العداء "الكورى – الأمريكى| يهدد محادثات السلام.. واشنطن وسول تبحثان شمول محادثات الكوريتين نزع السلاح النووى من الشطر الشمالى..ورئيس وفد "بيونج يانج" يؤكد:الولايات المتحدة هدف لقنابلنا وصواريخنا العاب

خلقت دائرة المباحثات والتقارب بين الكوريتين، الذى نشأ مع أول محادثات رسمية بين الجارتين فى شبه الجزيرة الكورية، طموحات وآمال لدى الشطر الجنوبى، والولايات المتحدة الأمريكية، بأن قناة الاتصال الجديدة التى فتحت عقب أكثر من عامين توقف خلالها التواصل بين الشطرين الجنوبى والشمالى، سوف تنتهى بالقضاء بطريقة سلمية على الأسلحة النووية لدى "بيونج يانج"، التى تمثل مصدر إزعاج لجيرانها فى القارة الآسيوية، وكذلك عدوها اللدود واشنطن، على حد سواء. ورغم أن كوريا الشمالية، كانت واضحة من البداية مع فتح أبواب الاتصال مع الشطر الجنوبى، بانعقاد أول محادثات رسمية فى "بانمونجوم"، فى المنطقة المنزوعة السلاح بين شطرى شبه الجزيرة الكورية، بأنها لن تتخلى عن قوتها النووية، مع حرصها على تقريب وجهات النظر والتوافق مع جارتها الجنوبية، إلا أن أحلام سول، وواشنطن، ذهبت بعيدًا إلى عالم افتراضى وليس أقرب للواقع فى شئ، حيث يمكن فى هذا العالم الموازى أن تتخلى "بيونج يانج"، عن أسلحتها النووية والباليستية. ومع بدأ السلطات العسكرية فى الكوريتين الشمالية، والجنوبية، تشغيل خط الاتصالات العسكرية بينهما فى البحر الغربى، الأربعاء الماضى – أى بعد يوم واحد من المباحثات (الكورية – الكورية) – والذى أعادت كوريا الشمالية توصيله، كان هناك مباحثات أخرى على بعد يومين فقط من تلك الخطوة الهامة على طريق السلام فى المنطقة، بين وزيرا خارجية كوريا الجنوبية، والولايات المتحدة الأمريكية. سول وواشنطن يسعيان وراء حلم تجريد كوريا الشمالية من أسلحتها النووية وخلال المباحثات الهاتفية (الكورية الجنوبية – الأمريكية)، التى جرت، الجمعة، وكان محورها الأساسى مناقشة نتائج الحوار الذى جرى بين الكوريتين، منتصف الأسبوع الماضى، تداول الطرفين سبل تعزيز التعاون بينهما للعمل على إيجاد تسوية سلمية للقضية النووية فى شبه الجزيرة الكورية، مؤكدين أن تحسين العلاقات بين الكوريتين لا يمكن فصله عن إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وفى ذات الصدد، سبق ذلك الاتصال، انعقاد محادثات فى واشنطن، يوم الأربعاء، بين مسئولين بارزين كوريين جنوبيين، وأمريكيين، معنيين بالمجال النووى، لتبادل الآراء حول نتائج المحادثات بين الكوريتين. والتقى لى دو-هون، الممثل الخاص لشئون السلام والأمن فى شبه الجزيرة الكورية، مع نظيره الأمريكى جوزيف يون، وناقش المسئولان، سبل تحويل هذا الزخم الناجم عن استئناف الحوار بين الكوريتين، وكيفية جعله زخما يخدم إيجاد تسوية سلمية للقضية النووية فى شبه الجزيرة الكورية. ومن خلال التفاصيل سالفة الذكر، ينعكس لنا أن كوريا الشمالية تعدو وحيدة فى وادى، وجارتها الجنوبية، والولايات المتحدة، يسبحان فى فضاء عالم خيالى لا يمت للواقع بصلة، فبينما تجرى المناقشات والمباحثات بين الكوريتين حول مشاركة "بيونج يانج"، فى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، المقرر اقامتها فى مدينة بيونج تشانج، يبدو للمتابع أن هناك طموحات لا يبالى بها الزعيم الكورى الشمالى، كيم جونج أون، الأمر الذى قد يكون عقبة تتحطم عليها مباحثات السلام التى لم تلبث أن تحبو أولى خطواتها منذ أيام قليلة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن اعتزام كوريا الشمالية – وفق اتفاقها مع جارتها الجنوبية - إرسال رياضيين للمشاركة فى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، سيكون له تغيير فى العلاقات بين البلدين، لكنه لن يكون له أى تأثير على طموحات بيونج يانج النووية، كما يرى معظم محللين. ومن جهته، علق الأستاذ فى جامعة يونسى، فى سول، دون ديلورى، أن الطرفين أرادا تحقيق نصر وهو ما حصلا عليه، حيث كانت كوريا الجنوبية، بصفتها منظمة الدورة الأولمبية، مصرة على أن تشارك بيونج يانج، فى "أولمبياد السلام"، كما تدعوها، بعدما قاطعت الألعاب الأولمبية السابقة، التى جرت فى العاصمة الكورية الجنوبية عام 1988. وقبل الخطاب الذى ألقاه زعيم البلاد كيم جونج أون، بمناسبة حلول رأس السنة، لم يبد الشمال أى مؤشر إلى رغبته فى المشاركة فى الألعاب الاولمبية، بل واصل تطوير برامجه العسكرية المحظورة متحديا العقوبات الدولية المفروضة عليه، وأطلقت بيونج يانج، صواريخ قادرة على بلوغ الأراضى الأمريكية، كما قامت فى سبتمبر بتجربتها النووية السادسة. الألعاب الأولمبية بالشطر الجنوبى تجمد التوترات بين بيونج يانج وواشنطن وتشكل مشاركة كوريا الشمالية تأكيدا ضمنيا على أن بيونج يانج، ستمتنع عن أى استفزاز خلال شهرى فبراير ومارس، أى طوال فترة الألعاب الأولمبية، وأولمبياد ذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك فى وقت وافقت فيه أيضًا كل من سول، وواشنطن، على تأجيل مناوراتهما المشتركة السنوية إلى ما بعد الألعاب الأولمبية، وهى مناورات تندد بها كوريا الشمالية، باعتبارها تدريبًا على اجتياحها. وفى هذا الصدد، قال المحلل فى معهد آسان للدراسات السياسية فى سول، جو ميونج هيون، إن الشمال حظى بذلك بدرع استراتيجية تقيه أى ضربة عسكرية أمريكية محتملة تلوح بها إدارة الرئيس دونالد ترامب، باستمرار، باعتبارها خيارا مطروحًا، وأضاف "لن تتمكن واشنطن من اتخاذ تدابير عسكرية ضد الشمال خلال مفاوضات بين الكوريتين حتى لا تتهم فى حال طرأت مشكلات". وفى ظل أن دورة الألعاب الأولمبية أصبحت هى الحائل دون توتر الأجواء أكثر بين الأطراف المتنازعة، فهناك سؤال يطرح نفسه بقوة وهو، ما الذى سيحدث بعدما تنتهى الألعاب الأولمبية وتعود الظروف الجيوسياسية إلى ما كانت عليه فى شبه الجزيرة؟، وهنا يقول سكوت سنايدر، مدير وحدة كوريا الشمالية من مجلس الشؤون الخارجية البحثية، "يجب أن ننظر فى ما إذا كان من الممكن استغلال هذا الانفتاح للتشجيع على السلام والأمن إلى ما بعد الألعاب الأولمبية بحد ذاتها"، خاصة أنه بالرغم من نقاط الاتفاق التى تم التوصل إليها، الثلاثاء، فإن كوريا الشمالية لم تقطع أى وعود بالنسبة لبرنامجيها النووى والباليستى، ولم يخف رئيس وفدها استياءه عند طرح هذه المسالة. كوريا الشمالية تؤكد: نزع السلاح النووى أمر غير مطروح للنقاش ومن جانبه، أوضح رى سون جوون، رئيس الوفد الكورى الشمالى، للصحفيين، أن إزالة السلاح النووى ليست موضوعا مطروحا للنقاش بين الكوريتين، وقال إن "الولايات المتحدة هى هدف كل قنابلنا النووية وقنابلنا الهيدروجينية وصواريخنا الباليستية العابرة للقارات"، وتابع أن هناك مشكلات كثيرة ينبغى تسويتها بين الطرفين، محذرًا من أى عقبات غير متوقعة فى المستقبل. ويرى المحللون، أن سول، قد تجد نفسها فى مأزق بين رغبتها فى تحسين علاقاتها مع بيونج يانج، وحرصها على العمل مع واشنطن من أجل تجريد الشمال من السلاح النووى، وذلك فى وقت تشدد فيه الولايات المتحدة باستمرار على أن أى مفاوضات يجب أن تفضى إلى نزع السلاح التام من كوريا الشمالية وبصورة يمكن التثبت منها. وفى هذا الإطار، كتبت صحيفة "شوسون إيلبو" الكورية الجنوبية، فى افتتاحية "جميعنا مدركون للسبب خلف إرادة كوريا الشمالية المفاجئة فى المشاركة فى ألعاب بيونج تشانج"، مضيفة "إنها رغبة فى إثارة انقسام بين الحكومتين الكورية الجنوبية الراغبة فى خوض مفاوضات بين الكوريتين، والأمريكية الساعية إلى نزع سلاح الشمال النووى". كما قال الأستاذ فى الأكاديمية الدبلوماسية الكورية، كيم هيون ووك، إنه "سيتحتم على كوريا الجنوبية فى وقت ما أن تختار بين العلاقات الكورية، والانضمام إلى الجهود الأمريكية لتفكيك البرامج النووية الكورية الشمالية"، معتبرا أن الرئيس مون، لن يتخلى بسهولة عن طموحاته فى تحسين العلاقات مع بيونج يانج، وهو ما سيثير بلبلة حتما داخل التحالف.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;