لم أعتقد يوما أن التأثير الإعلامى والسياسى والشعبى لمجموعة إعلام المصريين قد وصل إلى هذا الحد من القوة والتأثير وسعة الانتشار، فما جرى طوال الأسبوع الماضى مذهل فى حجم ردود الفعل على الإجراءات التى قادت المجموعة إلى الاندماج الكلى تقريبا مع شركة إيجل كابيتال بعد استحواذ «إيجل» على أسهم المجموعة بمحطاتها المختلفة فى التليفزيون والراديو، وشركات الإنتاح والصحف والمواقع الإلكترونية.
أسبوع كامل تقريبا ولا حوار فى مصر، ولا شائعة على شبكات التواصل، ولا مقال لكتاب كبار وصغار إلا ويتناول المجموعة وقياداتها السابقة واللاحقة، ومحطاتها وصحفها، بل وميزانياتها واستثماراتها، بالرأى والتحليل أحيانا، أو بالهلس والجهل والفبركة والضغائن الدفينة فى معظم الأحيان.
لا تحتاج أنت إلى ذكاء من نوع مختلف لتدرك أن «إعلام المصريين» أصبحت فى صدارة المشهد الإعلامى المصرى، بلا منافس تقريبا، أو بمحاولات مضنية للمنافسة من بعض المجتهدين الذين يسعون للحاق بما أنجزته المجموعة من انتصارات ونجاحات على مختلف الأصعدة، وسأستثنى هنا المنافسين السفهاء الذين توهموا أن محاولاتهم اليائسة لضرب المجموعة من الداخل وإطلاق الشائعات حولها ونشر بيانات مضللة عن أوضاعها المالية والفنية، هى سبيلهم الوحيد للنجاح.
هنا قررت أن أكتب، ليس من قبيل الرد على التضليل، ولكن فى الحقيقة لأحتفل بمكانة مجموعة إعلام المصريين وما أنجزته خلال ثمانية عشر شهرا مضت، وأحتفل أيضا بالمستقبل الذى تنتظره هذه المجموعة خلال الثمانية عشر شهرا المقبلة، فما جرى إنجاز حقيقى لقيادات «إعلام المصريين» التى أسست هذه الشركة، وعلى رأسهم رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، وما ننتظره سيمثل نقلة نوعية أخرى وإنجازا من نوع مختلف لحصاد الثمار، وتحويل هذه المجموعة إلى كيان اقتصادى شعبى يملكه المصريون أنفسهم من خلال العمل على طرح أسهم المجموعة فى البورصة المصرية، ولولا الإنجاز فى مكانة المجموعة واستثماراتها واسمها فى الماضى، ما كنا قد وصلنا إلى المرحلة التالية من التطوير والمؤسسية وتهيئة هذا الكيان الإعلامى ليكون مستعدا لتطبيق معايير وشروط الطرح فى البورصة المصرية.
«إعلام المصريين» هى كيان لم يتأسس لمصالح تجارية ضيقة للمساهمين، لكنه تأسس ليبرهن على أن الإعلام المصرى يستطيع مرة أخرى احتلال موقع الريادة، والريادة هنا ليست على طريقة من أطلقوا هذا المصطلح فى الماضى، لكنها ريادة فعلية بالمعايير الفنية والمهنية، وريادة أخرى بالعمل على أن تحقق هذه المجموعة عائدا يمكنها من قيادة نفسها بنفسها من الناحية المالية، بل وتحقيق أرباح تجذب ملايين المساهمين المصريين لامتلاك أسهم فى المجموعة.
هذه الفكرة هى الأساس فى كل ما سعت إليه «إعلام المصريين» منذ اللحظة الأولى، وكانت فلسفة مؤسسيها هى إنشاء أول كيان إعلامى شعبى يملكه المصريون، وليس مملوكا لأحد إلا الشعب المصرى وحده، لا قوة عظمى وراءه، ولا سلطان عليه سوى الجمعية العمومية للمساهمين التى ستشكل من المساهمين الذين سيمنحون أسهم المجموعة قيمة كبرى عند طرح هذه الأسهم فى البورصة.
لم تكن «إعلام المصريين» شركة أفراد، أو شركات تجارية، لقد كانت منذ اللحظة الأولى شركة للمصريين جميعا، وقد وضع المؤسسون لهذه المجموعة نصب أعينهم من اللحظة الأولى خطة شاملة على مراحل تضمن الوصول إلى مرحلة الاكتتاب العام فى البورصة، وقد تم تقسيم المراحل على النحو التالى:
- المرحلة الأولى:
وهى مرحلة بناء العلامة التجارية «البراند»، وقد اعتمد مؤسسو المجموعة فى هذه المرحلة منطق الاستحواذ على فضائيات وصحف مواقع بعضها ناجح، وبعضها تحول من الخسارة إلى النجاح بعد دخول المجموعة، وربما كانت الاستثمارات التى تدفقت على مجموعة قنوات ON TV هى أكبر دليل على هذا الفكر المتطور، فهذه الشبكة تصدرت الشبكات التليفزيونية العاملة فى مصر خاصة فى مجال القنوات العامة والقنوات الرياضية، وتنافس بقوة على صعيد القنوات الإخبارية، وقد اكتملت دائرة «البراند» من خلال قنوات الراديو التى أسستها المجموعة، ثم تصدرت المجموعة عالم الديجيتال من خلال مواقعها الإلكترونية الكبرى التى احتلت المراكز الأولى فى صحافة الديجيتال على الصعيد العربى وعلى رأسها «انفراد» ثم «صوت الأمة» و«دوت مصر»، لتتربع المجموعة على عرش التليفزيون والراديو وعالم الديجيتال فى وقت واحد.
- المرحلة الثانية:
شهدت هذه المرحلة خطوات بالغة الذكاء، وبمنطق استراتيجى غير مسبوق فى صناعة الإعلام فى مصر منذ الستينيات وحتى اليوم، إذ قدر مؤسسو هذه المجموعة أن أحد أسباب الأزمات المالية التى تواجهها صناعة الإعلام هى عدم السيطرة على عناصر الإنتاج الإعلامى والدرامى، فسعت المجموعة إلى الاستحواذ على عدد من شركات الإنتاج الكبرى مثل «سينرجى، ومصر للسينما، وغيرهما»، الأمر الذى ساعد «إعلام المصريين» على ضبط عناصر الإنتاج من المنبع، مما يساهم حتمًا فى تحقيق شركات المجموعة أرباحا رائعة فى كل المراحل، سواء على مستوى الإنتاج أو على مستوى البث التليفزيونى أو الإذاعى، جنبا إلى جنب مع التكامل الذى جرى بين مؤسسات الميديا المرئية والمسموعة، وبين مؤسسات النشر الصحفى والإلكترونى.
- المرحلة الثالثة:
أذكرك هنا أن هذا التخطيط الاستراتيجى كان يضع عينيه منذ اللحظة الأولى على أن يعود هذا الربح على المساهمين المصريين الذين يترقبون طرح أسهم المجموعة فى البورصة المصرية، أى أن هذا الربح يعود على الشعب أولا الذى سيكون هو المالك الأول لهذه المجموعة، ومن ثم حانت اللحظة لضبط المرحلة الأخيرة، فبعد اكتمال البناء المؤسسى فى جميع الشركات الإعلامية والصحفية والإنتاجية التابعة للمجموعة، جاء الدور على مرحلة ضبط الهياكل المالية وفق أسس علمية عالمية تليق باستمرار «إعلام المصريين» بنفس معدلات النجاح والتفوق، وتليق بمرحلة طرح أسهم المجموعة فى البورصة المصرية، ولذلك دخلت شركة إيجل كابيتال بما لديها من خبرة فريدة فى مجال الاستثمار، وتحت قيادة الوزيرة الدكتورة داليا خورشيد التى قادت حقيبة الاستثمار فى مصر فى فترة بالغة الأهمية والحساسية، وتتولى الوزيرة استثمار هذه العلامة التجارية الكبيرة وهذه المؤسسة الإعلامية الضخمة، وهذا التأثير الشعبى الواسع، لتحولها إلى أسهم تحظى بثقة المصريين، وتحقق أرباحا لكل من يمتلك حصة فى هذه المجموعة الفريدة من نوعها، ولذلك جرت عملية استحواذ «إيجل كابيتال» لتتحول «إعلام المصريين» من مرحلة النمو والتألق وبناء العلامة التجارية، إلى مرحلة الحصاد والضبط العلمى والمنهجى، لتكون أول وأكبر كيان إعلامى يتم طرحه للبورصة ويمتلكه المصريون جميعا، وسعيا للحفاظ على ماكينة التألق الإعلامى فقد جرى تعيين المهندس أسامة الشيخ رئيسا لمجلس الإدارة، وهو ابن لهذه المهنة، وأحد صناعها الذى أبدع فى مراحل مختلفة سواء على مستوى قيادة المحطات التليفزيونية، أو إدارة عناصر الإنتاج الدرامى والإعلامى من المنبع، ليحقق أعلى كفاءة بأقل تكلفة، لتستمر هذه الشركة، المملوكة للمصريين جميعا، فى تحقيق هدفين هما «التألق والريادة أولا، وتحقيق أرباح للمساهمين ثانيا».
هكذا خططت «إعلام المصريين» لنفسها منذ اللحظة الأولى، وهكذا رتب المساهمون أوراقهم نحو هدف استراتيجى كبير، وكانت جميع قيادات المجموعة على علم واطلاع منذ اللحظة الأولى بمراحل هذه الخطة المتفردة فى تاريخ الإعلام المصرى، والحقيقة أن أحمد أبوهشيمة كان على علم واطلاع كامل بجميع هذه المراحل أيضا منذ اللحظة الأولى، بل إن عمليات ضبط الشركات للطرح فى البورصة وترتيب الأوراق القانونية والمالية لهذا الطرح قد جرت خلال قيادته لمجلس الإدارة، بل وتعاون السيد أحمد أبوهشيمة مع الوزيرة الدكتورة داليا خورشيد لأشهر ممتدة قبل قرار الاستحواذ، وكان التفاهم بينهما فى أرفع مستوياته حتى دخول شركة إيجل كابيتال إلى المشهد بصورة علنية.
هذا ما كان، وهذا ما سوف يكون.. أما المضللون والمرجفون فقد سخرنا منهم نحن هنا فى شركات المجموعة، وضحكنا على أكاذيبهم الصغيرة التى طاردت أسماء كبيرة حققت نجاحات مثمرة، فهذه المجموعة لن تنسى الدور الذى لعبه أحمد أبوهشيمة فى بناء «البراند» وتوسيع الاستثمار الخاص فى الشركات التابعة، ولن تنسى لقيادة «إعلام المصريين» ما أنجزته على مستوى التطوير فى هياكل الشركات، وفى ماكينة العمل العملاقة لهذا الصرح الإعلامى، ولن تنسى هذه المجموعة أيضا أن أبوهشيمة أتم دوره بإنجاز كبير، وسلم المجموعة للمرحلة الأخيرة ببراعة وتحضر لتنفيذ هذا المسار الاستراتيجى.
انظر أنت الآن إلى الفرق بين هذه الحقائق، وما سمعته أنت من تضليل خلال الأيام القليلة الماضية التى تلت عملية الاستحواذ، واكتشف بنفسك الفرق بين رجال يعملون لبناء مؤسسة عملاقة يملكها المصريون، ومضللين لا يرون نجاحا إلا ورشقوه بالحجارة، ولا يرون إنجازا إلا وطاردوه بالتضليل.
إننى أدعوكم لأن تترقبوا هذا الحدث الأهم فى تاريخ الإعلام المصرى، حدث طرح مؤسسة إعلامية كبرى فى البورصة المصرية، هذا الحدث الذى يعنى للمرة الأولى أن الإعلام المصرى لن يملكه أشخاص أو هيئات أو شركات، لكن هذا الإعلام سيملكه المصريون أنفسهم، وسيكون المساهمون من الشعب هم السلطة الأعلى التى تحدد أسماء مجلس الإدارة، وتتفق على السياسات التحريرية، وتقود الإعلام نحو مساره الوطنى برقى ونجاح وبراعة وجاذبية.
إعلام المصريين.. إعلام يملكه الشعب.. لصالح الشعب..