"س و ج" كل ما تريد أن تعرفه عن "إغلاق الحكومة الأمريكية".. مئات الآلاف من الموظفين فى إجازة دون أجر لحين تسوية خلافات الجمهوريين والديمقراطيين.. يحدث للمرة 19 منذ عام 1976 .. خسائره فى 2013 وصلت 24 مل

من جديد وللمرة الـ 19 فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، يواجه المواطن الأمريكى إغلاقا مؤقتا للحكومة بسبب فشل الكونجرس الأمريكى ومجلس الشيوخ فى إقرار الميزانية العامة للدولة بسبب الخلافات بينهما. الخلاف هذه المرة وقع بسبب مطالبة الديمقراطيين بعدم طرد 750 ألف مهاجرا ضمن برنامج "الحالمون" للهجرة، الذى يخطط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإلغائه وهو الأمر الذى تؤيده الأغلبية الجمهورية فى المجالس التشريعية. فى السطور التالية وبطريقة مبسطة نجيب عن هذا الحدث الاستثنائى، والذى لا تشهده أي دولة تقريبا فى العالم بخلاف الولايات المتحدة الأمريكية. ما هو إغلاق الحكومة فى الولايات المتحدة الأمريكية؟ - وفقا لقانون ميزانية الكونجرس الذى تم وضعه عام 1974، فى عهد الرئيس الأمريكى نيكسون، فإنه حين تعجز الأجهزة التشريعية عن إقرار الموازنة العامة للبلاد، يتم إغلاق الخدمات غير الأساسية، فيما يمنح مواطنيها أجازة غير مدفوعة الأجر لحين إقرار الموازنة، وذلك بغرض الضغط على الجهات التشريعة فى البلاد من أجل. ما هى الخدمات التى تتوقف؟ تتأثر بشكل كبير الخدمات غير الأساسية بسبب إغلاق الحكومة، فيتم إغلاق الحدائق العامة، المتاحف، حدائق الحيوانات، وستصاب خدمات مثل النقل والمواصلات بمشكلات بسبب تخفيض عدد من الموظفين غير الأساسيين بها، وفى حال استمر الإغلاق أكثر من 10 أيام سيتم إغلاق المحاكم الفيدرالية، وكذلك بعض مكاتب الكونجرس، في حين سيستمر العمل فى وزارة الدفاع لكن لن ينال العسكريين مرتباتهم لحين إنتهاء الإغلاق، لكن الموظفين المدنيين بالكونجرس سيتم منحهم أجازات لحين إقرار الموازنة. وحتى نعرف حجم الضرر، فيمكننا أن ننظر لما حدث فى 2013، ففى وزارة التجارة 40 ألف موظف تقريبا من أصل 46 ألف منحوا أجازة بدون مرتب، فى وزارة التعليم 4 آلاف موظف تقريبا من أصل 4500 موظف تم اعطاؤهم اجازات غير مدفوعة الأجر، فى وزارة المالية يعطى حوالى 90% من أفراد مكاتب مكافحة الأرهاب والاستخبارات المالية اجازة بدون مرتب كما يتوقف إصدار التصريحات لأنشطة مالية جديدة، فى وزارة البيئة 93% من الموظفين سيتوقفون عن العمل. بشكل عام يتم تخفيض عدد موظفين الحكومة إلى أقصى حد ممكن خلال عملية الإغلاق، وكلما كانت المؤسسات قادرة على تحقيق تمويلها الذاتى كلما كانت أقدر على الاستمرار خلال فترة الأغلاق، فمثلا مكتب براءة الاختراع فى وزارة التجارة لا يتوقف بسبب الرسوم التى يتم تحصيلها، كما أن مؤسسات البريد أيضا تستمر فى العمل، لكن هناك مكاتب قد تصمد لعدد من الأيام قبل أن تتوقف إذا طال الإغلاق. كم موظفا سيتأثرون بالإغلاق؟ - لا يمكن تحديد المتضررين بشكل نهائى إلا حين ينتهى الإغلاق، فكما قلنا بعض المؤسسات تستطيع الصمود على مواردها الذاتية لعدد من الأيام، قبل أن تنفذ مواردها وتضطر للأغلاق، فى عام 2013 خلال الإغلاق الذى حدث فى عهد أوباما لمدة 16 يوما، فإن هناك 850 ألف موظف تأثروا بالحدث، أما هذا الإغلاق الذى يحدث فى عهد ترامب فهناك بعض المراقبين الذين يتوقعون أن يتأثر به نحو أكثر من مليون شخص. كيف يمكن أن ينتهى الإغلاق؟ ينتهى الإغلاق حين يتم إقرار الموازنة العامة للدولة، والتى يجب تمريرها بأغلبية 60 صوتا داخل مجلس الشيوخ، ويمتلك الجمهوريين الأغلبية داخل المجلس حيث أن لديهم 51 عضوا من أصل 100 عضو، لكن هذه الأغلبية لن تكون كافية لتمرير الموازنة. ما هو سبب الإغلاق هذه المرة ؟ الإغلاق سببه برنامج الذى يسعى دونالد ترامب إلغاؤه، والمعروف ببرنامج "الحالمون" والذى أصدره الرئيس السابق باراك أوباما عام 2012، والذى يسمح إلى كل الأشخاص الذين قدموا إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى طفولتهم بشكل قانونى، وضعا مؤقتا لمدة عامين قابلة للتجديد يسمح لهم بالدراسة والعمل فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويمنع ترحيلهم، وعدد المستفيدين من هذا البرنامج 787 ألف و580 شخص. وأغلب هؤلاء المستفيدين قادمين من أمريكا اللاتينية، وتتراوح أعمارهم بين 15 عاما و 36 عاما، فيما يسعى الديمقراطيين لاستمرار برنامج الحلم، فيما يسعى الجمهوريين لإنهائه. كم مرة حدث الإغلاق ؟ منذ عام 1976 وحتى اليوم، تم إغلاق الحكومة الأمريكية 19 مرة، أطولها الإغلاق الذى حدث فى عهد الرئيس الأمريكى بيل كلينتون واستمر لـ 21 يوما، وتأثرت به قطاعات كبيرة فى البلاد، ومن بينها مكاتب جوازات السفر، واستخراج عدد من الوثائق الرسمية،وبعده الإغلاق الذى حدث فى عهد أوباما واستمر 17 يوما. هل يؤثر الإغلاق على الاقتصاد؟ بالقطع يؤثر الإغلاق على انشطة الاقتصاد الأمريكى، ويتسبب فى انخفاض الأسهم فى البورصات، وعلى سبيل المثال فقد تم تقدير خسائر الإغلاق الأخير فى عهد الرئيس الأمريكى باراك اوباما والذى استمر 17 يوما بسبب الخلاف على برنامج الرعاية الصحية المعروف بـ "أوباما كير" بـ 24 مليار دولار، كما أن العديد من الموظفين يحرمون من دخولهم لفترة غير معلومة، وعادة ما يرافق الإغلاق احتاجاجات صاخبة من الموظفين الحكوميين.