بمشاعر غاضبة شاركت النساء فى إيران فى انتفاضة الفقراء، التى اشتعلت منذ أيام فى أغلب المدن الإيرانية، احتجاجا على سياسات الحكومة فى انفاق الملايين على خدمة نفوذ طهران السياسى فى الخارج، كسوريا والعراق ولبنان، وترك الشعب فريسة للغلاء، ينهشه الوضع الاقتصادى المتردى، وتفترسه البطالة.
كانت إحدى الصور التى انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعى صورة لإحدى السيدات، التى شاركت فى ت"احتجاجات الفقراء"، وهى يخرج بين ضباب الغاز المسيل للدموع، مشهد رسم ملامح غاضبة للمرأة الإيرانية التى لم يخرج فقط للمناداة بتحسين أوضاع بلادها الاقتصادية بل ومكانتها الإجتماعية، التى وعدها بها الرئيس المعتدل ضمن وعوده الانتخابية مايو الماضى.
كان صباح 19 من مايو الماضى، يوم مفعم بالحماس عندما خرجت النساء فى إيران لمنح أصواتهن للرئيس الإيرانى حسن روحانى فى انتخابات رئاسية اجريت فى الشهر نفسه، على أمل أن يطبق الرئيس المعتدل وعودا قطعها لهن، وكانتا فى مقدمتها منحها مناصب سياسية، وحقائب وزارية فى حكومته بالولاية الثانية، ورفع سقف الحريات لهن، على سبيل المثال السماح لهن دخول الملاعب الرياضية، والمزيد من الحريات والمساواة داخل المجتمع وتضمنت وعوده بإنشاء وزارة للمرأة،.لكن أطاحت سياساته بأحلامهن خلال المئآت يوم الأولى، فلم يستغرق وقتا طويلا ليخيب آمال مؤيديه وخصوصا النساء.
ويحكى مشاهد الفتيات اللاتى شاركن فى انتفاضة الفقر غضب مكتوم داخل النساء، الذين تم استبعادهم من تولى المناصب فى الحكومة، وغضب جارف تجاه الرئيس المعتدل الذى لم ينصف النساء بسياساته العتدلة، بل رضخ لضغوط المتشددين، فى ابعادهم عن الحكومة، وعن المشاركة السياسية الفاعلة.
ورغم ابعادهم من الحكومة حاول روحانى امتصاص غضبهن من خلال تعيين 3 نساء كمساعدات من بينهم عُينت معصومة ابتكار كنائبة للرئيس لشؤون المرأة والأسرة، ولعيا جُنيدى نائبة للرئيس للشؤون القانونية، وشهيندخت مولاوردى كمساعدة للرئيس فى الحقوق المدنية، لكن شكل ذلك تراجع للمشاركة النسائية بعد أن ضمت حكومتة الأولى4 نساء، 3 منهن فى مناصب نائب الرئيس بالإضافة إلى مساعدة خاصة.
مساعى امتصاص الغضب النسائى لم تتوقع عند هذا الحد بل، تم تعيين مجموعة من النساء فى منصب نائب وزير، وتضم هذه المجموعة مرضية شاهدایی نائبة وزير النفط ورئيسة شركة الوطنية للبتروكيماويات الإيرانية، و رويا طباطبائى يزدى وهى رئيسة المنظمة الوطنية الإيرانية الإنتاجية، بالإضافة إلى نیره پیروزبخت رئيسة للهيئة الوطنية للمواصفات والمقاييس، كما تم تعيين مرضية أفخم التى خدمت سابقًا فى منصب المتحدثة باسم الوزارة الخارجية سفيرة إيران إلى ماليزيا.
كل هذه الخطوات لم ترضى غرور المرأة التى رفع روحانى من سقف توقعاتها من خلال البذخ فى اطلاق وعود لها، عدها مراقبون تفوق الصلاحيات الضئيلة التى يمتلكها الرئيس الذى يحتل المركز الثانى فى هرم السلطة، بعد المرشد الأعلى الذى يتربع على قمة الهرم ويمتلك كافة الصلاحيات.