حكاية فتاة سيناوية كسرت العادات والتقاليد بالتفوق.. فاتن غيث إذاعية تروى تفاصيل رحلة 11 عاما من رصد قضايا المرأة والمواطن والإرهاب.. اهتمت بالتوعية بحقوق الطفل وقضايا المجتمع.. وتؤكد: للراديو مستمعه ا

" فاتن غيث" واحدة من بين فتيات وسيدات شمال سيناء، اللواتى وضعن أنفسهن بقوة على خريطة مجال خدمة المجتمع، وفتح الطريق أمام كسر كافة حواجز تميز المرأة السيناوية: "غيث"، كان تميزها فى مجال الإعلام من خلال عملها كإذاعية فى إذاعة شمال سيناء المحلية، نقلت عبر أثيرها قضايا شائكة، ساهمت بتوصيلها لأن تكون أحد أسباب الحل وإنهائها فى وقت تعيش شمال سيناء ظروف استثنائية تختلف عن بقية المحافظات. "فاتن غيث" تحدثت لـ"انفراد" عن رحلتها كسيناوية فى مجال الإعلام، ومراحل التغلب على صعوبات العمل فى مجتمع لايزال يتمسك بعادات وتقاليد وموروثات تنظر لعمل المرأة بشكل مختلف. ـ تعريف بشخصكم الكريم؟ **اسمى فاتن سليمان عمر غيث. خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2004. حاصلة على ماجستير فى فنون الإعلام والاتصال من كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2014. **متى الالتحاق بالإذاعة، وهل كان صدفة أم فرصة طال انتظارها؟ التحقت للعمل بالإذاعة فى يوليو 2016، الأمر كان مصادفة، لم أكن أتوقع أو أسعى للعمل كمذيعة أبدا رغم حبى للعمل الإذاعى والصحفى طوال الدراسة، منذ المرحلة الابتدائية وحتى الثانوى وحققت فيها الكثير من الإنجاز والتميز بدعم أساتذتى، وكان حلمى الإلتحاق بكلية الإعلام قسم الصحافة ـ ووفقنى الله لتحقيقه إلا أن الظروف تغيرت أثناء دراستى الجامعية من قسم الصحافة لقسم العلاقات العامة والإعلان، وتخرجت منها بتقدير جيد جدا، وبعد عامين من التخرج كانت فرصة العمل بالإذاعة ووفقنى الله فيها. ـ العمل فى إذاعة شمال سيناء هل هو يرضى طموحك الإذاعى؟ ** طموحى دائما النجاح فيما أعمل وليس عمل شىء معين فقط فقد أكلف بعمل ما، فينصب كل اهتمامى بإنجازه على أكمل وجه والحمد لله اجتهد فى عملى لتحقيق الأفضل، وطموحى دائما من خلال عملى هو خدمة أهلى وبلدى شمال سيناء ومصر كلها. ـ حصاد التجربة الإذاعية ماهى أهم محطات التميز خلالها؟ حصاد حوالى 11 عاما صعب ذكره لكن على سبيل المثال لقاءات السادة المحافظين لشمال سيناء فى مناسبات مختلفة، تغطية أحداث السيول فى المحافظة وزيارة رئيس الوزراء وقتها، ولقاءات مع كافة المسؤلين ومتابعة ما يهم المواطن، تقديم احتفالات المحافظة كل عام فى تكريم الآباء والأمهات المثاليات. وتكريم أوائل المحافظة فى الشهادات المختلفة.

ومن البرامج "براعم الإيمان"، "حقوق المرأة"، "إعلام ومعالم"، "خطوة بخطوة"، "صباح الخير يا سينا"، "حكاية أغنية"، "صحتك تهمنا"، وغيرها، كما رصدت تحقيقات إذاعية عن الدروس الخصوصية، بحيرة البردويل، النخيل كـ"ثروة". وغيرها من برامج موسمية منها "الاذاعة الشاطئية" من شاطئ العريش فى الصيف: "القوافل الإذاعية" لمختلف قرى ومدن المحافظة فى السابق، "مدارسنا على الهواء"، والانتقال لمدارس المحافظة والنقل من داخلها، حتى إننى قدمتها مرتين من مدرسة رفح الثانوية بنات قبل الأحداث الأخيرة، وهى من أروع ما شاهدت ورأيت وقدمت. كما قدمت العديد من المسابقات الرمضانية على مدار خمسة أعوام متتالية باجتهاد شخصى من أجل إسعاد المستمعين، وأكثر ما يسعدنى وأشعر معه بالرضا هو الفترات المفتوحة على الهواء والتواصل المباشر مع المواطنين وحل مشكلة ما لهم فى نفس الفترة. ـ مدى تقبل الجمهور السيناوى لوجود إذاعية وإثر ذلك عليكى؟ ** الحقيقة لم أكن الأولى فقد سبقنى العديد من الزميلات المتميزات، وقد لمسنا مع بداية عملنا الإذاعى سعادة المستمعين بانضمامنا لإذاعة شمال سيناء. ـ وكم إذاعية فى إذاعة شمال سيناء؟ الآن حوالى 5 إذاعيات، فقد فقدنا منهم من انتقلت للعمل فى مكان آخر ومن خرجت إلى المعاش، ومن توفيت إلى رحمة الله، وجميعهن من صاحبات البصمات المهمة والذكرى الطيبة.

ـ وأهم البرامج الإذاعية التى صدرتها إذاعيات شمال سيناء للمستمع؟ ** هى برامج يغلب عليها تخصص المرأة والطفل، ولكن من خلال اللقاءات على الهواء استطعنا طرق جميع الأبواب والدخول فى كافة الموضوعات التى تهم المواطن، أذكر تغطيتى لاحتفالات محافظة بورسعيد ومحافظة جنوب سيناء بعيدهم القومى وتحقيق تواصل مع محافظى المحافظتين وعدد من القيادات والمواطنين فيهما، وكم تلقيت من ردود أفعال إيجابية من مستمعى الإذاعة على تلك اللقاءات، أيضا تغطية الانتخابات المختلفة التى مرت علينا والمساهمة فى التوعية بكل مايتعلق بها، وكثير قدمناه لصالح سيناء.

ـ الصعوبات التى تواجهينها فى العمل الإذاعى؟ ** أنا على يقين أنه لا يوجد أمر سهل فى المطلق، لكن فى عملنا الدقة والمصداقية والموضوعية أساس، والصعوبة أحيانا فى الحصول على المعلومات الأكيدة، صعوبة تغطية أحداث أمنية، أيضا صعوبة العمل مع انقطاع الاتصالات عن المحافظة وصعوبة الانتقال مع ضرورة الالتزام بالمواعيد، ولكن عند إنجاز العمل تذوب أى صعوبات. ـ تقييمك لأثر الإذاعة ميدانيا على عامة الناس وخصوصا إذاعة شمال سيناء؟ ** ميدانيا الإذاعة ذات أثر واضح ومباشر مع المواطن، لكن البعض قد يرى عدم جدواها إذا لم توفر له حل لمشكلته والعكس صحيح، فرغم الفضائيات والإنترنت، والتطور الهائل حولنا، أرى بأن إذاعة شمال سيناء تحظى بتقدير مستمعيها وتقدير ما تقدمه لهم.

ـ أهم نوعية البرامج التى تلاقى اهتمام المستمع السيناوى؟ **البرامج الخدمية أولا، والبرامج الاجتماعية والتى تلمس الجانب الاجتماعى للشخصية خاصة لو كان شخصية عامة معروفة ومحبوبة، وبرامج المسابقات الترفيهية والتثقيفية. ـ لماذا هناك شكوى دائما أن الإذاعة فى شمال سيناء تنفصل عن واقع مجتمع شمال سيناء وعاداته وتقاليده ولاتعكسها؟ ** البعض يرى ذلك ولكن جانب العادات والتقاليد متواجد بالفعل، وأن كان يمكن الاهتمام به أكثر، قد يفرض علينا توالى الأحداث وتسارعها مواكبة هذا التغيير وأحيانا تلبية أذواق المستمعين، نحن فى عصر التطور التكنولوجى بالتاكيد أن لم نعمل على التطور فلن نجذب الأذان. ـ ماهو أطرف موقف كان هواء الإذاعة طرف فيه معك؟ **مواقف وليس موقف، أذكر منها تكليفى بتقديم احتفال المحافظة بتكريم الأمهات المثاليات عام 2010، وفوجئت أن والدتى من المكرمات، حاولت الاعتذار حتى أكون بجانبها فى مثل هذا الموقف ولكن لم أتمكن. فكان ما بين الصعوبة والسعادة وتفاجأ الحضور أيضا، ومن أطرف المواقف أيضا أن يحرص مستمع من محافظة سوهاج - وهو كفيف - على متابعتنا وحضوره للعريش خصيصا لمصافحتى فى إحدى الاحتفاليات، فكانت مفاجأة طريفة.