كيف نقضى على أسطوانة مشايخ الكراهية المشروخة بتحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم كل عام؟.. برهامى توقف عن الفتاوى المعادية بعد عزل مرسى وتصدر المشهد تلميذه سامح عبد الحميد.. نجيب جبرائيل يتقدم ببلاغ للنائب

ـ الكاتب شريف الشوباشى: محاكمتهم ضرورة وطرح السؤال يعبر عن أزمة العقل العربى ـ الشيخ أحمد كريمة: لابد من مؤتمر دولى لمراجعة أفكار السلفية أصبح الجدل حول تحريم تهنئة المسلمين للأقباط بأعيادهم، جزء من الطقوس المصاحبة للاعياد المسيحية خلال الـ7 سنوات الماضية، حيث تمكن عدد من المنتسبين للتيارات الدينية من طرح هذا الجدل، عبر تصدير أفكار للمجتمع تتناقض مع التعايش المشترك، وهو ما يستدعى فى المقابل ردا من المؤسسة الرسمية – دار الإفتاء والأزهر - بأعتبار أن تصحيح المفاهيم المغلوطة هو جزءا أصيل من وظيفتها، لكن هذا الرد الرسمى يسهم عن دون قصد فى بقاء الجدل محتدما. اللافت أن أصحاب فتاوى تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم لم يملوا من تكرارها خلال الـ7 سنوات الماضية، وإن كان حدث تغير تكتيكى فى السنوات التى تلت عزل مرسى من السلطة، فبداية كانت الدعوة السلفية بالإسكندرية هى المصدر الرئيسى لهذه الفتاوى من خلال ياسر برهامى الرجل الأبرز داخل الدعوة خلال الفترة التى أعقبت ثورة يناير مباشرة، لكن فيما بعد تراجعت الدعوة السلفية خطوات إلى الخلف وتصدر المشهد مجموعة من رجالها مع الحرص على الظهور بشكل مستقل عنها. أبرز هولاء هو سامح عبد الحميد، وهو عضو سابق بحزب النور، وحالى بالجمعية العمومية للدعوة السلفية، وخلال السنوات السابقة كان يكرر كل عام هذه الفتوى، فى السنة الماضية مثلا قال عبر بيان صادر عن صفحته الشخصية على موقع الفيسبوك للتواصل الاجتماعى: "يجوز تهنئة المسيحيين بمناسباتهم الدنيوية وليس الدينية، مثل تهنئة جارك المسيحى على زواجه، أو تهنئته عندما يستقبل مولودًا، أو تهنئته على نجاح ابنه فى المدرسة، أو تهنئته على شفاء مريض عنده، كما يُمكنك تعزيته فى وفاة قريب له بألفاظ منضبطة شرعًا، أما تهنئته فى أعياد دينية كفر ولا يجوز". فى هذا العام صعد سامح عبد الحميد من دعوته، حيث دعا صراحة إلى تدشين حملة "قاطعوا الكريسماس"، وقال: "أنصح بعدم المشاركة فى هذا العيد غير الإسلامى، فعقيدة المسلمين الصحيحة ترفض الاحتفال بهذه المناسبات غير الإسلامية"، وأضاف: "نحن مسلمون، وعلينا أن نقتدى بالسلف الصالح، والسلف لم يحتفلوا بالكريسماس، وليس هناك آية أو حديث فى الحث والحض على المشاركة بهذه المناسبة، بل هناك نصوص تنهى عن الاحتفال بهذه الأعياد التى تخص غير المسلمين". أحد رجال الدعوة السلفية أيضا الذين شاركوا فى حملات الكراهية ضد الاقباط، كان ناصر رضوان وهو متخصص فى الشأن الشيعى لكنه أصدر أكثر من فتوى دعا فيها إلى تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم ومن ذلك قوله أن الكريسماس هو "عيد شتم رب العالمين" بحسب زعمه. من جانبه، أعلن نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان أنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام ضد سامح عبد الحميد يتهمه فيه بتقويض السلم الاجتماعى وتهديد الوحدة الوطنية بسبب هذه الفتاوى، مضيفا: "مصر دائما تنتفض عندما يتم الاعتداء على مسجد أو كنيسة، لكن متى ستنتفضى للقضائ على مدارس تفريخ الإرهابيين". وتابع: "الارهابى ليس فقط من يحمل حزاما ناسفا، لكن أيضا من يفرغ الارهابيين ويبث هذه الأفكار فى المجتمع"، وأضاف: "لن نقضى على الاسطوانة المشروخة الخاصة بتحريم الأقباط بأعيادهم إلا عبر تطبيق القانون وأن يتم محاكمة هولاء بتهمة تهديد الوحدة الوطنية وانزال عقوبة رادعة بهم". الكاتب الصحفى شريف الشوباشى قال لـ"انفراد" :"فى اعتقادى ان مجرد طرح السؤال الخاص بحرمانية او عدم حرمانية تهنئة الاقباط بأعيادهم يدل على أن هناك خلل كبير فى المجتمع" وتابع :" مثل هذه الاسئلة يدل على وجود مشكلة متفاقمة ومتزايدة وطرحها كل عام وكأنها اسطوانة مشروخة أمر غريب رغم أن إجابتها طبيعية ولا نقاش فيها لكنها تثير البلبلة فى المجتمع وتضلل الناس" وأضاف: "عادة ماتكون الخطوة فى الاجابات لكن فى هذا الأمر فإن الخطورة فى طرح السؤال الذى يعنى ان هناك ازمة كبيرة يمر بها العقل المصرى والعربى" مطالبا بمحاكمة من أسماهم بشيوخ الضلالة الشيخ أحمد كريمة أكد أن هذا الأمر ليس محل جدل فى الاسلام من الأساس، ولا يوجد فى الفكر الاسلامى أى إتجاه فكرى تحدث بهذا الأمر، لكن بعض الشيوخ فى دول الخليج ووكلائهم فى مصر هم من أثاروا الأمر، وأضاف: "التراث الاسلامى يوجد به النقيض تماما فمثلا النبى عاد يهودى، وشارك اليهود فى يثرب إحتفالهم بنجاة سيدنا موسى وبنى إسرائيل من فرعون وشاركهم فى الصيام وأصبح هذا الصيام سنة عند المسلمين". وأوضح أن الاحتجاج بأن النبى لم يهنئ الاقباط ليس فى محله لأن يثرب لم يكن يوجد بها أقباط، فضلا عن أن المسلمين الأوائل لم يكن لديهم صور للتهانى حتى فيما بينهم مطالبا بمؤتمر دولى عام للسلفية يعلنون فيه مراجعتهم عن هذه الأراء الشاذة.