صور.. "انفراد" داخل دار الكتب والوثائق القومية.. عايدة عبد الغنى المشرفة العامة: انتظرنا عامين قبل البدء فى ترميم الدار بعد التفجير الإرهابى عام 2014.. والشارقة دعمتنا بـ26 مليون جنيه

حينما نتحدث عن مواقع الثقافية المصرية لا نستطيع أن نغفل دار الكتب والوثائق القومية بباب الخلق، التى أنشئت منذ عام 1870، وعلى الرغم من أنها أغلقت بعد الحادث الإرهابى الغاشم الذى استهدف مديرية أمن القاهرة عام 2014، والذى أسفر عن تأثر الواجهة الأمامية للدار، إلا أنها لا تزال تمثل أحد أعمدة الاستنارة فى مصر والوطنى العربى، إضافة إلى أنها تعتبر من أهم المبانى التراثية الثقافية. وبمناسبة انتهاء الترميم وقرب افتتاح الدار أجرى "انفراد" حواراً مع الدكتورة عايدة عبد الغنى المشرف العام على دار الكتب بباب الخلق، للوقوف على آخر استعدادات وتجهيزات دار الكتب والوثائق بعد الحادث الإرهابى الذى لحق بها، وأيضا الإجابة عن السؤال الملح متى ستفتح دار الكتب أبوابها؟ ما الأضرار التى لحقت بدار الكتب بسبب الحادث الإرهابى؟ الحادث الإرهابى أثر بشكل كبير على الدار، لكنه لم يوقف العمل بها، رغم أنه ترك ضررا كبيرا، منه تدمير الواجهة الأمامية التى تطل على مديرية أمن القاهرة، وهذا الجزء للأسف الشديد كان يشمل العرض المتحفى ومجموعة كبيرة فى المقتنيات، لكن العناية الإلهية أنقذت المقتنيات التى ظلت سليمة إلى حد ما، بينما لحق الضرر ببعض "فاترين العرض"، كذلك أثر الحادث الإرهابى على التصميمات الحديثة التى دخلت على المبنى أثناء عمليه تطوير الدار من سنة 2000 إلى 2007، ومن الأماكن التى تضررت بشكل كبيرة إدارة الاطلاع الإلكترونى، كذلك الآثاث بالكامل، وغرفة الاطلاع العادى والمفتوح، لكن المبانى من الداخل إنشائياً لم يتضرر منها شىء. ماذا فعل العاملون فى الدار وقت عملية التفجير؟ كان التفجير صدمة كبير لكل الناس، خاصة العاملين بدار الكتب، وذلك لأن هناك ارتباطا وجدانيا بين العاملين وبين الدار، ففى الساعات المبكرة بعد الحادث توافد العاملون من كل المكان وأغلبيتهم يسكون فى مناطق بعيدة عن منطقة دار الكتب، وبروح واحدة عملوا على تجميع المقتنيات والمخطوطات بخوف وبحرص شديد، وتم تخزين المقتنيات فى نفس يوم التفجير. متى تم اتخاذ قرار إجراء عملية ترميم الدار؟ عملية اتخاذ قرار تطوير وتأهيل الدار لم يحدث بعد عملية التفجير مباشرة، ولم يتم اتخاذ أى إجراء إلا بعد سنتين من وقوع الحادث، ولم أعلم ما السبب الحقيقى فى عدم البدء فى عملية التطوير، لكن متحف الفن الإسلامى لحق به نفس الضرر الذى لحق بالدار، ولهذا جهات عديدة مثل اليونسكو تدخلت لإعادة تأهيله وترميمه، وكان من المقترح أن يتم إدارج دار الكتب فى هذه العملية، لكن هذا لم يحدث، فبعد سنتين من وقوع الحادث توليت مسئوليتى كمشرفة عام لدار الكتب باب الخلق، وفى الحقيقة كان هناك اتجاه بأن يتم إغلاق دار كتب بباب الخلق، ولكن الكاتب الصحفى حلمى النمنم، الذى كان يشغل وقتها رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق، رفض هذا التوجه وتولى أمر الهيئة وقام بتوزيع الموظفين على الإدارات الثانية بالهيئة. ما الجهة التى قامت بإعادة تأهيل الدار؟ عندما تم رفض غلق دار الكتب والوثائق، توالت عروض ومنح من أكثر من جهة لتطوير وإعادة تأهيل الدار، وتم الاستقرار على قبول منحة من الشيخ محمد بن سلطان القاسمى حاكم الشارقة، وتزامن قبول المنحة مع افتتاح مبنى دار الكتب بالفسطاط الذى قام بإنشائه حاكم الشارقة الذى كان على دراية واسعة بالأحداث التى كانت تمر بها مصر. هل وزارة الآثار كان لها دور فى عملية التطوير والترميم؟ نعم.. فى الوقت الذى تمت فيه عملية التطوير والترميم لمتحف الفن الإسلامى، كانت وزارة الآثار تعمل على ترميم الوجهة الخارجية لمتحف الفن، لهذا تقدمت بطلب لوزارة الآثار لترمم وجه دار الكتب باعتبارها واجهة واحدة، وبالفعل استجابات وزارة الآثار فى هذا الوقت، وتم ترميم واجهة دار الكتب المطلة على شارع بورسعيد بأيدى وزارة الآثار ووصلت تكلفة الترميم إلى نصف مليون جنيه. ماذا عن الصعوبات التى واجهت دار الكتب وقت عملية الترميم؟ دائما يردد المقاول المسئول عن الترميم: "عندما تبنى مبنى جديدا أسهل بكثير من أنك تعيد الترميم"، فكانت عملية الترميم أمر ليس بسهل، فدخلت العديد من تعديلات والإضافات الجديدة على المبنى، منها وضع الكاميرات المراقبة وأجهزة الإنذارات ومكيفات الهواء، فجميع هذه الأجهزة دمرت وقت عملية التفجير. ما الوقت الذى كان محددا للانتهاء من عملية الترميم بالدار؟ فى البداية كان الوقت المحدد سنة ونصف، لكن بعد تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار، حدثت زيادة فى عمليات الترميم، فالمنحة رصدت وقيمت ترميم المبنى فقط، ولم يدخل فيها بعض البنود المتعلقة بالفتارين أو الكاميرات أو الإنذارات، فالمنحة مختصة بكل شىء يحتاج ترميما فقط، لهذا واجهنا صعوبات، فعلى افتراض أن عملية ترميم تحتاج إلى مليون جنيه فبعد ارتفاع الدولار وصلنا إلى 3 ملايين جنيه، إضافة إلى أن الشركات التى كان من المفترض التعامل معها أوقفت عملية الاستيراد لهذا واجهنا مشكلات أدت إلى التأخر فى افتتاح الدار. كيف تم التغلب على ارتفاع أسعار المستلزمات بعد تعويم الجنيه؟ تمكنا بنسبة كبيرة من التغلب على المعوقات التى واجهتنا بعد ارتفاع الأسعار، ففى جميع اجتماعاتنا كنا نخرج بحل يرضى جميع الأطراف سواء كان الاستشارى أو المقاول أو دار الكتب باعتبارها جهة فنية، فالمعوقات تم تذليلها بشكل كبير، والمنحة قدرت قبل تعويم الجنيه بـ 26 مليون جنيه، ولكن بعد خمس شهور من علمية الترميم خاصة بعد التعويم وصلنا إلى 33 مليون جنيه، ومن أكثر الأشياء التى كانت مكلفة بشكل كبير المكيف الهوائى والكاميرات المراقبة التى تم تركيبها على أعلى مستوى بموصفات تم الاتفاق عليها من قبل الأمن القومى ووزارة الداخلية بعد حادث التفجير. هل تم طلب زيادة المنحة من قبل حاكم الشارقة لاستكمال عملية الترميم؟ نعم، قدمت طلبا لـ سلطان القاسمى، حاكم الشارقة، وتمت الموافقة عليه، لإمداد الدار بالكتب وبالمعدات التى تتضمن أجهزة الحريق وفتارين العرض، التى بدونها لا يمكن أن عمل العرض المتحفى، ووصلت تكلفة هذه المعدات إلى حوالى مليون جنيه. وماذا عن تجهيزات العرض المتحفى بدار الكتب؟ جمعية المكنز الإسلامى تعمل على تجهيز العرض المتحفى بالكامل، ولهذا قمنا بعمل صيانة للفتارين، وعملنا على تجهيز سيناريو العرض وتغير الإضاءة، وقاعات العرض تغيرت عن السابق، فالعرض المتحفى يشمل الدور الأرضى والأول والثانى، إضافة إلى أننا قمنا بعمل عازل للأتربة ولأشعة الشمس. ماذا يتضمن العرض المتحفى لدار الكتب والوثائق؟ العرض المتحفى عبارة عن بانوراما كنوز الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق، فهو يضم أهم مقتنيات الدار بما تتضمنه من مخطوطات نادرة ومهمة، وعملات ستتعرض بشكل جديد، ورق بردى، ووثائق، وفرمانات، ونموذج مصغر لقبة الصخرة، كما سيتم عرض المصاحف المملوكية، والمجموعة الفلكية والبوصلات والكرة الأرضية، وأوائل المطبوعات، واتجهنا فى هذا العرض المتحفى نقلل الكم من المعروض لنوفر مساحة للتجول، إضافة إلى المتابعة اليومية لحالة المخطوطة والكشف عن الحرارة بداخل كل الفاترين، وبجانب العرض المتحفى، وقاعات البحث العلمى والاطلاع والمكتبات المفتوحة، ومكتبة قصر عابدين. هل ستتواجد أنشطة ثقافية فى أجندة دار الكتب والوثائق؟ نعم.. نحن نمتلك إدارة للأنشطة الثقافية والتواصل المجتمعى، وقمنا فى وقت سابق بتقديم ندوات متعلقة بخطة سنوية، وسبق وقدمنا من قبل ندوة عن الدكتور أحمد زويل وقت وفاته، ويمكننا متابعة الاحداث التى تمر على الساحة الثقافية ونعمل بها أنشطة ثقافية. ما الميعاد المحدد الذى ستفتتح فيه دار الكتب والوثائق؟ لا أستطيع تحديد ميعاد ثابت لافتتاح الدار، فحاليا افتتاح الدار يرتبط بالعرض المتحفى وليس بالترميم لأن عملية الترميم انتهت بالكامل ونحن فى مرحلة الملاحظات، ونحن الآن نحتاج إلى أشياء بسيطة حتى يكتمل العرض المتحفى، منها على سبيل المثال الأثاث والشاشات المصاحبة بالمخطوطات، وأتمنى خلال عام 2018 يتم افتتاح الدار بشكل كامل.