بعد مرور ما يقرب من عام ونصف على إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى البدء فى تنفيذ مدينة الأثاث بدمياط على مساحة 331 فدان بمنطقة شطا بهدف توفير المئات من فرص العمل لأبناء هذه المدينة، وإعادة تطوير صناعة الأثاث بما يتماشى مع السوق العالمى بهدف التصدير، إلا أنه على أرض الواقع مازالت هذه المدينة مجرد أحلام وكيان هلامى غير واضح المعالم، ولم تكتمل تفاصيله من وجهة نظر أبناء دمياط العاملين فى هذا القطاع العريض، والذى يضم آلاف الصناع فى صناعة الأثاث وما يترتب عليها من صناعات أخرى.
المحافظ يلتقى صناع الأثاث للوقوف لمعرفة مشاكلهم ومقترحاتهم
ورغم كثرة الاجتماعات واللقاءات والعروض، إلا أن واقع التنفيذ على أرض المشروع لم يخرج عن المربع صفر، حتى أن الرئيس تطرق لهذه المسائلة فى خطابه يوم الأربعاء الماضى، وهو ما دفع الدكتور إسماعيل عبد الحميد محافظ دمياط بالتعجيل بلقاء عدد من صناع الأثاث ونواب دمياط، لبحث مشكلة الأثاث تمهيداً لعرضها على وزير الصناعة يوم السبت القادم.
صانع أثاث بدمياط: مشروع المدينة جيد جداً ولكن يشوبه الغموض
ويقول مجدى العتر صانع أثاث بدمياط، "مدينة الأثاث موضوع جيد جداً ويفيد محافظة دمياط ولكن يشوبه الغموض حتى الآن، لأننا فى دمياط وكأبناء المهنة لا نعرف آليات العمل به، وهل سيحل أزمة صناعة الأثاث فى دمياط أم لا؟، ولكن فكرة أن نعارض المشروع أو نحكم عليه بالفشل من البداية أمر غير منطقى، لأنه من الممكن نقله إلى محافظة أخرى، وهنا تفقد محافظة دمياط أهم ما يميزها وهو صناعة الأثاث".
وأضاف فى تصريحات لـ"انفراد"، أن "هذا المشروع من الممكن أن يضع دمياط على خريطة التصدير العالمية بطريقة أوسع وأشمل، وخصوصاً أن له موصفات وقياسات تصديرية، وهذا لا يتعارض مع الورش الصغيرة، ولا يتوقع أن يكون سبب فى غلق نشاطهم، ولا تخوف منه، ولكن هناك مخاوف من أن تجبر رؤوس الأموال بالمدينة العمال لإغلاق ورشهم والذهاب للعمل لديهم".
صانع: لابد أن يتحول تصنع الأثاث فى مصر من حرفة إلى صناعة
أما حسن البريشى، منجد، فيقول "لا أحكم على غائب حتى أعلم كل تفاصيل الفكرة، ولكن بشكل عام لابد من أن يتحول الموضوع من حرفة إلى صناعة، وكل ورشة صغيرة تتخصص فى صناعة جزء محدد من المنتج، تنفذه حسب "ستاندارد" معين، ثم تجمع الأجزاء لإخراج منتج جيد يصلح للتصدير".
وأضاف فى تصريحات لـ"انفراد"، "نحن نحتاج فى دمياط إلى شركة مساهمة لاستيراد منتجات الصناعة بمعايير يتم وضعها مسبقاً، وشركة للتسويق، وحضور تنظيم المعارض بالداخل والخارج، ومركز لتدريب الصنايعية على الجديد فى استخدام الآلات والمعدات الحديثة".
ومن ناحيته، قال حسنين رجب صانع أثاث، أن "مشروع مدينة الأثاث مشروع جيد جداً، ولكنه يحتاج إلى وضع ضوابط للورش الصغيرة، وتطرح هذه الشروط مبكراً، حتى تتحول صناعة الأثاث من صناعة يدوية إلى صناع تعتمد على الميكنة والتطوير".
عضو شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بدمياط: مدينة الأثاث هى أول طريق التصدير
ويقول شعبان عرفة عضو شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بدمياط: مدينة الأثاث هى أول طريق التصدير.
وأضاف فى تصريخات لـ"انفراد"، "لا يوجد ربط بين مناطق تصنيع الأثاث حالياً، وفى حالة وجود وفد خارجى يريد شراء أثاث دمياط، لا يوجد مكان واحد يستوعبهم فلابد من توافر مجمع للصناعة محترم ولديه إمكانيات التصدير بمعناه العالمى".
ومن ناحيتها، أكدت ايفلين متى عضو مجلس النواب، مشروع مدينة الأثاث يحتاج إلى التنفيذ على أرض الواقع، بعد أن تم الانتهاء من رسم مخططه وتحديد البنية الأساسية له، إلا أن هذا المشروع يحتاج إلى أموال طائلة للتنفيذ بالصورة المقترحة حتى يحقق نتائجه.
وأشارت عضو مجلس النواب فى تصريحات لـ"انفراد"، إلى أن صناعة الأثاث فى دمياط تحتاج إلى خامات جيدة، ومستورد لديه ضمير، ورقابة على الواردات حتى يستطيع الصانع الدمياطى إنتاج منتج جيد يناسب فرص التصدير.
ويضيف ضياء الدين دواد، نائب بندر ومركز دمياط، أن محافظ دمياط التقى مع عدد من صناع الأثاث بحضور نواب دمياط فى البرلمان لمناقشة مشاكل الصناعة وآخر موقف لمدينة الأثاث بعد أن تطرق لها رئيس الجمهورية فى خطابه يوم الأربعاء، تمهيداً لزيارة مرتقبة مع وزير الصناعة يوم السبت، لبحث آليات تنفيذ المدين على ارض الواقع ومشاكل الصناع وجدوى الحل، مشيرًا إلى أن هذه الصناعة تحتاج إلى عودة دور الدولة والرقابة على الأسواق سواء خامات أو منتج.