شهدت القارة الإفريقية السنوات الماضية وخاصة عام 2015، الكثير من عمليات انتهاك حقوق الإنسان بسبب العمليات الإرهابية والعمليات العسكرية التى تتصدها لها، وذلك نتيجة انتشار التنظيمات الإرهابية فى مختلف الأنحاء، مما أدى بسكان المناطق الإفريقية خاصة فى الوسط والغرب لحياة بائسة.
ومن ناحيتها نددت منظمة العفو الدولية "أمنستنى" فى تقريرها السنوى الذى صدر فى أمس الأربعاء، بهذه التجاوزات، وخاصة أن المنظمة فقدت فى بداية العام الجارى اثنين من العاملين لديها، أحدهما مصورة تدعى ليلى علاوى، والآخر سائق يدعى محمد، اللذان تم قتلهما على يد تنظيم القاعدة الشهر الماضى فى هجوم على فندق أوجادوجو فى مالى.
امنستى تدين الانتهاكات فى إفريقيا
وبعد هذا التقرير المُدين للانتهاكات التى تجرى فى إفريقيا، فقد سلط ستيف كوكبورن المدير الإقليمى للمنظمة غير الحكومية فى غرب ووسط إفريقيا الضوء على المعاناة التى يعيش فيها سكان غرب ووسط إفريقيا، وقال لمجلة "جون افريك" الفرنسية، إن هناك الآلاف من الأشخاص بهاتين المنطقتين يتعرضون للموت بدون أى ذنب يذكر لهم على يد الجماعات المسلحة التى تغطى المنطقة الساحلية وحول حوض بحيرة تشاد وجمهورية وسط إفريقيا، وأكد أن المنطقة تشهد حالة من الظلم والطغيان من قبل هؤلاء الأشخاص، بل وأيضاً الحكومات التى تحاول السيطرة على الإرهاب.
رصد الجرائم بالأقمار الصناعية
وقال المدير الإقليمى لـ"أمنستى"، إن كل الانتهاكات التى وقعت فى عام 2015 تم رصدها عن طريق الأقمار الصناعية، وأوضحت كم الدمار الهائل فى مدن "باجا" و"دورون باجا" فى شمال شرق نيجيريا، حيث تدمر نحو 3700 وتشرد الكثير من ساكنيها، ومقتل مئات الأشخاص، إضافة إلى الفظائع التى تقع أسبوعياً فى بلدان أخرى مثل مالى والكاميرون والنيجر وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى.
الشعوب ضحية دفاع الدول عن نفسها
وأكمل حديثه قائلاً، ليس من المستغرب أن الحكومات فى المنطقة تحاول بكل ما لديها من قوة فى الدفاع عن أراضيها وحماية سكانها، وحقيقة الأمر فهم لديهم الحق والواجب فى اتخاذ كل الإجراءات القانونية واللازمة فى هذا الاتجاه.
ولكن الضحية الحقيقية الواقعة فى المنتصف هم شعوبهم التى تدفع ثمن الصراعات، فمنهم من يُقتل بسبب الإرهاب الأعمى الذى يمارسه الجماعات المسلحة، ومن ناحية أخرى القمع الحكومى المتشدد، وفى الواقع إن هذه الاستراتيجيات التى تمارسها الحكومات لم تصب إيجابياً فى المجال الأمنى، وإنما هى تعمل على خلق مناخ من الخوف وعدم الثقة.
اعتقال أطفال من 5 إلى 10 سنوات
وقال ستيف، لقد شاهدت مثل هذه المواقف الشنيعة فى مايو 2015 حيث كنت مع مجموعة من زملائى فى أقصى شمال الكاميرون، من أجل بذل المزيد من الجهد فى حماية المدنيين، لنلتقى بـ84 طفلا لم تتعد أعمارهم العشر سنوات، وبعضهم لم يتعد الـ5 أعوام، مشردين وفى حالة من الذعر، أجمعوا أنهم كانوا محتجزين من قبل رجال الأمن، بعد أن قاموا بمداهمة مدرستهم القرآنية، وتحدثوا عن أحلامهم للمستقبل، والتى لم تتمثل فى حلمه ليصبح أحد أعضاء تنظيم بوكو حرام أو غيرها، ولكن أن يصبح لاعب كرة قدم لنادى "لريال مدريد" أو "مانشستر يونايتد"، أو أن يكسبوا المال ليتمكنوا من تقديم الرعايا المناسبة لذويهم الذين لم يروهم منذ فترة طويلة، وأكد ستيف أن هذا المشهد المأسوى من أبرز الدلائل على معاناة الشعوب فى غرب ووسط إفريقيا.
الكاميرون نيجيريا أحد أمثلة القمع فى إفريقيا
وأضاف، فى شمال الكاميرون هناك العشرات من السيدات التى فقدت أبنائهن وأزواجهن، وأخواتهن، ولم يعثروا لهم على مكان بعد أن قامت الشرطة الوطنية بالقبض عليهم، هناك أكثر من 130 فى عداد المفقودين، وفى نيجيريا أصدرت المنظمة تقريرا فى يونيو الماضى يقول إن الأمن قتل أكثر من 7000 من الرجال والصبية فى الفترة ما بين 2011 و2015 فى إطار عمليات مكافحة الإرهاب، بينما تم اعتقال 1200 وقتلهم بصورة غير مشروعة.