كيف اختلفت الثورة فى إيران بين 2009 و2017؟.. نتائج الانتخابات الرئاسية وراء تظاهرات يونيو والأوضاع الاقتصادية تشعل احتجاجات ديسمبر.. السلطة ترد بالقمع والعنف فى كل الأحوال.. والعالم يندد بانتهاكات حقو

الاحتجاجات الواسعة التى تشهدها إيران منذ الخميس الماضى وتتصاعد حتى اليوم تعيد إلى الأذهان "الثورة الخضراء" التى شهدتها البلاد فى عام 2009 وكانت من أكبر الاحتجاجات فى إيران فى السنوات الأخيرة، وتأتى المفارقة فى تزامن هذه المظاهرات مع احتفال الدولة بقمع قوات الأمن لمظاهرات 2009، وهى الذكرى التى أحيتها الدولة من خلال مسيرات مؤيدة للحكومة فى مختلف أنحاء البلاد. وبين شعار "لا للغلاء" الذى رفعته التظاهرات الحالية فى إيران وشعار "أين صوتى" الذى رفعته تظاهرات 2009 نرصد أبرز الاختلافات بين المشهدين. تظاهرات سياسية فى 2009 واقتصادية فى 2017 تأتى التظاهرات الإيرانية الحالية احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية للبلاد حيث اتهم المتظاهرون النظام بالاقتطاع من أموالهم لتمويل الميليشيات الطائفية فى سوريا والعراق ولبنان من أجل أسباب سياسية حيث حمل المتظاهرون لافتات تقول "انسحبوا من سوريا وفكروا بنا". فى الوقت الذى تعانى فيه البلاد من ارتفاع معدلات التضخم والبطالة لاسيما بعد القرارات التى اتخذتها الحكومة باستبعاد نحو 30 مليون مواطن من الدعم النقدى الحكومى، ورفع أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 50%. أما تظاهرات 2009 فتفجرت لأسباب سياسية خالصة حيث اندلعت الأزمة عقب الانتخابات الرئاسية العاشرة التى فاز فيها أحمدى نجاد بولاية رئاسية جديدة وحصوله على 63% من الأصوات، ليفوز بذلك على منافسيه المرشح الإصلاحى مير حسين موسوى رئيس الوزراء الأسبق، ومحسن رضائى رئيس الحرس الثورى الأسبق، والشيخ مهدى كروبى رئيس مجلس الشورى الأسبق. وجاءت المظاهرات بعد تشكيك المعارضة فى نزاهة الانتخابات واتهام النظام بتزويرها وخرج مئات الآلاف للاحتجاج على النتائج والمطالب بعدم الاعتراف بنتائجها. من يقود الاحتجاجات فى إيران؟ على عكس التظاهرات فى 2009 التى قادها مير حسين موسوى بمساعدة كروبى، لا يوجد قائد واضح للمظاهرات فى 2017 فقد اندلعت شرارتها من مدينة مشهد مركز محافظة خراسان رضوى، والتى تعد ثانى أكبر مدينة فى إيران، ثم اتسعت رقعة التظاهرات لتخرج من مدينتين فى شمال شرق إيران ثم مدينة كرمانشاه (غرب إيران) ومدينة شيراز فى الجنوب. كيف تعاملت السلطات مع الاحتجاجات؟ يتشابه رد فعل السلطات الإيرانية على الاحتجاجات فى عام 2017 معه فى عام 2009، وهو "القمع والقوة المفرطة"، فإلى جانب إعلان وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء عن اعتقال 52 شخصًا فى المظاهرات، تداول المعارضون على مواقع التواصل الاجتماعى أنباء وصور لمقتل عدد من المتظاهرين على يد قوات الحرس الثورى الإيرانى. كما قررت الحكومة إغلاق محطات مترو الأنفاق فى وسط المدينة لدواع أمنية لتمنع تدفق المزيد من المحتجين إلى محيط جامعة طهران، وذكرت تقارير إعلامية إيرانية أن السلطات قططعت الإنترنت ساعة واحدة عن طهران وبعض المدن الأخرى. ويشبه هذا المشهد كثيرًا ماحدث فى 2009 حيث اعتقلت السلطات الإيرانية العديد من المسؤولين الإصلاحيين المواليين لموسوى وأعلنت الإذاعة الرسمية مقتل 7 مدنيين على الأقل فى المظاهرات يوم 16 يونيو وحده، واعترفت الشرطة فى سبتمبر بمقتل نحو 20 شخصًا خلال المظاهرات. وتم قطع الاتصالات والتشويش عليها فى العاصمة والضواحى وتم منع بعض المواقع الحوارية فى الإنترنت. وفى الشهور التالية كان عدد الضحايا أكبر وازدادت شراسة قوات الأمن فى التعامل مع المتظاهرين، ووصل العنف لذروته فى تظاهرات ديسمبر التى عرفت بمظاهرات يوم الطلاب. موقف العالم من الاحتجاجات جاء رد الفعل الأمريكى على تظاهرات 2017 أكثر وضوحًا منه فى 2009 حيث قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عبر "تويتر" إن "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد وسيأتى اليوم الذى يواجه فيه الشعب الإيرانى خياراته" وأضاف ترامب: "على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها، بما فى ذلك حق التعبير.. العالم يراقب"، فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت إن الولايات المتحدة أدانت اعتقال المتظاهرين فى إيران، وحثت جميع الدول على تقديم الدعم العلنى للشعب الإيرانى ومطالبة بالحقوق الأساسية وإنهاء الفساد. أما فى 2009 فتأخر رد الفعل الأمريكى لشهور حين وصل قمع التظاهرات لذروته فى ديسمبر 2009 (أى بعد نحو 6 أشهر من اندلاع الاحتجاجات) وأصدر البيت الأبيض بيانًا ندد فيه بـ"القمع العنيف وغير العادل بحق مدنيين يطالبون بممارسة حقوقهم فى إيران". فيما اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية وقتها بمتابعة ما يحدث فى إيران أولاً بأول وبعض الصحف مثل "نيويورك تايمز" أفردت للمشهد الإيرانى موقعًا خاصًا. وفى يوليو 2009 انطلقت تظاهرات فى نحو 100 مدينة بدول العالم تندد بخروقات حقوق الإنسان فى إيران، والتعبير عن الدعم للمعارضة، وكانت أضخم المظاهرات فى السويد التى تضم جالية إيرانية كبيرة تقدر بـ 80 ألف شخص. كما انطلقت مظاهرات فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن وفى أمستردام وفى لندن وجنيف وفيينا طوكيو وأستراليا. أما فى ديسمبر 2009، وعقب تظاهرات الطلاب التى واجهتها القوات الإيرانية بالكثير من العنف نددت وزارة الخارجية الفرنسية بـ"الاعتقالات العشوائية وأعمال العنف" التى استهدفت المتظاهرين. ودعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان فى الأمم المتحدة السلطات الإيرانية لاحترام حق التظاهر. وأبدى وزير الخارجية البريطانى قلق بلاده من استخدام قوات الأمن الإيرانية القوة لقمع التظاهرات و"انتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق التى شهدتها البلاد منذ الانتخابات الرئاسية". أما الدول العربية فلم تعلن بشكل رسمى واضح موقفها من المشهد الإيرانى فى 2009 على عكس ما حدث فى الوقت الجارى حيث علقت دولة الإمارات العربية المتحدة على الوضع، وقال وزير الدولة الإماراتى للشؤون الخارجية إن الاحتجاجات التى شهدتها إيران فرصة لتغليب مصلحة الداخل والتنمية فى إيران، فيما أعرب السوريون عبر "تويتر" عن تضامنهم مع الثورة الإيرانية وأملهم فى أن تنجح فى إبعاد النظام الإيرانى الذى يتدخل فى بلادهم.


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;