أدار الندوة - محمد البديوى
أكد الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، أن خطة الجامعة للقضاء على طلاب الإخوان قامت على حصر أعضاء الجماعة فى مربع له باب واحد يخرج منه من يخرج ولا يدخل إليهم أحد، قائلا: «أعملت فيهم سيف القانون فصلا وتشريدا، ويستحقون ذلك».
وفى رده على هجوم أعضاء حزب النور السلفى بعد قرار حظر النقاب بالمستشفيات الجامعية، قال نصار: «لن يرضى عنك السلفيون حتى تتبع ملتهم ولو اتبعنا ملتهم لخسرنا أجمعين، كل واحد يربى دقنه ويقصر جلابيته وبعد كده يقول أنا داعية إسلامى ويعمل إسهال فتاوى»، مؤكدا أن الذين يفتون بلا تخصص يرتكبون جريمة ضد الدستور قولا واحدا وأن نص المادة 4 كان مقصودا.. وإلى نص الندوة:
ترفع دائماً شعار حرية تداول المعلومات.. فهل ترى ذلك متحققاً على أرض الواقع من خلال وسائل الإعلام؟
- سر من أسرار نجاح «انفراد»، أن معظم العاملين بها من الشباب، اليوم كل شخص بعد أن يفتح هاتفه المحمول يذهب أولا لـ«انفراد» حتى يعلم ما يدور بالدنيا حوله، وعلاقة الإعلام بالمواطن مهمة للغاية لأنه يشكل وجدانه وفكره.
كم بلغت ديون جامعة القاهرة عندما تسلم د. جابر نصار رئاستها؟
- ديون الجامعة المباشرة التى تستحق الدفع فى 1 أغسطس 2013 كانت 150 مليون جنيه عدا ونقدا، للمقاولين الذين توقفوا فى الجامعة عن أى شىء من يناير 2013، وفى كلية التربية النوعية ماسورة مجارى طولها 10 متر استمرت مفتوحة 10 شهور، لأن الجامعة لم يكن لديها أموال تدفعها للعاملين، من بين تلك الديون 90 مليون جنيه لصندوق العلاج، و36 مليون جنيه مديونية استقطعتها الجامعة من صندوق الزمالة.
إلى أى مدى تعمقت جذور الفساد داخل منظومة العمل بجامعة القاهرة؟
- وجدت 300 اسم بين قوائم الموظفين فى كشوف المكافآت فى جامعة بها 40 ألف موظف، وكان من بينهم نجل موظف كبير بالجامعة كان يتقاضى 6 شهور مكافأة عن كل شهر، وطلبت أن نرصد كل المكافآت التى صرفت خلال 6 شهور، وبعد أن قمت بحصر جميع الأموال التى أخذها هذا الفريق واجهتهم، إما بالإحالة للتحقيق أو استرجاع هذه الأموال لإدارة الجامعة، وتم استرداد أكثر من 4 ملايين جنيه.
المؤسسات الحكومية تنشر إعلانات تعازى وتهانى على الأقل بمليون جنيه يوميا، وعند حسابها تجدها 30 مليون جنيه فى الشهر و366 مليون فى السنة، وعليه قررت إلغاء إعلانات تعازى والتهانى بالجامعة.
ماذا عن إمبراطورية «دار العلوم» التى يقال إنها مقر لجماعة الإخوان بجامعة القاهرة؟
- واجهتنى العديد من المشاكل فى هذه الكلية، لأن هناك العديد من الطلاب والأساتذة الذين يحثون على العنف، وكذلك كان هناك أساتذة يدرسون مناهج من عندهم، فعلى سبيل المثال أستاذة كانت تُدرس كتب سيد قطب وحسن البنا، وأستاذ يُدرس كتاب يسمى «القرضاوى أمير المجاهدين».
ومع معرفتى بما كان يفعله الأساتذة قررت إحالتهم للتحقيق، وتم بالفعل فصل عدد منهم، ثم اجتمعت بمجلس كلية دار العلوم، وقلت لهم إن الجامعة ترغب فى تطوير المادة التعليمية وتحرض على عدم الانتقاص من حق أعضاء هيئة التدريس.
ما آخر تطورات الحرب التى تخوضها جامعة القاهرة على منطقة بين السرايات؟
- طلبت من الأساتذة كتبا مرجعية يراجعها المكتب العلمى وفق التصنيف الذى نصت عليه اللائحة والمنهج يتم وضعه على أن يكون له أهداف علمية واضحة، ويرتبط بذلك تطوير نظام الامتحانات، لأنه عندما أواجه «بين السرايات» لا يمكننى أن أواجهها بالقوة لأنى جامعة، ولست وزارة الداخلية، إذ إن العاملين هناك يقومون بسرقات علمية ويعتدون على حق المؤلف، وتعمل بين السرايات على مليارات لا تعلم الدولة عنها شيئا، فيما يسمى اقتصاد تحت بير السلم.
بين السرايات تقدم للطلاب «البرشام» لمساعدتهم على الغش و«على أد فلوسك»، لكل جزئية سعر محدد من 10 جنيهات إلى 1000 جنيه، منظومة بين السرايات تعمل على ملخصات إما للمذاكرة أو الغش، وبعد ذلك يصبح الخريج لا يعلم شيئا عن أى شىء، ويحصل على الماجستير والدكتوراه ثم يقف على رصيف رئاسة الوزراء، من أجل وظيفة بـ500 جنيه، إنما إذا علمته بشكل جيد، وكان لديه الجرأة سيتربح بشكل أفضل ويكون لديه عمل جيد.
خضت معارك كثيرة.. آخرها معركة النقاب ألا تؤمن بالمواءمات الاجتماعية والسياسية مثل رفض الاصطدام فى هذا التوقيت؟
- المعارك التى خضناها منذ اليوم الأول ليست شخصيةو، بل بالعكس جزء منها أدى إلى ضرر شخصى لى بصورة غير طبيعية وعلى سبيل المثال عام 2013 كان أغلب الناس متحاملة على جابر نصار، وكانت برامج «التوك شو» تضغط على جابر نصار وطالبونى بالاستقالة واتهمونى بأننى أضعت الجامعة، وكنا من القوة فى مواجهة هذا الصخب ألا نتخذ قرارا يضر بالمنظومة، بمعنى أننى لم أخضع للابتزاز الإعلامى للإضرار بالمنظومة بقرار يرضى الإعلام، لأننى إذا اتخذت قرارا يرضى الإعلام ويضر الجامعة فإننى سأصبح مسؤولا عن ذلك أمام الله وأمام ضميرى، وأكون حينها قد أضعت الأمانة التى حملتها.
وكنا فى الوقت الذى نسى فيه الناس كل ما قدم جابر نصار فى حكم الإخوان والجهاد الذى جاهده فى مواجهتهم، وموقفى من اللجنة التأسيسية فى عهدهم والضرر الذى أضرت فيه فى عملى وبيتى ووقفت كالجبل ضد الإخوان، بعد ذلك شكك فى شخصى كثيرون واتهمونى بأننى طابور خامس وهذا لم يعننى.
ومثلما أسهمت جامعة القاهرة فى صناعة التطرف فى مصر فى أواخر سبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى، وأنتجت رؤوس الفتنة والتطرف هى الآن تسهم بقوة فى تفكيك هذا التطرف وهذه الفتنة ليس بمواجهة الإرهاب، لأن مواجهة الإرهاب سهلة.
ما الذى فعلته جامعة القاهرة لتفكيك التطرف؟
- قرار إلغاء التدريس بالملازم ضد التطرف، لأن الطالب ذا العقلية الخاوية الذى لا يتعلم شيئا سيملأ التطرف عقله وقلبه، وكذلك قرار حظر النقاب بقاعات الدرس والمستشفيات، نحن معنيون بتفكيك بنية التطرف فى جامعة القاهرة، وفرضت علينا هذه المسألة معارك نخوضها، إلى متى سوف نؤجل؟ اليوم وصلنا لمواءمات المؤسسات والحكومات والسلطات على مدار 50 عاما، وصلت بنا لمرحلة كادت الدولة أن تضيع إلى متى سننتظر؟ اليوم ليس لدينا وقت وعلينا المواجهة.
أعلنت انتهاء طلاب الإخوان كتنظيم بجامعة القاهرة.. هل تأكدت من ذلك بالفعل؟
- خطتنا كانت قائمة على حصر أعضاء هذه الجماعة فى مربع له باب واحد يخرج منه من يخرج ولا يدخل إليهم أحد، وعندما يخرج من هذا المربع من ليس من الإخوان تغلقه عليهم، فتعمل فيهم سيف القانون فصلا وتشريدا، وقد فعلنا ذلك، فصلنا 400 من طلاب الإخوان بجامعة القاهرة.
وعندما أطلقنا مبادرة الرجوع كنت متأكدا أن الإخوانى الأصيل لن يرجع فرجع إلينا، أول مرة 55 طالبا، وثانى مرة 36 بإجمالى 91 طالبا عاد منهم مرة أخرى طالبان فقط، فبلغ إجمالى من أنقذناهم من جحيم الإخوان 89 طالبا وطالبة، و311 طالبا «باقى المفصولين».
ما ردك على هجوم السلفيين على جابر نصار بسبب قرار حظر النقاب؟
- لن يرضى عنك السلفيون حتى تتبع ملتهم ولو اتبعنا ملتهم لخسرنا أجمعين، مع احترامى للأشخاص، لكن هناك مؤسسة دينية رسمية، وهذا العبث الذى يحدث فى مصر والفتوى فى أمور الدين يتجرأ عليها كل واحد «واحد يربى دقنه ويقصر جلابيته وبعد كده يقول أنا داعية إسلامى ويعمل إسهال فتاوى، وكل ما ياخد رئيس جامعة القاهرة قرار يقول إنه مخالف، أنت مين أنت؟».
من يقول إن قرار حظر النقاب مخالف للشريعة الأزهر أو دار الإفتاء هو طبيب أطفال ترك طب الأطفال واشتغل بالدين بغير أساس، لا توجد هناك مشكلة فى أن يتدين، ولكن عليه ألا يفتى، ولذلك المادة 4 من الدستور تتحدث عن أن الأزهر هو المرجعية الوحيدة فى أمور الدين، لذلك الذى يتحدث فى أمور الدين إفتاء تحليلا أو تحريما يرتكب جريمة ضد الدستور قولا واحدا، وأنا مشرع دستورى ووضعنا هذا النص مقصودا، كل شخص يقول قرار رئيس جامعة القاهرة مخالف للشريعة والأزهر، القرار ليس دينيا ولا صلة له بالدين، وإنما هو قرار إدارى.
ألا تشعر بالخوف بعد الحروب التى خضتها مع الإخوان والسلفيين وغيرهم؟
- أؤمن إيمانا كاملا أن الإنسان بين قدرين، قدر مكتوب عليها لا يستطيع منه هروبا، وقدر ليس مكتوبا عليه لن يصله، ولذلك نأخذ بالحيطة والأسباب إنما «مبنخافش».
كيف لنا أن نلجأ لمستشارين أجانب ولدينا أفضل منهم بجامعة القاهرة؟
- هذا سؤال جيد، ولكن لا يد للجامعة فيه والقانون سنة 1972 كانت الدولة تحت التصور الاشتراكى، ووفقا للمادة 189 من قانون تنظيم الجامعات لا يجوز للجامعة أن تدخل فى شراكات فى مشروعات صناعية أو استثمارية، أنا شخصيا طالبت فى المجلس الأعلى للجامعات أكثر من مرة، وتعطى للجامعة فرصة تصنيع براءات الاختراع لصالح الدولة، وليس للمتاجرة، لدينا ابتكار لتحويل مياه الصرف الصحى لصالحة للشرب، ولدى وفرة من المال يمكن أن أصنع وأعطى الحكومة، ونحتاج إلى إطار تشريعى.
لكن فى الوقت الحالى «إذا خصصت 50 مليون جنيه مثلا لإقامة مصنعا لتحلية المياه أروح محكمة الجنايات تانى يوم لمخالفتى القانون بذلك».
ما مصير اختراعات طلاب هندسة القاهرة بعد تفوقهم على جامعات عالمية فى المسابقات؟
- أخطر مشكلة فى شوارع مصر هى القمامة، ومصر فيما سبق عندما جاء «شامبليون» كتب شعرا فى نظافة طرق القاهرة وتمنى أن تكون طرق باريس مثلها، لدى طلبة فى كلية الهندسة اخترعوا «مكبس» لضغط طن قمامة فى مساحة لا تزيد عن متر فى متر، ولا أستطيع تصنيعه، لأن القانون يمنعنى من ذلك ورجال الأعمال فى مصر مؤمنين بقاعدة إن شراء العبد أفضل من تربيته، وعرضت على أحد رجال الأعمال مشروعا من إنتاج الطلاب لتنفيذ قال لى: «أنا لسه هبنى وأحضر عمال ويعملوا إضراب أنا أستورد من الخارج أفضل»، فهذا الفكر لا يمكن أن تتقدم به أمة.
لدى قدرة لتمويل فكرة بـ100 مليون جنيه، مكبس القمامة هذا لن يتكلف 5 ملايين جنيه والكل سيستفيد وستتم نظافة الشوارع، سوف يأتى عليك يوم تستورد فيه الناس القمامة، ولابد أن تطلق إمكانيات المؤسسات.
هل يمكن أن تستضيف جامعة القاهرة حمدين صباحى أو عمرو حمزاوى؟
- نحن نعيش نقطة زمنية خطرة للغاية وإبعاد الجامعة عن إشكاليات التحزب والتناحر السياسى أمر وطنى فى هذه المرحلة، وليس بطولة أن تعرض الجامعة لإشكاليات التمزق السياسى والخلافات السياسية الحادة، هذا ليس فى خريطتنا لا لصالح الحكومة أو ضدها، وكانت الجامعة فى كل الفعاليات السياسية شديدة الحياد حتى أننى ألزمت نفسى فى هذا الحياد فيما أحب كأستاذ قانون دستورى لم أكن أقرأ قوانين الحقوق السياسية والانتخابات لعدم إدخال جامعة القاهرة فيها من خلال تصريحاتى فى الإعلام، فالجامعة مفتوحة للاعتبارات القومية.
موضوعات المتعلقة..
- طلاب "دار علوم القاهرة" يدشنون فعالية "هنحضر حفل منير بالعافية"
- مصطفى الضبع: موسوعة يوسف نوفل عن الشعر الحديث مهمة للباحثين
- رئيس جامعة القاهرة يتفقد سير الامتحانات بكلية دار العلوم