وحدها لكن ونسانة.. "همسة" خاضت مغامرة بالدراجة من القاهرة لسيناء فى 8 أيام تحت شعار "مصر آمنة".. تؤكد: تلقيت ردود فعل محبطة "سيتم اختطافك واغتصابك وسنعثر عليكى ميتة".. وأعشق المغامرات وتسلق الجبال وشع

"ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبَــدَ الدهــر بيــن الحــفرْ".. قادت تلك الكلمات فتاة شرقية مصرية، إلى مغامرة خطرة بدأت فكرتها عندما كانت تستقل سيارة فى مدينة العين السخنة، ووقعت عيناها على شاب يقود دراجة فى سفر شاق، وشرد عقلها سارحة وقالت :"هو أنا ممكن أعمل زى كده وألف مصر بالعجلة". مرت عجلة الزمن حتى تذكرت بعد سنوات أن تقوم بالمخاطرة التى رفضها المجتمع من حولها وتلقت ردود فعلة محبطة من نوعية: "الفتيات لا يفعلن هذا وحدهن، شخص ما سيختطفك ويغتصبك وسنعثر عليكى ميتة"، ولكن هدفها إثبات أن وجهة نظرهم خاطئة، وأن مصر آمنة، وأن البشر طيبون بفطرتهم، قائلة :"لقد قابلت عددا لا يحصى من الناس فى طريقى ولم يحاول أحد الإضرار بي". تحدى الثمانية أيام لم تكسر "همسة منصور" التى تبلغ من العمر 29 عاماً، حواجز اجتماعية فقط.. بل كسرت حواجز الطرق الوعرة، وشقت طريقها من القاهرة إلى سيناء، فى ثمانى أيام، عانت فى الأيام الثلاثة الأولى من شدة الهواء الذى جعل المهمة صعبة، ولكن واصلت طريقها وسارت مئات الكيلومترات بالدراجة فى صحراء مصر، بين مدنها المختلفة دهب ونويبع وسانت كاترين وغيره، بمفردها، فى ظل الطقس المتقلب والبرودة الشديدة. رحلة همسة منصور عبر الدراجة، انتهت يوم 25 ديسمبر الماضى، بعد وصولها لنويبع، المحطة النهائية لرحلتها التى خاضتها على الدراجة بمفردها، فى طرق البحر الأحمر وسيناء. أكدت همسة، أن عددا كبيرا من النساء والرجال، أبلغوها أنهم يريدون أن يحذوا حذوها، مشيرًة إلى أن أكبر الدروس التي تعلمتها من الرحلة، هو أن يكون الحب هو دافع التصرفات وليس الخوف. وأوضحت أنها كانت تعتزم إنهاء رحلتها في مدينة سانت كاترين، إلا أن حالتها الصحية حالت دون تحقيق ذلك، إذ أشارت إلى إصابتها بحرق من الدرجة الثانية في اليوم الثانى لبدء رحلتها، وأنها كانت تقود فى ظل شعور بالألم، موضحة أنها أرادت أن تصل بدراجتها لأبعد ما يكون، لكن مضاعفات الحرق وشعورها بالألم، حال دون ذلك. وشددت على أن الخبرة التى اكتسبتها لا تقدر بثمن، موضحة أنها لا تستطيع الانتظار لتعود مرة أخرى للطريق. وعن وصولها لدهب، أكدت همسة، أن الوصول لها كان له متعة خاصة، إذ أنها قابلت العديد من الأصدقاء بحسب ما قالت، وساعدوها فى ملء زجاجتها بالمياه، لاستكمال الرحلة. التشجيع وقالت صاحبة رحلة الدراجة إلى سيناء، فى تصريحات لـ"انفراد" إن هناك صديقين شجعاها على المغامرة، بعد أن خاضت شبيهتها من القاهرة إلى الإسماعيلية فى مارس الماضى. 3 أسباب دفعتها للمغامرة "همسة" تعشق المغامرات وتقود الدراجة وتتسلق الجبال، ويظهر عليها طابع الحماسة والشجاعة، بالإضافة إلى أنها قررت أن تخوض المغامرة لتؤكد أن الصعوبات يمكن أن تقوم بها الفتاة وليس الولد فقط، كما أنها أثبتت أن مصر بلد الأمن والأمان. صعوبات تغلبت عليها واصلت "همسة" الطريق فى خطوات مستمرة وصلت إلى 11 ساعة متواصلة، وفى بعض الأحيان كانت تقطع المسافة براحة نصف ساعة فقط كل خمس ساعات. تعتزم خوض مغامرتين وتنوى "همسة" أن تقوم بمغامرة أخرى فى 2018 مع زوجها "نور الدين"، فى رحلة من أسوان إلى دمياط عبر التجديف بالقارب، كما أنها ستقوم بجولة عبر الدراجة فى مصر بالكامل بمفردها فى عام 2019.