بالصور.. شيخ الأزهر ينجو من فخ "تكفير الشيعة" خلال جولته بإندونيسيا.. أحمد الطيب: كان من المنتظر تأييدى للبعض دون الآخر ومن يريد ذلك "واهم".. وهناك فرق بين المذهب الشيعى والتشيع السياسى

زار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، مؤخرا دولة إندونيسيا، والتى يبلغ تعداد سكانها ما يقرب من 260 مليون مسلم، بحسب ما أكده مسئولون لـ"انفراد"، ليكون أكبر بلد إسلامى فى العالم، ولما نشطت مؤخرا حركات المد الشيعى وبعد دعوات كثيرة وجهتها إندونيسيا لشيخ الأزهر لزيارة البلاد باعتباره ممثلا لأكبر مؤسسة دينية تتخذ مذهب الأشاعرة والماتردية أهل السنة والجماعة منهجا لها، لبى الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدعوة، وأجرى زيارة هامة حث فيها الإندونيسيين على التصدى لما أسماه التبشير الشيعى، مؤكدا أنه لا يختلف عن التبشير بالنصرانية.

وفى أول لقاءات الإمام الأكبر مع علماء إندونيسيا انهالت الأسئلة على شيخ الأزهر فيما يخص المذهب الشيعى، حيث أكد شيخ الأزهر فى بداية كلامه على منهج الأزهر فى عدم تكفير أحد، وأن هذا ما ضمن له البقاء حتى الآن، مؤكدا فى نفس الوقت رفضه لحركات التبشير بالمذهب الشيعى فى بلاد أهل السنة.

"انفراد" كان مرافقا لشيخ الأزهر فى زيارته إلى إندونيسيا، حيث لمس أن البعض كان ينتظر من شيخ الأزهر أن يصدر حكما بتكفير الشيعة، وذلك لمساعدة أو لتأييد ما يقوم به العلماء الإندونيسيين لتصديهم للمذهب الشيعى، خاصة أن أصاب بعضهم خيبة أمل عندما أكد شيخ الأزهر على أن التكفير ليس من منهج الأزهر، وتأكيده أن الشيعة المعتدلين هم أحد جناحى الأمة الإسلامية، واصفا فى الوقت نفسه أن من يسبون الصحابة هم فئة ضالة وهو حكم الشرع فيهم، مشددا على أن الحكم بإخراج أحد من الملة يعود لولى الأمر، مع التأكيد على دعم الأزهر لجهود علماء إندونيسيا فى التصدى لنشر التشيع.

وردا على ذلك قال شيخ الأزهر فى كلمته بجامعة دار السلام: ذكر أن البعض كان ينتظر من شيخ الأزهر فى هذه الزيارة أن يؤيد البعض دون البعض الآخر، ومن يعتقد هذا فهو واهم ولن يقع الأزهر فى مثل هذا؛ لأن الأزهر الشريف هو قلعة المسلمين جميعا والحصن الحصين لعقائد أهل السنة والجماعة، فلا يمكن للأزهر أن يفرط فى عقائد الأمة وثوابتها ولا أن يمالئ فى دين الله، ولهذا بقى الأزهر شامخا على مر العصور، بتلك الكلمات رد شيخ الأزهر على الذين كانوا يريدون أن يقع شيخ الأزهر فى فخ التكفير وهو ما يخالف المنهج الأزهرى.

البعض رأى أن ما قاله شيخ الأزهر يعد تناقضا فى كلامه، فمن أين لا يكفر الشيعة، ومن أين يحذر منهم ويتصدى لهم، الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، فند الأمر بقوله حقيقة الأمر أنه لا تعارض فى تصريحات شيخ الأزهر ولا تناقض ولا تغيير فى المواقف، وليست المشكلة فى التصريحات ولكنها فى عدم قدرة البعض على فهمها وهذه ليست مشكلة شيخ الأزهر، وإنما هى مشكلة من يقحمون أنفسهم فى التحليل والحكم على ما لا يفهمونه، فموقف شيخ الأزهر وهو موقف مؤسسة الأزهر كاملة عبر تاريخها الاعتراف بالشيعة وأنهم فريق من المسلمين لا يجوز تكفيرهم ولا إخراجهم من زمرة المسلمين، وأن الإسلام يتسع للسنة والشيعة على السواء، وأن لهم ما للسنة وعليهم ما على السنة.

ولذا فإن الأزهر يدرس مذهبين من مذاهبهم الفقهية وهما الفقه الزيدى والفقه الإمامى، ويدرس مذهبهم العقدى فى كليات وأقسام أصول الدين فى جامعته، والأزهر هو أول من نادى بالتقريب بين السنة والشيعة ومازالت الدعوة قائمة، وعن التقاء شيخ الأزهر ببعضهم أو الصلاة فى حضرتهم فهذه عجيبة من العجائب عن مستغربيها، فشيخ الأزهر معجب ببعض علماء الشيعة ويحتج بأقوالهم فى كتبه ويلتقى العديد منهم فى مكتبه وفى جولاته، ولكنه والأزهر معه ضد التشيع السياسى الذى يمارس من قبل البعض تجاه السنة، ولذا كان موقفه التاريخى مع نجاد حين استقبله فى مشيخة الأزهر وكذا حين يلتقى غيره من الساسة الشيعة، فهو ونحن جميعا معه فى رفض استخدام التشيع للسنة لخدمة أغراض سياسية أو التدخل فى الشأن السنى أو التعرض للسنة بالتضييق والاضطهاد، كما يرفض ونحن معه احتلال إيران لبعض الأراضى العربية أو السعى لتمددها وسيطرتها على بلاد العرب بدعم النزاعات المسلحة فى كثير من بلدانها، فالفصل بين الشيعة كمذهب وبين التشيع كسلوك يحل مشكلة تصريحات شيخ الأزهر عند العاجزين عن فهمها.

وتأكيدا لذلك أشار شيخ الأزهر فى تصريحاته بإندونيسيا إلى أن هناك فِرقا لا تكف عن سب صحابة رسول الله وسب أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، التى هى أمهم رغم أنوفهم، وهذا السب الذى يعبر عن ثقافة كريهة من الحقد والكراهية هو مستهجن ومرفوض عندنا، ونحن لا نكف عن المطالبة بوقف قنوات الفتنة، التى تبث هذا السباب صباح مساء، ولا أشك أن هذا الإفك ضلال مبين وفتنة بين المسلمين.

وأضاف الإمام، أعلنها صريحة بأننا نرفض وندين بشدة حركات التشييع فى بلاد أهل السنة والجماعة، ونحذر من التمادى فى نشر هذه الدعوات المريبة التى تؤدى إلى الاحتراب وإسالة دماء المسلمين، وهذا من أكبر العوائق التى تعيق التفاهم والتقريب بين المذاهب الإسلامية.

كما أعلنها صريحة بأن الأزهر يرفض التدخل فى شئون الدول الداخلية بحجة نصرة هذه الطائفة أو تلك، فلابد من احترام الشئون الداخلية لكل الدول العربية والإسلامية، ويتضاعف هذا الرفض عندما يكون التدخل بإيجاد بؤر طائفية تؤجج الصراع المذهبى وتمزق النسيج الوطنى الواحد، موضحا أن الأزهر الشريف سيقف فكريا وعلميا بالمرصاد لكل من يحاول العبث بعقائد أهل السنة.

وأكد شيخ الأزهر أن الأزهر الشريف هو حارس الوسطية، وكونه وسطيا يحتضن المسلمين جميعا هذا هو السر الذى ضمن له البقاء حيا حتى الآن، وكون هذا الرصيد الضخم المدهش بسبب محبة العلماء، ولو أنه تخندق فى مذهب واحد بعينه ضد باقى المذاهب لأصبح فى ذاكرة التاريخ منذ زمن بعيد، فالأزهر يحرص على وحدة الأمة.

وأضاف أن الأزهر حين يدعو للوحدة لا يعنى تبنى مذهب بعينه ولا محاربة المذاهب الأخرى، فحين ينادى بوحدة المسلمين فإنه يدعو إلى التعايش بين كل المذاهب، وما أظن أحدا يعرف دور الأزهر عبر التاريخ ثم ينتظر أن يحارب الأزهر مذهبا بعينه، فليس للأزهر مصلحة فى نشر مذهب بعينه أو محاربة مذهب بعينه. ولتحصين المسلمين بإندونيسيا من حركات المد الشيعى أعلن إقامة 4 أروقة بالجامع الأزهر بجاكرتا تعنى بفقه أهل السنة والجماعة، كما دعا إلى إقامة رواق خاص بدراسة صحيح البخارى دراية ورواية ورواق آخر مخصص للسيرة النبوية والصحابة والخلفاء الراشدين، وتكفل بابتعاث المتخصصين لتلك الأروقة وهذا فى إطار الحملات التبشيرية المحمومة التى لمسها فى إندونيسيا، فتلك الدعوة هى رد عملى لكل الدعوات الطائفية وحملات التبشير والتشيع التى يتحدث عنها الكثيرون همسا وصراحة، فتلك الأروقة ستقام لتحصين عقائد جنوب شرق آسيا بأكملها.
























































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;