزى ليوقع المقالات به. ويضم الكتاب عددا من القصص التاريخية تغطى الفترة من العصور والوسطى وثورة 1919، ويحاول الكتاب أن يكشف بعض ما كان يجرى من كواليس السياسة والصحافة آنذاك.