تتوالى ظواهر الطقس الغريبة فى مناطق عديدة بالأرض فى تلك الأيام، ما بين برودة قارصة تجمد أطراف البشر وحر شديد ينصهر معه الطرق الإسفلتية، لتبرهن التأثير البالغ للاحتباس الحرارى والتغير المناخى. فبعدما وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من40 تحت الصفر فى مناطق بالساحل الشرقى للولايات المتحدة، وارتفاعها إلى فوق 47 درجة فى استراليا، غطت الثلوج واحدة من المناطق الأكثر حرارة على الكوكب، وهى الصحراء الكبرى فى شمال أفريقيا.
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا بسقوط الثلوج بمنطقة الكثبان الرملية فى الصحراء الأفريقية الكبرى التى تعرف فى المعتاد بحرارتها القاتلة والخانقة. ولم تشهد أقرب مدينة للصحراء وهى عين سيفرا الجزائرية، أى ثلوج منذ 40 عاما حتى حدث ذلك للمرة الأولى هذا القرن فى عام 2017، والأكثر غرابة هو حقيقة أن هذا هو العام الثانى على التوالى الذى تشهد فيه المنطقة تساقط الثلوج.
وفى استراليا، شهدت بعض المناطق نفوق المئات من الخفافيش التى لم تتحمل حرارة الجو الشديد، حيث وصلت درجات الحرارة فى سيدنى يوم الأحد الماضى أكثر من 47 درجة، فى موجة حارة لم تشهدها البلاد منذ نحو ثمانين عاما.
وفى الولايات المتحدة، وبعد العاصفة الثلجية فى الساحل الشرقى منذ مطلع العام الجديد، تعرضت مناطق فى ولاية كاليفورنيا لسيول وانهيارات أرضية أسفرت عن مصرع 13 شخص على الأقل وتدمير العديد من المنازل.وتوقعت السلطات فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية، أن يزيد عدد القتلى جراء السيول والتدفقات الطينية لكنها أشارت إلى أن جهود الإنقاذ ستكون أيسر خلال اليوم الأربعاء بعد أن تتجه العاصفة المطيرة القوية غربا وتنقشع الغيوم.
وواصل أفراد الإنقاذ صباح اليوم جهود البحث عن الضحايا فى مقاطعة سانتا باربره حيث اجتاحت الأوحال منازل وغطت طرقا سريعة وجرفت مركبات بعد سقوط أمطار غزيرة تجاوزت كثيرا المعدل المعتاد. وقال بيل براون قائد شرطة سانتا باربره خلال مؤتمر صحفى أمس الثلاثاء "نتوقع أن يزيد العدد مع استمرار بحثنا عن المفقودين، وإن كنا نأمل ألا يحدث ذلك".
وكانت المناطق السكنية الراقية الواقعة على مشارف سانتا باربره، مثل مونتيسيتو وكاربنتريا، هى الأكثر تضررا، وتقطعت السبل بنحو 300 شخص فى أحد الأودية، وقال مسئولون إن فرق الإنقاذ تحاول إنقاذهم باستخدام طائرات هليكوبتر مستأجرة من خفر السواحل الأمريكي
من ناحية أخرى، ذكرت مجلة نيوزويك أن الولايات المتحدة أنفقت على التعامل مع الكوارث الوطنية التى تسببت فيها ظروف المناخ فى 2017أكثر من أى عام من قبل على الإطلاق، بحسب أرقام الحكومة الفيدرالية. ففى العام الماضى، تعرضت الولايات المتحدة لسلسلة من الأعاصير حرائق الغابات وموجات صقيع شديد، مع مزيج من الإنفاق على أضرار الممتلكات والمساعدات والإغاثة قد بلغ 306 مليار دولار، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى.
وتجاوزت التكاليف الإجمالية الرقم القياسى السابق المسجل فى 2005، عندما أى إعصار كاترينا وسلسلة من العواصف المدمرة إلى خسائر قدرت بـ 214 مليار دولار. وقد أدى إعصار هارفى الذى ضرب ولاية تكساس فى أغسطس الماضى إلى خسائر بقيمة 125 مليار دولار خسائر، وهو الكارثة الأكثر تكلفة فى الولايات المتحدة فى عام 2017. بينما بلغت إعصار ماريا 90 مليار دولار، ولم تتعاف جيرة بورتريكو بعد من آثار هذا الدمار حتى الآن. وبلغت خسائر حرائق الغابات فى جنوب كاليفورنيا وكولورادوا فى المجمل 18 مليار دولار.
وقالت نيوزويك إن هذه الأرقام تسلط الضوء على المخاطر الاقتصادية من كوارث حتى مع تشكيك إدارة الرئيس دونالد ترامب فى أسباب هذه الكوارث.