اشتعلت نار الأسئلة الخطيرة عقب الإعلان عن اللقاء الذى جمع بين توفيق عكاشة عضو مجلس النواب، والسفير الإسرائيلى بالقاهرة، وانتقل لهيبها إلى شوارع «نبروه» المقر الانتخابى لصاحب قناة الفراعين والنائب المثير للجدل.
ورغم صدمة مؤيدى ومريدى توفيق عكاشة منذ فوزه بالمقعد البرلمانى، وأدائه الغريب تحت القبة، وافتعال الأزمات، فإنها تعد أمرا عاديا ويتوارى أثره حد التلاشى أمام صدمة كارثة لقائه السفير الإسرائيلى فى منزله، وهو اللقاء الذى فتح عليه أبواب جهنم.
وإذا كانت الأسئلة الدائرة عن سبب هذا اللقاء، وهل جاء مكايدة للنظام ورفض الرئيس عبدالفتاح السيسى لقاءه، ومحاولة ابتزاز الدولة، فإن هناك أسئلة أخطر تولدت عن اللقاء، جميعها يصب فى خانة المصيبة، وفقدان الثقة فى معظم الذين تصدروا المشهد بقوة منذ 25 يناير 2011، وحتى الآن، سواء كانوا من المحسوبين على اتحاد ملاك ثورة يناير، أو اتحاد ملاك ثورة 30 يونيو.
الأسئلة المستعرة التى تولدت من اللقاء، أبرزها: هل كانت تربط توفيق عكاشة والسفير الإسرائيلى علاقة قوية قبل اللقاء، وهو الأمر الذى مهد لمثل هذا الاجتماع المعلن؟ وهل عرض السفير الإسرائيلى تمويل قناة الفراعين عن طريق رجال أعمال إسرائيليين وقطريين؟
الذين طرحوا مثل هذه الأسئلة الخطيرة، مبعثها الربط بين موقف وأداء توفيق عكاشة تحت قبة البرلمان، ومطالبته بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ومحاولة المزج بين الخاص والعام فى بوتقة واحدة، وعشق المزايدات على الدولة ونظامها السياسى فى الشارع، باعتباره الشخص المؤثر شعبيا وأحد مفجرى ثورة 30 يونيو كما يطنطن هو دائما.
الأسئلة حول تمويل قناة الفراعين نابعة أيضا من الشكوى الدائمة عن معاناة القناة من الديون وعدم وجود تمويل، وإعلانات، ورفض عدد من الدول الخليجية التى تربطها بمصر علاقات قوية، تمويل القناة، دفع البعض إلى طرح السؤال: هل عرض بالفعل السفير الإسرائيلى إمكانية تمويل قناة الفراعين، عن طريق رجال أعمال إسرائيليين، لديهم شراكة قوية ببعض رجال المال والاستثمار القطريين؟
وهل بالفعل طرح توفيق عكاشة أرقاما خيالية بالملايين عن حجم شعبيته فى القرى والنجوع، وهى الشعبية التى تحمل كراهية مطلقة للكيان الصهيونى، ويستطيع أن يحسن من صورة إسرائيل لدى هذه القاعدة العريضة من الفلاحين والعمال والكادحين الذين يمثلون العمود الفقرى للشعب المصرى؟
وهل التغيير الاستراتيجى فى موقف توفيق عكاشة من النظام السياسى الحالى، ومحاولة إحراج الرئيس السيسى والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لها علاقة بالاتصال ومقابلة السفير الإسرائيلى؟ وما هو الهدف الذى دفع عكاشة إلى تصوير اللقاء الذى جمعه بالسفير الإسرائيلى وإرسال الصور والخبر لوسائل الإعلام لنشره؟
وهل هذا اللقاء الذى جمع بين عكاشة وسفير الكيان الصهيونى هو الأول من نوعه أم هناك لقاءات سرية غير معلنة ؟ وهل الإشادة بإسرائيل عبر قناته الملاكى «الفراعين» بطريقة أو بأخرى تأتى فى إطار تحسين صورة الكيان الصهيونى فى الشارع المصرى، وهو ما يعد فضيحة تطبيع كبرى، وهل تصبح القناة باباً خلفياً للجزيرة؟
من حق الناس أن تسأل، وعلى نائب البرلمان الذى يمثل المصريين تحت قبة مجلس النواب أن يجيب، وعلى البرلمان ألا يمرر هذه الواقعة الخطيرة مرور الكرام، لأن خطورة ما يفعله توفيق عكاشة تجاوزت حدود المنطق، وعجزت كل أدوات العقول العبقرية فى تفسيره.