أثار الفيديو المنتشر على صفحات وسائل التواصل الاجتماعى والخاص بشخص يعرف نفسه بأنه المهدى المنتظر وأنه يخاطب الله، ردود فعل غاضبة بين أوساط رجال الأزهر وأساتذة علم النفس والاجتماع ورجال الطب النفسى، الذين شخصوا الحالة على أنها نوع من التضليل لشخص يعانى المرض النفسى ويحتاج إلى مصحة عقلية للعلاج الفورى.
من ناحيته، أكد أحمد المالكى، عضو المكتب الفنى بالأزهر الشريف، أن ادعاء النبوة، ظاهرة أخبر عنها النبى صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "وأنه سيكون فى أمتى ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبى، وأنا خاتم النبيين لا نبى بعدي".. رواه الترمذى وغيره، مضيفا أن القرآن الكريم صرح بختم نبوة نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- فقال الله تعالى : "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ".
وتابع المالكى فى تصريحات لـ "انفراد": "هذه الآية دليل صريح على ختم النبوة بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا نبى بعده هذا ما فهمه المسلمون السابقون لكتاب الله ـ عز وجل ـ منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا".
وقال : "هنا لفتة بديعة فى هذه الآية عند قوله { وخاتم}، يقول ابن الجوزى ـ رحمه الله ـ فى كتابه " زاد المسير" عند تفسير هذه الآية : "ومن قرأ "خاتم" بكسر التاء فمعناه وختم النبيين ومن فتحها فالمعنى آخر النبيين "، متابعا: "بل ذكر النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه خاتم الأنبياء فقال :" فضلت على الأنبياء بست.. أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لى الغنائم، وجعلت لى الأرض مسجدا وطهورا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بى النبيون ". رواه البخارى ومسلم
وأوضح أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم قال : "مثلى ومثل الأنبياء قبلى كمثل رجل بنى دارا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة، فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين".. رواه البخارى ومسلم.
وتابع: "بل أكد النبى - صلى الله عليه وسلم- على أن النبوة انقطعت بعده أبدا، فعن أنس ـ رضى الله عنه ـ عن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : "إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدى ولا نبى".. رواه أحمد والحاكم وغيرهما، فهذه الأدلة صريحة صحيحة فى ختم النبوة بنبينا - صلى الله عليه وسلم.
وأشار المالكى إلى أن ادعاء النبوة بعد النبى، أخبر عنه عليه الصلاة والسلام من أن ذلك سيقع وأن من يدعى ذلك كذاب، وقد عُرف ادعاء النبوة فى مختلف المجتمعات، فمقابل كل نبى أو رسول يُوحى إليه، هناك آلاف الكذابين والدجالين حتى قبل ظهور الرسول (محمد) صلّى الله عليه وسلّم، خاتم الأنبياء.
وأكد أن هذه الظاهرة انتشرت وكثرت فى المجتمعات العربية فى عصرنا الحديث، وهؤلاء لا أشك فى أنهم مصابون بخلل نفسى واضطراب فكرى يجب معالجتهم، لحماية المجتمعات من ضلالتهم.
وفى السياق ذاته، علق الدكتور إبراهيم مجدى استشارى الطب النفسى، على الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعى، زعم مواطن فيه أنه كلم الله سبحانه وتعالى 24 ساعة، والتقط صورة مع الرسول عليه السلام بمنزله، قد يعانى من الفصام الذهانى أو مصاب باضطراب وجدانى ثنائى القطب وهو المعروف بالهوس".
وأضاف استشارى الطب النفسى فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن الاضطراب الوجدانى هو عبارة عن نشاط زائد فى الكلام ويسخر النصاب به من كل شىء حوله ويعانى اندفاعية شديدة وكلامه غير مرتب ويدعى أشياء غير عقلانية كالقوة الخارقة والسيطرة على العالم وأنه المهدى المنتظر وأنه صلاح الدين أو سوبر مان وهكذا .
وتابع استشارى الطب النفسى، أما الفصام الذهانى فيعانى صاحبه من الهلاوس ويدعى سماع أصوات لا يسمعها غيره وضلالات شك وعظمة ويكون منعزل عمن حوله.
وأشار إلى أنه يتم التعامل مع هذه الحالات عن طريق العلاج الدوائى والجلسات ويفضل الحجز فى المستشفيات حتى لا يؤذى من حوله، لافتا إلى أن احتمالية الإصابة بهاذين المرضين قد يكون نتيجة كثرة تناول المخدرات والحشيش والأدوية المخدرة كالترامادول .
جدير بالذكر أن عددا من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، تداولوا مقطع فيديو لمواطن زعم فيه أنه كلم الله سبحانه وتعالى 24 ساعة، والتقط صورة مع الرسول عليه السلام بمنزله، مضيفا، "أنا بشرى للمؤمنين، الله علمنى علم لم يعلمه لأحد قبلى حتى رسول الله".
وأضاف المواطن فى مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: «أنه يعرف المهدى وسوف يحدث تغييرات كثيرة فى هذا العام 2018، خراب على دولة ظالمة خاصة إيران وكل من يعادى مصر ويقف ضد حق ستكون نار على الظالم، وجنة للمتقين، وستظهر علامات الساعة الكبرى، ويظهر سيدنا عيسى وينتشر العدل وقسط".
فيما أعرب عدد من مستخدمى السوشيال ميديا عن استيائهم من فعل المواطن، داعين له بالهداية، وشن بعضهم هجوما عنيفا لتدخله فى الثوابت الدينية والحديث عن أمور غيبية لا يمكن تجاوزها أو التطرق اليها على الملآ بدون علم.