بالصور.. 3 أيام من الرعب عاشتها أسرة طفل مختطف بكفر الشيخ.. والدته: اختطفه ملثمون ولم أصدق عودته.. المباحث تعيده دون دفع فدية 2.6 مليون جنيه.. والطفل: هددونى بقطع قدمى ولسانى وأجبرونى على الكذب

لحظات عصيبة مرت على أسرة بقرية ابشان التابعة لمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، اختطف فيها الطفل الأكبر لها أول فرحتها فى موقف درامى مهما جسده الممثلون فى الأفلام الأكشن لن يجسدوه كما حدث للأم مها أحمد محمد مدرسة اللغة الإنجليزية التى تعرضت للتعدى من قبل ملثمين، ولم يرحموا توسلاتها وخطفوا نجلها من بين أحضانها فلحظات اختطافه بمثابة لحظات خروج روحها.

وقالت والدة الطفل، إنها كانت عائدة من قرية العلمية، التابعة لمركز بيلا، فى أول خميس يمر على وفاة والدى رحمه الله، وكنت أستقل توك توك ومعى شقيقتى وأولادى الأربعة وزوجة شقيقى، متجهين لقرية ابشان التى أقطن بها وفجأة وجدنا سيارة ملاكى تحتك بالتوك توك من الخلف وخرج من السيارة الملاكى ثلاثة ملثمين يحملون أسلحة بيضاء وحطموا زجاج التوك توك وألقوا بنا خارجه، وحاول سائق التوك توك مقاومتهم ولكنهم انهالوا ضرباً علينا وأصبت أنا وأولادى وشقيقتى، وخطفوا أحمد من بيننا وحاولت مقاومتهم ولكنهم ألقوا بى وأسرعوا بالسيارة، لم أتمالك نفسى، فأجريت عدة اتصالات لأقص لهم ما حدث لأقاربى ومنهم خالى، ثم توجهنا لمركز شرطة بيلا لأتقدم ببلاغ لرئيس المباحث وبعدها تم تحويلنا لمستشفى بيلا المركزى.

وأضافت مها، كنت فى حالة لا يمكن وصفها، امتنعت عن الطعام والشراب وفقدت الأمل فى الحياة، خاصة أننى لا أعرف عن المختطفين شيئاً وهم ملثمون، مضيفة خلال فترة اختطافه تذكرت كل لحظة مرت بى مع أحمد منذ حمله وولادته وحياته معى برغم ضعف ذاكرتى، ولكننى جدت كل لحظة عاشها أحمد أمامى، ولأننى مرتبطة به فهو بمثابة القلب النابض، واليد التى تمتد لتطبطب علىّ وقت الشدة لتخفف آلامى، مؤكدة أنها كانت تشاهد الأفلام قبل ذلك ولا تتأثر، ولكن عندما عايشت نفس التجربة والمشاعر، عرفت أن تلك الأفلام تعبر عن الواقع وليست أحلاماً.

وأكدت أن اللواء محمد عاطف شلبى مدير أمن كفر الشيخ، واللواء أشرف ربيع مدير إدارة البحث الجنائى، وخاصة اللواء محمد عمار رئيس مباحث المديرية كانوا معى على مدار الـ24 ساعة للتوصل للجناة، ومتابعة مستمرة مع علاء سكران رئيس المباحث، وكانوا يتابعون التهديدات ومحاولات الابتذاذ من الخاطفين.

وقالت، تجربة مريرة عايشتها لا أتمنى أن تمر بأحد سواء قريب لى، أو بينى وبينه خلاف، مؤكدة أنها لم تستمع صوت "أحمد" إلا بعد اختطافه بيومين وقال لها، "الحقينى يا ماما بيقولوا هيقطعوا رجلى ولسانى"، ولم أستطع تكملة المكالمة كنت أشعر بأنه لن يعود، ولم أصدق عندما اتصل بى اللواء محمد عمار، وقال لى ابنك سيعود كنت أظنها أحلام اليقظة التى لن تتحقق. وتابعت، عندما توجهت لمركز الشرطة لم أتمالك نفسى، واحتضنته وكأنى عدت طفلة وبدأت حياتى من جديد.

وأضاف الطفل أحمد السيد إبراهيم طالب بالصف الرابع الابتدائى "10 سنوات"، "كنا مروحين لمنزلنا فى ابشان ودخلت علينا عربية صدمت التوك توك وخرج مجموعة من الناس ملثمين أشهروا الأسلحة فى وجوهنا، ألقوا بمن فى التوك توك والدتى وخالتى وأخوتى، وأصيبوا بعدة إصابات وألقونى فى العربية ووضعوا عصابة على عينى، ومشوا مسرعين بالعربية، وبعد وقت قليل نقلونى لعربية تانية، بعدين نقلونى من العربية وطلعونى سلالم وأجلسونى فى حجرة بكيت كثيراً توسلت لهم أن يعيدونى لأمى ولكنهم رفضوا، وكانوا ينقلونى من مكان لمكان"، مؤكداً أنه لا يعرف خاطفيه، ولكنه رأى من كانوا معه بالمنزل الذى وضعوه فيه.

وتابع، كانوا يقدمون لى العيش والجبنة والبطاطس المقلية، وكنت آكل منهم قليلاً، مشيراً إلى أنهم أجبروه على الكذب على والدته عندما قلت لها إنهم سيقطعون قدمى ولسانى، وقلت لها الحقينى ياماما وبعدها أخذوا منى المحمول.

وقال فى آخر يوم كنت معهم، عرفت أن رجال المباحث توصلوا لهم من خلال ما فهمته من كلامهم فخافوا ونقلنى أحدهم على دراجة نارية، كانت العصابة على عينى وحاولت إزالتها ورأيت يافطة مكتوب عليها الدكتور محمد دياب، ثم تركنى من كان ينقلنى على الدراجة النارية فى الطريق، وبعد قليل وجدت رجال المباحث ينقلونى لمركز الشرطة ووجدت أمى التى لم أصدق أن أراها مرة أخرى.

وقال جمال محمد خال والدة أحمد، بعد عملية الاختطاف وجدت مكالمة من مجهول قال لى "يا جمال عاوزين 2 مليون و600ألف جنيه مقابل إطلاق سراح أحمد" فحاولت مسايرته واتصلت برجال المباحث الذين قالوا لى عليك بمسايرته.

وأضاف أن خاطف أحمد قال له، إنه يريد أن يدفع الـ2مليون جنيه و600ألف لدفعها لعصابة اختطفت ابنه وهو اختطف أحمد ليجبرنا على دفع الأموال المطلوبة منه، خاصة أننا عرفنا بعد ذلك أن الخاطفين من قرية تابعة لمحافظة الغربية، ونحن بقرية آخرى بحدود محافظة كفر الشيخ مع محافظة الغربية، وبعد عدة أيام بدأ المبلغ يقل حتى وصل لـ350ألف اتصلوا بوالدته قالت لهم إنها مستعدة تكتب لهم بيتها ويعيدون لها أحمد.

وأكد، خلال الثلاثة أيام امتعنت والدة أحمد عن الشراب والطعام وامتلأنا بالرعب، خاصة أننا تأكدنا أن الخاطفين مجرمون، لأنهم أصابوا والدة أحمد وأبناءها وشقيقتها وزوجة شقيقها بإصابات متفرقة عند اختطاف أحمد.

وأضاف أن رجال المباحث كانوا معنا لحظة بلحظة حتى عندما طلبوا محمول أم أحمد لابتذاذها رفضت فى البداية، ولكن رجال المباحث قالوا لى لابد من مسايرتهم خاصة أنهم لا يتحدثون معى من رقم ثابت.

وقال، كل يوم أتلقى تهديدات مطالبين بسرعة دفع الفدية، وفجأة وجدت اللواء محمد عاطف شلبى مدير الأمن، واللواء محمد عمار رئيس مباحث المديرية يتصل بى ليطمئنى أن أحمد فى الطريق لمركز الشرطة لم أصدق ما قيل لى حتى وجدنا أن وعدهم صادق.

وقد تمكنت مباحث كفر الشيخ تحت إشراف اللواء محمد عاطف شلبى مدير أمن كفر الشيخ، من إعادة الطفل أحمد السيد إبراهيم محمد العوا 10 سنوات بالصف الرابع الابتدائى، لوالدته بعد اختطافه فى يوم 19 فبراير الجارى، دون الرضوخ لدفع فدية قدرها 2 مليون جنيه و600 ألف جنيه، وهى قيمة الأموال والفوائد والتى أودعها مختطفوه لدى والد الطفل الذى تم حبسه وآخرين فى قضية توظيف أموال، بالإضافة لفدية لإطلاق سراح الطفل المختطف.

تلقى اللواء محمد عاطف شلبى مدير أمن كفر الشيخ، إخطاراً من اللواء أشرف ربيع مدير إدارة البحث الجنائى، يفيد بتلقى مأمور مركز بيلا بلاغاً من مها أحمد محمد السيد، 36سنة مدرسة تؤكد فيه اختطاف ابنها من قبل مجهولين يوم الجمعة 19 فبراير الحالى أثناء عودتها من قرية العالمية متجهة لمنزلها بقرية ابشان التابعة لمركز بيلا، مستقلة التوك توك ومعها نجلها وشقيقتها رشا صيرى جاد 30سنة مدرسة.

وأضافت والدة الطفل المختطف، وأثناء سيرها فى طريق العودة فوجئت بسيارة يستقلها عدة أشخاص تقطع الطريق عليهم، وهددوها بالأسلحة البيضاء، واختطفوا طفلها أحمد السيد 10 سنوات وفروا هاربين بعد إلقائهم من التوك توك وإصابتهم بعدة إصابات.

ونظراً لخطورة القضية أمر اللواء محمد عاطف شلبى مدير أمن كفر الشيخ، بتشكيل فريق بحث بإشراف اللواء أشرف ربيع مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية الأمن، وبرئاسة اللواء محمد عمار رئيس المباحث الجنائية، لكشف لغز اختطاف الطفل ووضع خطة لإعادته لوالدته.

ومن خلال وضع خطة محكمة والتحريات اللازمة تبين أن والد الطفل محبوس على ذمة قضية رقم 5526 جنيات لعام 2014م وآخرين فى قضايا نصب واحتيال لتوظيف أموال فى مقابل ربح مابين 12لـ 20% واستولوا على الأموال ولم يعيدوها لأصحابها.

وباستخدام التقنيات الحديثة ومتابعة الاتصالات بين الخاطفين ووالدة الطفل تبين أن الخاطفين من قرية سنبارا التابعة لمركز المحلة، كما تبين أنهم من الذين أودعوا أموالاً لدى والد الطفل لتوظيفها.

تم إلقاء القبض على أحد المتهمين "هشام .ع.ى.ح" واعترف على شريكه " علاء .ه.ى" وكلاهما من قرية سنبارا التابعة لمركز المحلة وبتضيق الخناق على الثانى ترك الطفل فى إحدى طرق المحلة وبمتابعة مباحث كفر الشيخ تم إعادة الطفل لوالدته، دون أى رضوخ للخاطفين أو دفع أموال لهم، وتحرر المحضر رقم 4270 إدارى مركز بيلا وجار العلارض على النيابة العامة.