بين الحين والآخر نتذكر آثارنا المصرية المتواجدة بالخارج، ومن أبرزهاالتمثالالذى نتمنى عودته بجانب تمثال "نفرتيتى" والموجود فى ألمانيا، وهو تمثال "عنخ حا إف" أحد أبناء الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة، والذى كان وزيرا للملك خفرع ومسئولاً عن كل أعماله الخاصة بالعمارة، وعرف عنه بأنه المهندس الذى أشرف على بناء هرمى خوفو و خفرع.
اكتشف التمثال فى المقبرة ج 7510 بالجيزة، ويصل ارتفاعه إلى 50,48 سم، وهو منحوت من الحجر الجيرى ثم تم تلوينه، وهو الآن فى قاعةGeorge D. and Margo Behrakisبمتحف بوسطن بأمريكا.
وقال بسام الشماع، عالم المصريات، إن ترجع أهمية التمثال لأن النحات الذى قام بتصميم التمثال حطم قواعد كلاسيكية معتادة فى زمنه ألا وهى عدم إظهار الملامح الحقيقية بشكل دقيق ومباشر وواضح جدا، وهو ما يجعله أثرا مهما جدا فى تاريخ النحت وينضم إلى قائمة الأعمال النادرة وغير المعتادة.
وأوضح بسام الشماع أن التمثال مكسو بطبقة رفيعة من الجبس والتى فيها شكل النحات التفاصيل الطبيعية لصاحب التمثال، ويعتقد علماء متحف بوسطن أنه غالبا الملك "سنفرو"، مؤسس الأسرة الرابعة ووالد الملك خوفو، وصاحب الهرم الأحمر والهرم المنحنى فى منطقة دهشور بالجيزة، مضيفا أنه قد خدم صاحب التمثال الملون الملك خفرع كوزير والمشرف على الأعمال، وربما يكون قد أشرف على بناء الهرم الثانى بل ونحت تمثال أبو الهول نفسه، وهذا إذا سلمنا أن تمثال أبو الهول الكبير قد تم نحته فى عصر الملك خوفو، هذه جدلية تاريخية.
وعن كيفية ذهاب التمثال إلى أمريكا أوضح بسام الشماع أن التمثال النصفى تم اكتشافه فى عام 1925، وذهب إلى متحف بوسطن عام 1927، وكان من المفترض - طبقا للعقد الذى كان بين متحف بوسطن والحكومة المصرية - أن يكون فى المتحف المصرى بالقاهرة، ولكن وللأسف تم إهداؤه كجائزة لبوسطن عن طريق خدمات الآثار لامتنانهاin gratitudeلبعثة هارفارد – بوسطن لمجهودها فى التنقيب وترميم القطع الأثرية من مقبرة الملكة "حتب- حرس".
وتابع بسام الشماع أنه من سمات التمثال رأس تظهر خط شعر متراجع، مصابة بالصلع فى جزء منها، وEyelidsهابطة قليلاً على العيون، والعين كانت ملونة بالأبيض وإنسان العينEye puplis بنية اللون، وكان لديه ذقن قصيرة، وفى التمثال كانت مصنوعة من قطعة جبس منفصلة، نظرته تبين شخصية حاذمة وقائدة وذات إرادة قوية.
ولفت بسام الشماع، إلى أن مصطبة "عنخ حا إف" كانت الأكبر فى الجبانة الشرقية بالجيزة، تمثاله النصفى كان موضوع فى مقصورة من الطوب الطينى موصولة للجانب الشرقى للمقبرة، بحيث يكون مواجه للطريق الداخل إلى المقصورة، مضيفا أن العابرين تركوا لـ"عنخ حا إف" أكثر من 90 صنفا لطعام وشراب لكى يستمتع بهم فى الحياة الأخرى.
وجدد بسام الشماع، طلب عودة هذا التمثال الهام إلى أرض وطنة حيث عاش وترعرع فيها.