نقلا عن العدد اليومى...
الحديث لا يتوقف عن التغيير المطلوب فى الحكومة أو سياساتها أو بعض الوزراء، مع ملاحظة أنه فى كثير من الأحيان فإن الوزير الأكثر ظهورا واحتكاكا بالجمهورهو الذى يواجه التساؤلات، بينما الوزراء الذين لديهم مهام فنية أو ملفات متخصصة هؤلاء يكونون بعيدًا عن الرغبة فى التغيير، لكن عمومًا فإن الخدمات أو الوزارات الخدمية ذات الاتصال المباشر بالجمهور هى التى تحدد مدى نجاح أو فشل الحكومة.
وقد تردد فى الفترة الماضية الكثير من الأنباء عن تعديلات أو تغييرات فى الحكومة بعد عرض برنامجها على مجلس النواب وربما قبله، ويدخل الحديث عادة فى التساؤلات وإمكانية التغيير فى الوجوه أم أن الأفضل فى السياسات، ونتذكر أن كثيرين هاجموا حكومة المهندس إبراهيم محلب وبعد أن رحل أبدوا ندمهم عليه ومدحوه بأنه كان يخرج للشوارع ويتابع بنفسه، وهى نفس الانتقادات التى وجهها له البعض بأنه يتجول كثيرًا، وهنا نقصد أن هناك دائمًا اختلافًا فى وجهات النظر.
الأمر الآخر هو التساؤل عن الوجوه والسياسات، فهناك تجارب لحكومات تكررت خلال السنوات الأخيرة كلها كانت تتولى، وبعضها يأتى بمطالب شعبية، وتثبت التجارب أنه غير صالح، وأن ظهوره وآراءه التليفزيونية تختلف عن أدائه وهو مسؤول، لأنه ليس أسهل من الكلام، وهذا ليس دفاعًا عن هذا أو ذاك، لكنه نقاش عام وأسئلة يفترض أن يطرحها هؤلاء الذين يطالبون بالتغيير أو يرشحون هذا أو ذاك، والحقيقة أن هناك ترشيحات تقوم على التليفزيون أو الظهور والتصريحات، وليست على معرفة شخصية بهذا أو ذاك من الأسماء.
ماذا يعنى كل هذا؟ يعنى أننا نحتاج أن نقف ونسأل أنفسنا عما نريده وأن نسعى لتغيير الأمر، بحيث يكون فى السياسات وليس فقط الوجوه، ونظن أن هناك تغيرًا فى السلوك العام للحكومة قد لا يكون هناك من يراه، لكنه يكشف عن استجابة للأصوات والناس والنقد الموجه، رأيناه فى اعتذارات وسرعة تحرك الحكومة بشكل واضح مع الأزمات أيضًا، الأمور تدخل فى سياق التفاعل اليومى ومنع مشكلات الناس، ربما الأمر المهم أن تعمل كل السلطات وتقوم بدورها، ونقصد السلطات المختلفة التشريعية والتنفيذية والقضائية، وأن يعمل مجلس النواب بما يناسب اللحظة، وأن يكون هناك محافظون ونجهز لانتخابات مجالس محلية، وأن يتحرك المحافظون ورؤساء الأحياء من غير انتظار تعليمات أو وقوع مشكلة عندهم، فقط يمكن الحديث عن نظام وسياسات تتغير، لأنه ما لم يعمل كل مسؤول فى مكانه بالشكل الملائم فلا يمكن الحديث عن سياسات تتغير أو وجوه، ولن يتوقف الناس ليسألوا: التغيير هل فى الوجوه أم السياسات؟ وسوف يمكنهم التعرف على الفرق بين ما كان وما يطالبون به، وهذه هى الطريقة التى نحتاجها للتعامل مع الواقع، وغير ذلك سنظل نطالب بتغيير وجوه تأتى غيرها لتصيبنا بالملل ثم نطلب تغييرها، وهكذا تستمر العملية من غير أن نصل لنتيجة أو تغيير حقيقى، وهذا هو ما نحتاج لمعرفته والتعامل معه.